سر السماء الحمراء.. هكذا تكون خسائر المناخ بمليارات الدولارات
تحولت سماء دول عدة في أفريقيا والشرق الأوسط للون الأحمر خلال الأيام الماضية، بسبب عواصف رملية متتابعة، خلفت خسائر اقتصادية بالمليارات.
ويتعرض العراق لعواصف رملية متكررة كل أسبوع منذ أبريل/نيسان الماضي، وهو أمر مستحدث ففي الماضي كانت العواصف لا تتعدى عاصفتين أو ثلاثة كل عام، ولكن في ربيع عام 2022 سجل العراق ما لا يقل عن 8 عواصف، بما في ذلك العاصفة التي وقعت في 16 مايو/أيار الجاري ووضعت نحو 4 آلاف شخص في المستشفى ووفاة شخصين عبر الحدود مع سوريا.
كما تتعرض السعودية أيضا لعواصف رملية متكررة وتدهور في حالة الطقس بالرياض وجدة وبعض المدن، مما رفع درجات الحرارة في جدة إلى 49 درجة مئوية.
وألقى الباحثون في جامعة برينستون باللوم في عواصف الصيف الشديدة في بلاد الشام على الحرب الأهلية في سوريا، التي تسببت بمزيج غير عادي من الحرارة والرياح.
وتوصلت دراسة للبنك الدولي عام 2019 إلى أن الأعمال البشرية، مثل الإفراط في استغلال الأنهار والبحيرات، تنتج عواصف الغبار في الشرق الأوسط.
واستنزفت إيران الأراضي الرطبة للزراعة، كما قام صدام حسين بتجفيف أهوار جنوب العراق لمعاقبة سكانها.
أيضا السدود التركية على نهري دجلة والفرات تعني أن مجاري الأنهار باتت أكثر جفافاً، كل هذا يعني المزيد من الغبار الذي تجرفه الرياح.
خسائر التغير المناخي
وتقدر الأمم المتحدة التكلفة الاقتصادية المباشرة للتغير المناخي تقلبات الطقس في الشرق الأوسط بنحو 13 مليار دولار سنويا، مع تكاليف غير مباشرة أكبر بعدة مرات.
وتوقعت دراسة أجرتها "سويس ريإنشورانس" أكبر شركة لإعادة التأمين في العالم، أن يتسبب تأثير التغير المناخي على الزراعة والأمراض والبنية التحتية، بالإضافة إلى الإنفاق الحكومي وغيره، في خسارة الاقتصاد العالمي 23 تريليون دولار، أي 10% من قيمته، بحلول عام 2050.
وقدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري خسائر التغير المناخي على مدار 50 عاما بنحو 3.6 تريليون دولار، خلال الفترة من 1970 حتى الآن، بحسب تصريحات أدلى بها مطلع العام الجاري خلال حديثه عن آثار التغرير المناخي ضمن فعاليات منتدى شباب العالم.
الهدف العالمي
حذر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من فجوة الانبعاثات الكربونية، وفشل 120 دولة في المهمة المستهدفة لإبقاء زيادة درجة الحرارة العالمية بمعدل أقل من 1.5 درجة مئوية هذا القرن.
ويتجه العالم إلى ارتفاع درجة حرارة بنحو 2.7 درجة مئوية، وهو ما سيتسبب في تأثيرات مدمرة للغاية، بحسب تحليل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
مبادرات سعودية وإماراتية
أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهداف المملكة للوصول للحياد الصفري المناخي في عام 2060.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان أطلق النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، الذي يعنى بإطلاق المبادرات البيئية الجديدة للمملكة، ومتابعة أثر المبادرات التي أُعلِنَ عنها سابقاً، بما يحقق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.
وقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة من قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في لندن، إن وجود منصة تداول الكربون في السعودية هو بحد ذاته دليل على التغيير.
وأضاف الرميان أن مشاريع نيوم وأمالا والبحر الأحمر تعتمد في طاقتها على مصادر خضراء.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن هدفها السعي لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن دولة الإمارات أعلنت عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.. نموذجنا التنموي سيراعي هذا الهدف.. وجميع المؤسسات ستعمل كفريق واحد لتحقيقه.. ودولة الإمارات ستستثمر أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050.. وستقوم بدورها العالمي في مكافحة التغير المناخي.
aXA6IDMuMTQwLjE5OC4yMDEg جزيرة ام اند امز