مشاريع الإمارات المستدامة في العالم.. إنجازات تزيّن «COP28»
تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم الجهود العالمية للحد من التغيرات المناخية وتخفيف تداعياتها.
ساهم مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» في إبراز محفظة مشاريع دولة الإمارات المستدامة المنتشرة في مختلف دول العالم، التي تدعم جهودها في التخفيف من الإنبعاثات الكربونية، و المحاقظة على البيئة، وصولاً لتحقيق الحياد المناخي.
ومن أبرز المشاريع التي ساهم «COP28» في تسليط الضوء عليها، استحواذ شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» على حصة 49% من محطات «دوغر بانك ساوث» لطاقة الرياح البحرية، التابعة لشركة «آر دبليو اي»، والواقعة في منطقة الساحل الشمالي الشرقي لإنجلترا، وذلك في إطار اتفاقية لاستثمار 11 مليار جنيه استرليني في قطاع الطاقة المتجددة بالمملكة المتحدة.
وبحسب ما جاء في تقرير لوكالة أنباء الإمارات «وام»، يضم المشروع إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية المخطط تطويرها على مستوى العالم، وسيوفر المشروع الطاقة لـنحو ثلاثة ملايين منزل في المملكة المتحدة وآلاف فرص العمل.
كما استحوذت «مصدر»، بالشراكة مع مجموعة «تاليري إنرجيا» الفنلندية المتخصصة في الاستثمار وتطوير المشاريع في قطاع الطاقة المتجددة، على 8 مشاريع طاقة متجددة هجينة، في خطوة تسهم في زيادة حجم محفظة مشاريعهما في بولندا.
وجاء استحواذهما على المشاريع من شركة «دومرل بيورو اوسلوغ انفيستيتسينيخ» المطور البارز في قطاع الطاقة المتجددة البولندي، وسوف تواصل الشركتان العمل مع «دومرل» على مدار فترة تطوير المشاريع.
الحد من إطلاق 1.8 مليون طن ثاني أكسيد الكربون سنوياً
وعند دخولها مرحلة التشغيل ستبلغ القدرة الإنتاجية للمشاريع الثمانية، والتي تجمع بين الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية، أكثر من 1 غيغاواط، وهو ما يكفي لتزويد نحو 223 ألف منزل بالكهرباء، والحد من إطلاق 1.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
كما وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» اتفاقيات تعاون استراتيجية مع شركة «بي إل إن نوسانتارا باور»، بهدف المضي في خطط تطوير أكبر محطة طاقة شمسية كهروضوئية عائمة في جنوب شرق آسيا، إلى جانب تطوير مشروع الهيدروجين الأخضر، ما يعزز من مكانة دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا كمراكز لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحقيق الحياد الكربوني.
وتركز الاتفاقيات على مجموعة من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية، أبرزها إجراء دارسة مشتركة حول مضاعفة القدرة الإنتاجية في محطة «شيراتا» للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة، ثلاث مرات، إلى 500 ميجاواط، كما اتفق الجانبان على استكشاف خيارات للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، وإمكانية تطوير الهيدروجين الأخضر، الذي يتمتع بإمكانات هائلة في الحد من انبعاثات الكربون، خصوصاً في قطاع الصناعات ذات الاستخدام الكثيف للطاقة، بما فيها صناعة الصلب، وقطاع البناء، إلى جانب قطاعي النقل والطيران.
وأعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» عن خططها لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاواط، في 6دول في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يمثل توسعاً متسارعاً في أنشطة الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، ويدعم جهود التحول نحو الطاقة النظيفة في جميع أنحاء القارة، و ذلك في إطار دعم مبادرة التصنيع الأخضر في أفريقيا، والتي تهدف إلى تسريع وتوسيع نطاق الصناعات والشركات الخضراء في جميع أنحاء القارة.
