سنوات من العداء.. كيف تحولت مباراة الترجي والنجم إلى «كلاسيكو الكراهية»؟
يتجدد الموعد بين الترجي والنجم الساحلي في مواجهة الجولة الثانية من مرحلة الحسم بالدوري التونسي، والتي سيحتضنها (الأحد) ملعب سوسة.
ويتصدر فريق العاصمة جدول الترتيب العام لمرحلة التتويج برصيد 6 نقاط، متقدما بفارق نقطتين على غريمه الساحلي الذي يحتل المركز الثاني.
مواجهة الكلاسيكو المتجددة مصنفة ذات خطر عال من قبل السلطات الأمنية في تونس، في ظل حالة التوتر التي تسود بين جماهير الفريقين بسبب واقعة اللافتة المسيئة التي رفعها مناصرو الترجي خلال مباراة الجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا.
وترصد "العين الرياضية" 3 عوامل أسهمت في تنامي حالة العداء بين عملاقي كرة القدم التونسية عبر التاريخ.
حادثة حل النجم الساحلي
قررت السلطات التونسية عام 1961، حل النجم الساحلي بعد أحداث الشغب التي حدثت إثر المباراة التي خسرها أمام الترجي بهدفين دون رد ضمن ربع نهائي كأس تونس.
ووفقا لبعض المصادر الموثوقة، فإن جماهير النجم قامت بتهشيم عدد من السيارات، بالإضافة لحافلة كانت تقل وفدا من السياح الأوروبيين، مما دفع السلطات لحل النادي الساحلي.
وعاد الفريق الأول بمنطقة الساحل للنشاط عام 1962 بقرار سيادي أيضا، وهو ما سمح له باستعادة أفضل نجومه بعد أن لعبوا موسم 1961-1962 مع فرق أخرى.
صراع شيبوب وجنيح
شهدت فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة، منافسة رياضية تحولت إلى صراع شخصي بين سليم شيبوب رئيس الترجي، وعثمان جنيح رئيس النجم الساحلي.
وتنافس الرئيسان على خطف بعض النجوم المحلية والأفريقية بوسائل غير مشروعة، مما أدى إلى زيادة حالة الكراهية في صفوف الجماهير.
وأسهم هذا التنافس "الناري" بين الفريقين في تطور كرة القدم التونسية، حيث سيطرت الأندية المحلية على المسابقات القارية، وبصفة خاصة بطولة الكونفدرالية الأفريقية.
فتنة التواصل الاجتماعي
حالة العداء بين جماهير الفريقين زادت في السنوات الأخيرة تحت تأثير شبكات التواصل الاجتماعي التي غذت هذه الكراهية ورفعت من حدتها.
ووصلت حالة الكراهية بين جماهير الترجي والنجم لنقطة اللاعودة، في ظل صعوبة محاصرة ظاهرة التجييش عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم المبادرات الإيجابية التي قام بها بعض الأطراف المحسوبة على الناديين، إلا أنها فشلت تماما في إذابة جليد الكراهية والعداء بين جماهير الفريقين.