بعد اشتباكات بالعاصمة الليبية.. دعوات عربية ودولية لضبط النفس
بعد اشتباكات شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، دعت كل من البعثة الأممية والسفارة الأمريكية لضبط النفس والتأكيد على أهمية الحوار والتفاوض.
وعقب دخول رئيس الحكومة المكلف، فتحي باشاغا، إلى طرابلس، اندلعت اشتباكات بين عناصر المليشيات في العاصمة ما استدعى إعلانه المغادرة حقنا للدماء.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن عدة أحياء ومناطق شهدت اشتباكات متقطعة وإطلاق نار بين بعض المليشيات الموالية لحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها والقوات التي تؤمن المقار بعد وصول فتحي باشاغا.
وأوضحت المصادر أن "دوي إطلاق النار يسمع بوضوح في عدة مناطق أهمها طريق الشط وطريق السكة قرب مقر رئاسة الحكومة، إضافة إلى إطلاق واضح للقذائف ومضادات الطيران قرب جزيرة الـ77 -باب العزيزية سابقا".
وقف أي نزاع مسلح
وقالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي، نجوى وهيبه، إن رئاسة المجلس تدعو كل الأطراف إلى عدم تحويل الخلافات السياسية إلى نزاع مسلح.
وأوضحت في تغريده لها على "تويتر" أن النزاع المسلح سيؤدي بالبلاد إلى منزلق خطير يهدد أمن المدنيين.
ودعا المجلس إلى التهدئة وضبط النفس وتجنيب طرابلس وكل المدن أي استخدام للقوة أوالتلويح بها وتجنب أي إقحام للأطراف العسكرية في الخلافات السياسية.
من جانبه، قال نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي، إن الأعمال المسلحة التي حدثت لا يمكن أن تنتج أي نوع من الاستقرار مطالبا كافة الأطراف بضبط النفس.
وناشد اللافي، في تغريدة على "تويتر"، الأطراف الدولية تقديم الدعم للحوار الليبي وألا تساهم بطريقة مباشرة أو مستترة في زيادة التوتر.
ضبط النفس والحوار
وتعقيبا على ذلك، قالت السفارة الأمريكية في ليبيا إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس".
وأضافت: "نحث جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف وعلى القادة السياسيين أن يدركوا أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا".
وأوضحت أن "السبيل الوحيد القابلة للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم. والمحادثات الدستورية الجارية الآن في القاهرة تكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى".
وتابعت: "ينبغي أن يدرك أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة المجتمعين هناك أنّ استمرار عدم وجود قاعدة دستورية تُفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في إطار زمني واقعي قد يحرم الليبيين من الاستقرار والازدهار الذي يستحقونه".
بدورها، قالت البعثة الأممية في ليبيا: "في ضوء المستجدات الجارية في طرابلس، أودُ أن أُشدد على الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين".
وأضافت: "نحثُ على ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما في ذلك الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات".
وتابعت: "لا يمكن حل النزاع بالعنف، ولكن بالحوار والتفاوض، ومن أجل ذلك، تظل المساعي الحميدة للأمم المتحدة متاحة لجميع الأطراف التي تؤمن بمساعدة ليبيا على إيجاد طريق حقيقي وتوافقي للمضي قدمًا نحو الاستقرار والانتخابات".
يأتي ذلك، فيما دعا السفير الألماني بليبيا، ميشيل اونماخت، للهدوء وضبط النفس وحث جميع الجهات الفاعلة على التصرف بمسؤولية.
وأكد أونماخت في تغريدة له على أنه لا بديل عن الحل السياسي في ليبيا.
بدورها، قالت السفارة البريطانية في ليبيا إن أحداث اليوم في طرابلس تظهر الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي دائم وهذا الحل يجب ألا يتم أو يتحقق بالقوة.
وأضافت: "نحث جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر والعمل من أجل حوار هادف نحو الاستقرار وإجراء انتخابات ناجحة".
وفي ذات السياق، قالت السفارة الإيطالية في ليبيا إنها تتابع بـ"قلق بالغ الاشتباكات المسلحة في العاصمة طرابلس والتي لا يجب أن تكون رهينة الصراعات السياسية".
وأضافت: "لن يؤدي العنف إلا إلى تقويض ليبيا واستقرارها وازدهارها".
توخي الحذر
وطالبت القنصلية العامة التونسية بطرابلس، الثلاثاء، كافة أفراد جاليتها بتوخّي الحذر وتجنّب التنقلات غير الضرورية.
يأتي ذلك فيما أصيب عنصر ليبي بالأمن الدبلوماسي "هشام عبد السلام" بطلق ناري، الثلاثاء، أثناء حراسته أحد المقار الدبلوماسية أمام السفارة الإيطالية بطريق الشط بالعاصمة طرابلس.
فيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد ابو الغيط، عن بالغ القلق إزاء التطورات الأخيرة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس.
ودعا إلى ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحيلولة دون اندلاع موجة عنف جديدة، وتجنيب البلاد المزيد من الخسائر البشرية والمادية.
وناشد في بيان للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، جميع الأطراف بضبط النفس وعدم تأجيج الصراع مجدداً، وتغليب لغة الحوار وصولاً إلى تهيئة الأرضية المناسبة لإجراء انتخابات وطنية في أقرب فرصة ممكنة، كونها السبيل الوحيد لإنهاء المراحل الانتقالية التي طال أمدها، ولتجديد شرعية المؤسسات بالشكل الذي يضمن وضع ليبيا على طريق الاستقرار والبناء.
وفي هذا السياق، أكد أبو الغيط على أهمية اجتماعات لجنة المسار الدستوري المشتركة من مجلسي النواب والدولة، والتي انطلقت جولتها الثانية قبل يومين برعاية أممية وباستضافة كريمة من جمهورية مصر العربية.
وشدد على دعم جامعة الدول العربية لكل جهد مُخلص يسعى إلى جمع الليبيين على طاولة حوار واحدة ويُقرب وجهات نظرهم في هذا المسار وكافة مسارات التفاوض الأخرى.
مغادرة باشاغا
وأعلن رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا خروجه من العاصمة طرابلس بعد ساعات من دخولها وذلك حقنا للدماء.
وأفاد المكتب الإعلامي للحكومة الليبية بأن باشاغا وعدد من أعضاء الحكومة غادروا العاصمة طرابلس بعد وصولهم يوم أمس.
وأوضح المكتب في بيان اطلعت " العين الإخبارية" على نسخة منه أن الخروج جاء حرصا علي أمن وسلامة المواطنين وحقنا للدماء وإيفاءً بتعهدات الحكومة التي قطعتها أمام الشعب بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقا للقانون.
ووجهت الحكومة بخالص الشكر لكل الأجهزة الأمنية والشرطية على التزامها بالقانون وحفاظها على أمن العاصمة وسلامة المدنيين، والشكر موصول لأهالي مدينة طرابلس على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
يأتي ذلك فيما كشفت مصادر ليبية لــ" العين الإخبارية" أن قوات ما تعرف بــ"444" تدخلت لوقف الاشتباكات وسط مطالبات أعيان مدينة مصراته ومشايخها بوقف القتال بالعاصمة حقناً للدماء.
وبينت المصادر استجابة رئيس الحكومة السريعة لمطالب أعيان مدينة مصراته بالخروج خوفا على سقوط دماء الليبيين.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز