قنبلة مناخية تضرب أستراليا: عاصفة مفاجئة تهدد الملايين برياح وأمطار مدمرة

استعد ملايين الأستراليين على الساحل الشرقي لمواجهة واحدة من أكثر الظواهر المناخية تطرفًا هذا العام، مع اقتراب ما يُعرف بـ"القنبلة المناخية" أو bomb cyclone، وهي عاصفة تتشكّل بسرعة نتيجة انخفاض مفاجئ في الضغط الجوي، وتعدّ مقدمة لأيام من الفوضى الجو
هيئة الأرصاد الجوية الأسترالية أطلقت تحذيرات عاجلة من رياح مدمّرة تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة، وأمطار تتجاوز 200 ملم في بعض المناطق، بالإضافة إلى أمواج هائلة قد تبلغ خمسة أمتار، اعتبارًا من صباح الثلاثاء 1 تموز/يوليو.
عاصفة تتشكل بسرعة مذهلة
وفقًا لتفسير الأرصاد الجوية، فإن ما يُطلق عليه مصطلح bombogenesis، هو انخفاض مفاجئ في الضغط الجوي بأكثر من 22 إلى 24 هكتوباسكال يوميًا، مما يؤدي إلى تشكّل كتلة هوائية عنيفة وسريعة الحركة تتحول بسرعة إلى عاصفة قوية. هذه الظاهرة تحدث في بحر تسمان بين أستراليا ونيوزيلندا، وغالبًا ما تكون مصحوبة بتقلبات شديدة في الطقس.
مناطق الخطر القصوى
المناطق الأكثر تضررًا تشمل الساحل الأوسط لنيو ساوث ويلز، حيث يُتوقّع هطول ما بين 100 إلى 200 ملم من الأمطار خلال 48 ساعة، مع احتمال تجاوز تلك الكمية في بعض المواقع.
تشمل المناطق المعرضة للخطر: سيدني، إيلوارا، هنتر، الساحل الجنوبي، وجيبسلاند في فكتوريا. كما صدرت تحذيرات بحرية قوية لسواحل شرق فكتوريا، ومعظم سواحل كوينزلاند، بالإضافة إلى تحذير بوجود أمواج خطرة حول جزيرة لورد هاو.
أنغوس هاينز، خبير التنبؤات الجوية في هيئة الأرصاد، أوضح أن الثلاثاء 1 تموز/يوليو والأربعاء 2 تموز/يوليو سيكونان ذروة العاصفة، مؤكدًا أن "الرياح ستعصف بشدة على امتداد ساحل نيو ساوث ويلز، وقد نشهد هبات تتجاوز 100 كيلومتر في الساعة، خصوصًا في منطقة سيدني الكبرى".
خطر الانهيارات وقطع الكهرباء
فيما تستعد السلطات لمواجهة هذه الظاهرة الجوية، حذّرت دائرة الطوارئ الحكومية في نيو ساوث ويلز من إمكانية انهيار الأشجار وخطوط الكهرباء، وحدوث فيضانات مفاجئة في المناطق المنخفضة.
ديبي بلاتز، نائبة مفوض خدمات الطوارئ، أكدت أن "الاستعدادات بدأت منذ الخميس الماضي، حيث تم إرسال مركبات مرتفعة، وطائرات إنقاذ، وأطقم تدخل سريع إلى المناطق التي يُتوقع أن تكون الأكثر تضررًا".
وأضافت: "لكن المطلوب الآن هو استعداد السكان، من خلال تأمين الأثاث الخارجي، وإدخال الحيوانات الأليفة، وتجنب الخروج إلا للضرورة، والابتعاد عن المناطق القريبة من خطوط الكهرباء أو الأشجار".
قلق متجدد بعد فيضانات أيار/مايو
ذكريات فيضانات الشهر الماضي لا تزال حاضرة بقوة في أذهان السكان، خصوصًا في منطقة هنتر والساحل الشمالي الأوسط.
مايكل جيفري، مزارع ألبان قرب نهر ماكلي في كيمبسي، قال إن التوتر يسود أوساط المزارعين: "الأمطار لم تتوقف طوال اليوم، الجميع يشعر بالقلق، لأن مصدر رزقهم مهدد، والبنية التحتية التي تضررت سابقًا ما زالت هشة، فضلًا عن المخاوف على صحة المواشي وسلامتها".
في ظل هذه الأوضاع، يبقى الأمل في أن تمر العاصفة بأقل قدر من الخسائر، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أنها ستضع قدرات السلطات والسكان على المحك حتى الخميس 3 تموز/يوليو، على الأقل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjM5IA== جزيرة ام اند امز