الديدان الطفيلية تهدد البشر.. أصابع الاتهام تشير لتغير المناخ
تنتشر الديدان الطفيلية بسرعة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، حيث ابتلي البشر بها وبأمراضها منذ زمن طويل، يعود إلى ما قبل التاريخ
وذكر أبقراط سماتها السريرية في كتاباته القديمة. وجدها العلماء أيضًا في البرديات الطبية المصرية، ما يعني أنها انتشرت بصورة ملحوظة في العصور القديمة، ويبدو أنّ الأدبيات العلمية في عصرنا الحالي أيضًا ستذكرها كثيرًا؛ خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة؛ نتيجة تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، وهذا ما أكدت عليه دراسة أجرتها مجموعة بحثية دولية، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «إيكولوجي ليترز» (Ecology Letters) في يوم 25 فبراير/شباط 2024.
تجاهل
على الرغم من أنها تُصيب نحو 25% من سكان العالم، وتُشكل مصدرًا رئيسيًا لعدوى الحيوانات والماشية، إلا أنّ الكثير من البشر يقللون من أهمية الديدان الطفيلية. أما على نطاق الأبحاث العلمية؛ فهناك العديد من الدراسات والأدبيات العلمية التي أكدت على خطورة عدوى الديدان الطفيلية وارتباطها الوثيق بارتفاع درجات الحرارة، لكن هذه المرة، جاءت تلك الدراسة للنظر في العوامل الأخرى المسببة للعدوى المرتبطة بالمناخ مثل الرطوبة، ووجدوا أنّ الحرارة ليست العامل الوحيد، وإنما الرطوبة أيضًا.
كيف ذلك؟
حسنًا، أولًا، يجب الإشارة إلى أنه هناك مرحلتين في دورة حياة الديدان الطفيلية، وهما: مرحلة العيش في صورة بيض أو يرقات في البيئة المحيطة، والمرحلة الثانية، هي مرحلة البلوغ داخل المضيف. لذلك، حقق الباحثون في الأدبيات العلمية وجمعوا البيانات الخاصة بتأثيرات درجات الحرارة والرطوبة النسبية على بيض ويرقات 9 أنواع من الديدان الطفيلية التي تُصيب الماشية. بعد ذلك، قسموا الأنواع إلى مجموعتين؛ اعتمادًا على موقعها في المضيف؛ فهناك بعض الأنواع التي تعيش في المعدة وأخرى تعيش في الأمعاء. لذلك، طوّر الباحثون بعد ذلك نموذجًا لتقييم كيفية استجابة أنواع الديدان الطفيلية للتغيرات في العوامل المحيطة من حرارة ورطوبة.
وماذا وجدوا؟
وخلصوا إلى أنّ الديدان الطفيلية الموجودة في أمعاء المضيف تتأثر بدرجات الحرارة. أما الأخرى التي تعيش في المعدة؛ فهي تتأثر بقوة الرطوبة، وتصل إلى ذروتها عندما تكون الرطوبة 80% أو أعلى. ما يعني أنّ عوامل المناخ المختلفة تلعب دورًا ما في انتشار عدوى الديدان الطفيلية.
على الرغم من أنّ البشر لم يهتموا كثيرًا بالديدان الطفيلية في الماضي؛ إلا أنّ الوضع يجب أن يتغير في هذا العصر، الذي يشهد على تغيرات مناخية واضحة. خاصة وأنها تستهدف الماشية والحيوانات البرية، ما يهدد أعمال كثيرة تتعلق باقتصاد البلاد.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز