تهديدات التغيّر المناخي تتصدّر مناقشات وزراء الصحة بأبوظبي
وزير التغيّر المناخي والبيئة الإماراتي يستعرض جميع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لدمج العمل من أجل المناخ ضمن استراتيجيتها الصحية.
استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي الاجتماع الأول لوزراء الصحة والوزراء المعنيين بالمناخ في العالم.
وشهِد الحدث مشاركة منظمة الصحة العالمية، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لاجتماع أبوظبي للمناخ، كخطوة تحضيرية بشأن قمة الأمم المتحدة للمناخ في نيويورك، سبتمبر/ أيلول المقبل.
وسلّط وزير التغيّر المناخي والبيئة الإماراتي، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، الضوء على التهديد الذي يمثله التغيّر المناخي على الصحة العامة للبشر والبيئة.
واستعرض، خلال ترؤسه الجلسة، جميع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات وآلياتها، لدمج العمل من أجل المناخ ضمن استراتيجيتها الصحية، والربط بين توجهات مجابهة تداعيات التغيّر المناخي والتكيّف معها، وخفض وتفادي تأثيراته على صحة البشر.
وقال الزيودي: "ما نشهده من تفاقم متسارع لحدة التغيّر المناخي ومدى ارتباط هذا التفاقم بالصحة العامة للبشر والبيئة، وتأثيره السلبي عليها، يتطلب وضع حماية الصحة العامة على رأس أولويات صناع القرار عالمياً؛ حيث لا يمكننا الاستمرار في تحمُّل أعباء وتكاليف معالجة الآثار الصحية المترتبة عن تغيّر المناخ".
وأكد أن الإمارات عكفت على تقييم تأثيرات التغيّر المناخي، وتطبيق منظومة للتكيّف مع تداعياته، بغية تفادي تفاقم الانعكاسات وارتفاع كلفة معالجتها؛ إذ اعتمدت الدولة منظومةً متكاملةً من الاستراتيجيات والمبادرات التي تستهدف تفادي ازدياد حالات الإنهاك الحراري والأمراض الناجمة عن تبِعات تغيّر المناخ، ورفع معدل جودة الهواء وخفض نسب الكربون.
وتأكيداً على فعالية استراتيجية الدولة في هذا المجال، أعلنت منظمة الصحة العالمية، على هامش الاجتماع، عن إصدارها ملف الإمارات حول التهديدات المناخية وتأثيرها على الصحة العامة، كنموذج فعّال للتطبيق، والذي يتناول 3 من أهم التهديدات المتعلّقة بهذا القطاع، وهي الارتفاع المتوالي لدرجات حرارة الأرض وتأثيرها الشديد على البشر عموماً، وكبار السن والأسر ذات الدخل المحدود خصوصاً، وأمراض الجهاز التنفسي التي يتسبب فيها تلوّث الهواء، إضافةً إلى الأضرار التي لحقت البنية التحتية الصحية نتيجة تداعيات التغيّر المناخي.
وفي مستهل الجلسة قالت مديرة إدارة الصحة العمومية والمحدّدات البيئية والاجتماعية في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريا نيرا: "يشكّل التغيّر المناخي تحدياً كبيراً للمجتمعات حول العالم، نظراً لتأثيره المباشر على صحة الملايين من البشر؛ إذ يؤدي تلوّث الهواء إلى وفاة 7 ملايين شخص حول العالم سنوياً، لذا يجب أن نضع هذه الجزئية في مقدّمة أولوياتنا، بِغرض العمل من أجل المناخ"، مشيرة إلى أن اجتماع أبوظبي للمناخ وفّر الفرصة الأولى من نوعها لتسليط الضوء على مدى الترابط بين التغيّر المناخي والصحة العامة في الكوكب.
من جانبها أفادت أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: "الصحة تأتي في المقدمة لدى الحديث عن التغيّر المناخي، ونسعى من خلال هذا الاجتماع إلى مناقشة التطوّر الذي أحرزته الدول المشاركة في التصدي لتداعيات التغيّر المناخي، فضلاً عن تشجيع تطوير التوجهات والقرارات السياسية، وتحفيز صناع القرار العالميين إلى التوقيع على الاتفاقيات والوفاء بالتزاماتهم تجاه المناخ بحلول عام 2030، وهو هدف واقعي يعزّز المسار الذي حدّدته الأمم المتحدة بهذا الشأن، والوصول إلى نتائج إيجابية".
بدوره أوضح الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "يمثّل التغيّر المناخي ضغطاً كبيراً على الأنظمة الصحية في دول العالم، لاسيّما الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ما يحتّم علينا إظهار الالتزام الصريح بدعم الجهود العالمية الرامية إلى الحدّ من ظاهرة التغيّر المناخي، بغية تخفيف معاناة الملايين من البشر".
وكمُحصّلة للاجتماع الأول من نوعه، اتّفق المشاركون على طرح 3 قضايا رئيسية ترتبط بالتغيّر المناخي وتؤثر على الصحة العامة، ضمن جدول أعمال قمة الأمم المتحدة للمناخ سبتمبر/أيلول المقبل في نيويورك، وتشمل قضية تلوّث الهواء، فوِفق الدراسات يتسبّب استخدام الوقود الأحفوري فيما يقارب ثلثي تلوّث هواء الأرض.
وتختص القضية الثانية بالإجهاد الذي يلحق بالبشر جراء تداعيات المناخ؛ حيث تتسبّب هذه التداعيات في زيادة معدلات انتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية، وتدنّي خدمات الصرف الصحي.
وتتناول القضية الثالثة عمليات التمويل والاستثمار للحدّ من تداعيات التغيّر المناخي؛ حيث لوحظ أن 0.5 فحسب من إجمالي التمويلات المُخصّصة للتعامل مع هذه الظاهرة تُوجَّه إلى القطاع الصحي، وهو رقم متدني.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز