الموز يسقط في دوامة التغير المناخي.. تحذير من الاختفاء

الموز، الفاكهة المفضلة لبعض الناس، تعتمد عليه العديد من الاقتصادات خاصة في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية، والتي تُعد من أهم المناطق المُصدرة لفاكهة الموز على مستوى العالم.
يساهم تصدير الموز بقيمة تُقدر بنحو 11 مليار دولار سنويا في اقتصادات منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية، لكن، يبدو أنّ التغيرات المناخية لها يد خفية في التراجع الواضح في إنتاجية فاكهة الموز، وقد أظهرت أبحاث حديثة أنّ بحلول العام 2080، لن تكون زراعة الموز مستدامة اقتصاديًا للعديد من البلدان المعتمدة عليه اقتصاديًا؛ يأتي هذا في ظل الارتفاع المطرد في درجات الحرارة.
الموز في خطر
باستخدام صور الأقمار الصناعية، استطاعت مجموعة بحثية من جامعة إكستر رسم خرائط لإنتاج الموز في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بدقة عالية.
بعد ذلك أجروا حساباتهم لتقدير المناخ في المناطق التي يُزرع فيها الموز. وخلصت الدراسة التي نُشرت في دورية "نيتشر فود" (Nature Food) في 6 مارس/آذار 2025 إلى أنه خلال ما يقرب من نصف قرن، ستُكافح 60% من المناطق المنتجة للموز من أجل زراعته في حال عدم التدخل العاجل لمعالجة تأثيرات أزمة المناخ.
سلطت الدراسة الضوء أيضًا على بعض العوامل الأخرى التي تحد من القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية. على سبيل المثال، تعرض العمال لدرجات الحرارة المرتفعة، كذلك تتأثر البنية الأساسية، هذا كله من شأنه أن يحد من القدرة على التكيف.
وهناك بعض التحديات مثل أنّ معظم عمليات إنتاج الموز تتم بالقرب من المناطق المكتظة بالسكان والموانئ، ما يقلل من إمكانية الانتقال لمناطق أكثر ملاءمة.
أشارت نتائج الدراسة أيضًا إلى أنّ التغيرات المناخية ستقلل من جودة الزراعة في أفضل المناطق المناسبة لنمو الموز والأكثر إنتاجية، وهذا يعود بالسلب على العديد من الدول، مثل كولومبيا وكوستاريكا؛ خاصة وأنهما من أكثر البلدان تأثرًا بالحرارة الشديدة. بينما هناك بعض البلدان الأخرى مثل البرازيل والإكوادور سيكون تأثير التغير المناخي على محصولها من الموز أقل حدة.
توصيات
تقترح الدراسة العديد من الاستراتيجيات اللازمة للتكيف مع تلك التغيرات، بما فيها توسيع البنية التحتية للري، ودعم منتجي الموز لإدارة مخاطر المناخ ما يساعدهم في التكيف، وأيضًا تربية أصناف من الموز أكثر مقاومة للحرارة والجفاف المهددين للفاكهة المفضلة لدى الكثيرين حول العالم.
فاكهة ثمينة
ترتفع قيمة الأشياء كلما قل وجودها؛ لأنها تصبح نادرة. وهذا المتوقع في حالة الموز أيضًا في ظل تراجع إنتاجيته، وقد أصدر "المنتدى العالمي للموز" عام 2024 تحذيرًا بشأن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على سلاسل التوريدات الخاصة بالموز على نطاق عالمي.
وخرج اقتراح لاقى قبولًا على نطاق واسع، وهو رفع أسعار الموز في المتاجر، ما يمد البلدان المنتجة له بتمويل يساعدها على التعامل مع تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة؛ خاصة وأنّ ارتفاع درجات الحرارة من شأنه أن يدعم انتشار الأمراض المهددة لفاكهة الموز، على سبيل المثال فطر يُسمى (TR4)، وهو أحد أكثر الفطريات عدوانية وتدميرًا في قطاع الزراعة، وبمجرد إصابة المزارع به، يصعب القضاء عليه؛ فلا توجد مبيدات قادرة على التصدي له بنسبة مرتفعة.
يساعد رفع ثمن الموز في تعزيز قدرة البلدان المنتجة له في التصدي والصمود أمام التغيرات المناخية، ودعم المزارعين بأجور أعلى؛ وقد رأى الخبراء في المنتدى العالمي للموز أنّ المستهلك قد استفاد لفترة طويلة من أسعار الموز المنخفضة، وآن الأوان لرفع الأسعار لدعم زراعة الموز والحفاظ عليها من خطر تأثيرات التغيرات المناخية.
الموز الفاكهة الشعبية الغنية بالعناصر الغذائية، تحتاج إلى دعم ومجهودات كثيرة للحفاظ عليها وتعزيز الأمن الغذائي، وأيضًا لمساعدة الاقتصادات العالمية التي تعتمد عليها للبقاء والاستدامة.
aXA6IDE4LjExNy4xNTcuMTIxIA== جزيرة ام اند امز