مبادرة تمويل الاستثمار الأخضر في أفريقيا
وتلتزم «مصدر»، إحدى شركات الطاقة النظيفة الأسرع نمواً في العالم والأكبر في أفريقيا، بتخصيص 2 مليار دولار، إضافة إلى جمع وتحفيز 8 مليارات دولار، لتوفير 10 غيغاواط من الطاقة النظيفة في قارة أفريقيا بحلول 2030، وذلك في إطار مبادرة تمويل الاستثمار الأخضر في أفريقيا، التي تقودها دولة الإمارات.
وترتبط «مصدر» باتفاقيات شراكة مع جهات من القطاعين الحكومي والخاص في 6 دول أفريقية، وشملت توقيع اتفاقية امتياز مع وزارة الطاقة والمياه في جمهورية أنغولا، لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية، بقدرة 150 ميجاواط في منطقة «كيبونغو»، ضمن المرحلة الأولى من التعاون بين الحكومتين الإماراتية والأنغولية لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 2 جيجاواط، وهو أول مشروع طاقة متجددة يتم تطويره في إطار التعاون الاستراتيجية بين الدولتين.
كما يجري تنفيذ مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بين «مصدر» ووزارة الطاقة وتنمية المعادن الأوغندية، بقدرة 150 ميغاواط، وذلك في إطار المرحلة الأولى من التعاون بين الطرفين لتطوير مشاريع بقدرة 1 غيغاواط.
كما وقعت شركة «إم دبليو إنرجي»، التابعة لشركة «مصدر»، مذكرة تفاهم مع صندوق «أفريقيا 50»، ووزارة الطاقة والمياه في الكونغو، لتطوير مشاريع طاقة متجددة بقدرة 500 ميغاواط، إلى جانب التعاون ضمن مبادرة التصنيع الأخضر مع الشركة الكينية لتطوير الطاقة الحرارية الأرضية، و«برتامينا جيوثرمال إنرجي» الإندونيسية، لتطوير مشروع طاقة حرارية أرضية في كينيا.
تفادي إطلاق 3.8 مليون طن الانبعاثات الكربونية في 20 عاماً
وتوقيع شركة «إنفينيتي باور» المشروع المشترك بين «مصدر» و«إنفينيتي» وأكبر شركة للطاقة المتجددة في أفريقيا، مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية في موزمبيق، بهدف استكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة متجددة في البلاد، بقدرة تصل إلى 1 غيغاواط، ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع بتزويد 400 ألف أسرة بالكهرباء، وتفادي إطلاق 3.8 مليون طن من الانبعاثات الكربونية على مدى 20 عاماً.
في حين ستتعاون «مصدر» مع شركة «زيسكو» و«إنترناشونال ريسورس هولدينغز» التابعة للشركة الدولية القابضة، ضمن مشاريع للحد من الانبعاثات الكربونية لعمليات التعدين في زامبيا، حيث ستبحث «مصدر» سبل إقامة مشاريع طاقة متجددة لتزويد مناجم «إنترناشونال ريسورس هولدينغز» بكهرباء خضراء.
وأعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وشركة "اي دي اف" عن تعاونهما مع وزارة الطاقة في جمهورية قيرغستان، لاستكشاف فرص تطوير مشاريع طاقة كهرومائية وطاقة متجددة بقدرة إجمالية تصل إلى 3.6 غيغاواط، ويعتبر هذا المشروع الأول لشركة "مصدر" في مجال طاقة الكهرومائية، ليضاف إلى محفظة مشاريعها في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة الشمسية العائمة وطاقة الرياح البرية وطاقة الرياح البحرية، ونظم تخزين الطاقة والهيدروجين الأخضر.
وتعد آسيا الوسطى سوقاً ناشئة مهمة بالنسبة لشركة "مصدر"، التي أبرمت العديد من الاتفاقيات لتطوير مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المنطقة وباعتبارها شركة إماراتية رائدة في مجال الطاقة النظيفة وواحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، فإن "مصدر" تتصدر الجهود الرامية إلى تطوير ونشر تقنيات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
ووقعت حكومتا دولة الإمارات وجمهورية كازاخستان اتفاقية تعاون بموجبها الطرفان في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في كازاخستان، وذلك من خلال تطوير محطة لطاقة الرياح واسعة النطاق بقدرة 1 جيجاواط إضافة الى توقيع اتفاقية تطوير مشتركة بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" التي ستقود المشروع وشركتي "دبليو سولار" و"كازاك غرين باور" وصندوق الاستثمار والتطوير في جمهورية كازاخستان لتطوير مشروع طاقة رياح بقدرة 1 غيغاواط.
