"تشيلسي سيغرق في 2050".. كيف يؤثر التغير المناخي على كرة القدم؟
يتابع العالم بقلق كبير الآثار المترتبة على ظاهرة التغير المناخي، والتي ظهرت بوضوح في درجات الحرارة المرتفعة غير المسبوقة في أوروبا.
كرة القدم وهي تعد حاليا من أبرز الاستثمارات المهمة على صعيد الاقتصاد العالمي، ستتأثر بالتأكيد جراء ظاهرة التغير المناخي، وهو ما ظهر واضحا خلال هذا الصيف.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي ظاهرة تغير المناخ، أسبابها وتأثيرها السلبي الذي يتوقع أن يكون كبيرا وسلبيا على كرة القدم، حال لم يتم اتخاذ إجراءات من قبل دول العالم لمجابهة هذه الظاهرة.
ما هو التغير المناخي؟
بحسب بيان رسمي للأمم المتحدة، فإنه يقصد بتغير المناخ التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن الـ19، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.
وينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.
تشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ، ثاني أكسيد الكربون والميثان، وتنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، نتيجة استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني.
يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، كما يعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية لهذا الغاز الضار.
ما هو دور كرة القدم في التغير المناخي؟
طبقا لدراسة نشرتها صحيفة "جارديان" البريطانية، فإن كرة القدم لعبت بطريقة غير مباشرة دورا في التغير المناخي الذي يواجهه العالم حاليا.
ومن أبرز الأدوار السلبية غير المباشرة، انتقال المشجعين والفرق بكافة وسائل النقل التي تستخدم البنزين والسولار، وهو ما يترتب عليه إنتاج كثيف لثاني أوكسيد الكربون الضار بشدة بالبيئة.
أيضا، فإن بعض صناعات الملابس الرياضية التي تحتاج لأنواع معينة من الوقود الأحفوري، فضلا عن الأغذية التي يكون للسولار دورا في صناعتها مثل الخبر، كلها لعبت دورا سلبيا في التغير المناخي.
تأثيرات حدثت لكرة القدم بسبب التغير المناخي
بدأت التأثيرات السلبية للتغير المناخي على كرة القدم في الوقت الحالي، وكان أبرز ذلك ما حدث لبرشلونة عند وصوله إلى الولايات المتحدة لخوض معسكر تحضيري للموسم المقبل.
النادي الكتالوني اضطر في بعض الأوقات لخوض التدريبات داخل الفندق الذي يقيم فيه أو حتى تأخير التدريبات، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في مدينة "ميامي" الأمريكية التي بدأ بها معسكره.
مباراة بايرن ميونخ ضد مانشستر سيتي الودية، والتي لعبت فجر الأحد في مدينة "ويسكونسن" بالولايات المتحدة، تأجلت لبعض الوقت بسبب العواصف والأمطار.
وبعد بدء اللقاء، وتحديدا عقب تسجيل النرويجي إيرلينج هالاند لهدف تقدم مان سيتي، توقفت المباراة بسبب الأمطار والعواصف في استاد "لامبو فيلد" مع إخلاء المدرجات ما عكر صفو نحو 80 ألف مشجع، خاصة بعد تأخير انطلاق اللقاء لمدة ربع ساعة.
وتقلص زمن اللقاء عشر دقائق بعد استئناف اللعب عقب توقف استمر 45 دقيقة، لكن دون تغيير في نتيجة المواجهة الودية.
وتتواصل التأثيرات الحالية للتغير المناخي، بعدما أعلن لورنزو كاسيني رئيس رابطة الدوري الإيطالي، إمكانية عدم بدء المسابقة في موعدها يوم 13 أغسطس/ آب المقبل بسبب الحر الشديد الذي يضرب إيطاليا".
وقال كاسيني: "إذا استمرت درجات الحرارة المحطمة للأرقام القياسية، سيكون من الصعب أن يبدأ الموسم الجديد في الموعد المحدد، لأنه ببساطة لن يكون الوضع آمنا للاعبين".
إسبانيا أيضا، والتي سينطلق الدوري فيها يوم 12 أغسطس المقبل، تواجه حاليا أسوأ موجة حر، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز الـ45 درجة مئوية في بعض المناطق وسط حرائق كثيفة للغاية في الغابات، وهو ما قد يشير إلى أن مسابقة الليجا قد تتأثر انطلاقتها أيضا حال استمرت الأحوال الجوية بهذا السوء.
تأثيرات بعيدة المدى للتغير المناخي على كرة القدم
موقع "ذا أتلتيك" الأمريكي كشف في تقرير له عن مفاجأت مدوية تتعلق بالتأثيرات بعيدة المدى للتغير المناخي على كرة القدم
هل يمكن تخيل أن يصبح ملعب "ستامفورد بريدج" معقل نادي تشيلسي العريق مهددا بالغرق بالكامل؟، هذا هو ما أوضحته دراسة نشرها موقع "ذا أتلتيك".
تقول الدراسة: "إن ارتفاع درجات الحرارة إلى جانب فترات الجفاف الطويلة، العواصف المدمرة وارتفاع منسوب مياه البحر، يعني أنه بحلول عام 2050، من المتوقع أن تحدث فيضانات جزئية أو كلية لربع الأندية التابعة لرابطة (EFL) الإنجليزية المحترفة".
وتضيف الدراسة: "يمكن توقع حدوث فيضانات جزئية أو كلية لملاعب هذه الأندية كل عام، ومن بينها ستامفورد بريدج معقل تشيلسي، سانت ماري ملعب ساوثهامبتون، واستاد لندن الأولمبي الضخم، والذي يخوض عليه وست هام مبارياته".
وتتابع الدراسة: "ليس هذا فقط، تغير المناخ لن يؤثر فقط على النوادي والملاعب من خلال الفيضانات ولكن ارتفاع درجات الحرارة سيكون له تداعيات هائلة على المتفرجين واللاعبين، وقد تصبح فترات توقف معينة خلال المباريات من أجل تناول المياه لمجابهة الحرارة، هي القاعدة الساسية".
دور كرة القدم في مجابهة التغير المناخي
ولمواجهة تداعيات التغير المناخي على المدى القصير أو البعيد، ينتظر أن يكون لكرة القدم عدة أدوار مهمة في ذلك، طبقا لتقرير نشرته صحيفة "جارديان".
ومن أبرز هذه الأدوار وجود رؤية محددة ومتحدة بين إدارات الأندية والاتحادات الأهلية والقارية إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لإيجاد أفضل الوسائل لتقليل كل ما يستخدم في صناعة كرة القدم ويتسبب في زيادة غاز ثاني أوكيد الكربون الضار بالبيئة والمسبب الرئيسي للتغير المناخي.
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بالفعل خلال البطولات الأخيرة التي ينظمها، محاولة تقليل الاعتماد على ما يمكن أن يتسبب في زيادة ثاني أوكيد الكربون.
وفي بريطانيا، قام نادٍ مغمور، وهو فورست جرين روفرز، بطل دوري الدرجة الثالثة في إنجلترا، بخطوة استثنائية وتاريخية، بعد أن بات أول نادٍ في العالم محايد للكربون معتمد من الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ3LjEzLjIyMCA= جزيرة ام اند امز