وسيلعب هذا المشروع دوراً مهماً في تعزيز التعاون بين دولة الإمارات وكازاخستان وتسريع التحول في قطاع الطاقة بكازاخستان ودعم طموحات الدولة بزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة لتمثل 15% من إمدادات الطاقة بحلول عام 2030 وإلى 50% بحلول عام 2050 وصولاً إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
ويمثل هذا المشروع أول مشاريع "مصدر" في كازاخستان التي تمتلك أكبر اقتصاد في منطقة آسيا الوسطى ويعد المشروع استثماراً مهماً يركز على الاستفادة من إمكانات الدولة لتكون من الدول الرئيسية المنتجة للطاقة الجديدة كما يأتي في إطار دعم دولة الإمارات لخطط العمل المناخية الطموحة في كازاخستان.
وكانت "مصدر" وقعت في وقت سابق من العام الجاري اتفاقية مع شركة "بي إل إن نوسانتارا باور" لتطوير المرحلة الثانية من مشروع محطة "شيراتا" للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة بقدرة تصل إلى 500 ميجاواط، وذلك في أعقاب القوانين الصادرة مؤخراً عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في إندونيسيا والتي تسمح بتغطية ما يصل إلى 20% من المياه لاستخدامات الطاقة المتجددة.
مجموعة «بيئة» تعزز حضورها العالمي في مؤتمر «COP28»
فيما واصلت مجموعة «بيئة»، ومقرها إمارة الشارقة حضورها العالمي خلال COP28، مشيرة إلى توسعها الإقليميً منطقة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية لإدارة النفايات حيث توفر خدمات جمع النفايات ونقلها فضلاً عن تعقيم وتطهير الحاويات عبر تجهيزات منها آلاف العمال المهرة ومئات المركبات بهدف دعم المدينة المنورة لتحقيق مستهدفاتها البيئية.
وتدعم جهود "بيئة" أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في مجال التنمية المستدامة ومنها رفع معدلات إعادة التدوير إلى 85% كما وقعت المجموعة والشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير "سِرك" المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة المقر للتطوير والتنمية "المقر" الذراع الاستثماري لأمانة المدينة المنورة اتفاقية استراتيجية لتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة تُعنى بتقديم حلول شاملة لإدارة ومعالجة النفايات ابتداءً من الجمع من المصدر ومرورًا بالمعالجة بالإضافة إلى تطوير وتشغيل محطة الفرز والمكب العام للنفايات في المدينة المنورة.
كما سلطت "بيئة" خلال مشاركتها في الحدث العالمي cop28 الضوء على عملياتها في العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية لإدارة النفايات والارتقاء بمستوى الاستدامة حيث تقدم "بيئة" خدماتها للمدينة الواعدة والتي ستغدو العاصمة الثقافية والاقتصادية الجديدة في الشرق الأوسط وستحتضن نحو 6.5 مليون شخص عند استكمال جميع مراحل المشروع.
وعززت المجموعة من حضورها عبر توقيع شراكة مع شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية بهدف تأسيس شركة جديدة توكل إليها مهمة توفير خدمات إدارة النفايات في العاصمة الإدارية الجديدة وتتنوع تلك الخدمات ما بين النظافة العامة وجمع وإدارة النفايات الناتجة عن المنشآت السكنية والتجارية والإدارية والطبية وتشغيل مرافق إعادة تدوير النفايات بمختلف أنواعها وجمع ونقل وتخزين النفايات الطبية والزراعية والعضوية وغيرها وبيع وشراء النفايات.