من أسبوع المناخ إلى COP28.. هل ينجح العالم في مواجهة تغير المناخ؟
شكلت فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عملية تأهيل فاعلة للدول والمؤسسات المشاركة في COP28.
فقد أكد المشاركون في فعاليات أسبوع المناخ الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته الرياض، مؤخراً، أن التمويل المشترك يجب أن يكون هو الأساس الذي ينطلق منه العالم، وأهمية توظيف التقنيات واستخدام الهيدروجين الأخضر والأدوات الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المستقبلية العالمية، وضرورة عمل الدول المتقدمة على المشروعات التي من شأنها تخفيف الأعباء الناتجة عن الانبعاثات الكربونية، وتعاون الدول فيما بينها بالمشاريع التي تخص الطاقة النظيفة التي تُعد تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الحرارية والحد من بصمة الكربون في كثير من العمليات فيها.
وسلط" أسبوع المناخ" الضوء على القضايا، والتحديات، والفرص المتعلقة بالتغير المناخي، وإبداء الآراء حولها، جماعياً، ما يمكن الاستفادة منها ضمن أول عملية تقييم عالمية للتقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاقية باريس للمناخ التي تم إعلانها في مؤتمر تغير المناخ “ cop21” الذي استضافته باريس عام 2015.
العمل معاً
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة في المملكة العربية السُّعُودية أن "أسبوع المناخ" يتناول موضوعات تسريع العمل المناخي والمناهج الشاملة للتعامل مع التغير المناخي بما في ذلك الاقتصاد الدائري للكربون الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة واستخدام أشكال الطاقة المختلفة ويدعم انتهاز جميع الفرص التي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعين على تحقق الأهداف المناخية.
وحول “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات، قال وزير الطاقة السعودي خلال افتتاح "أسبوع المناخ": علينا العمل معاً من أجل أن يصبح “COP28” في دبي قمة ناجحة وتبقى في الذاكرة لدينا جميعاً.
ومن جهته، قال سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: "لا يمكننا أن نوقف نظام الطاقة الذي نتعامل معه اليوم، بل أن نبني نظاماً جديداً للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة".
مبادئ تشاركية
من جانبه، أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن المخرجات التي تنتج عن "أسبوع المناخ" تحمل الكثير من المبادئ التشاركية وتقاسم المسؤوليات والتواؤم مع الظروف المناخية.
بدوره، أوضح سايمون ستيل، الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقف عند مَفرقِ طرق، فهي لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه أيضاً التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
وفي ذات السياق، أشار عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية في برنامَج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة الموارد تقوض بالفعل التقدم الإنمائي في منطقة الدول العربية، ما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة وتآكل التماسك الاجتماعي، وظهور تحديات وتهديدات جديدة للصحة العامة والسلام والأمن.
بيان المناخ
وقد أصدر الوزراء المعنيون بشؤون المناخ في الدول العربية بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم في الرياض على هامش "أسبوع المناخ "، أكدوا فيه تعاضدهم والتزامهم في معالجة التغير المناخي وآثاره وتحدياته، وتحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي وتعزيز التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس.
وأكدوا دعمهم التام لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين “cop28” .
وأشاد البيان الوزاري بالركائز الأربع لـ “cop28” وهي : تسريع عملية التحول العادل والمنصف والمسؤول للطاقة وخفض الانبعاثات قبل عام 2030، وإحداث تحول بمسار تمويل المناخ من خلال الوفاء بالوعود القائمة ووضع إطار لتوافق جديد بشأن التمويل، ووضع الطبيعة والشعوب وسبل العيش في صميم العمل المناخي، وحشد الجهود من أجل مؤتمر أطراف يحظى بمشاركة الجميع، مبينين أن دولهم تؤكد أن المخرجات تتواءم مع مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاق باريس والظروف والأولويات الإقليمية والوطنية.
وأوضح الوزراء أن المنطقة تواجه تحديات عدّة تشمل التغير المناخي، والتصحر، وشح المياه، وتدهور الأراضي والمحيطات، وحرائق وفقدان الغابات، وصعوبة التشجير، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، والفيضانات والعواصف الرملية، وذلك يتطلب أخذ خطوات ملموسة لمعالجة هذه التحديات، منوهين بدور المنطقة المهم في معالجة التغير المناخي وآثاره.
كما تناول الاجتماع عدداً من القضايا المناخية حول التخفيف والتكيف والتمويل والاستثمار والحصيلة العالمية، والاستراتيجيات اللازمة للدفع بالعمل المناخي مع ضمان أمن والنمو والازدهار الاقتصادي في المنطقة، وتبادل الأفكار والخبرات ووجهات النظر حول هذه القضايا المناخية.
وزراء الطاقة
وقد عقد وزراء الطاقة والبترول لدول أوبك بلس، (البحرين والعراق والكويت وعمان والمملكة العربية السُّعُودية والإمارات العربية المتحدة والأمين العام لمنظمة أوبك) اجتماعاً في الرياض تناول مراجعة ظروف السوق والاتفاق على مواصلة التشاور مع جميع دول أوبك بلس، من خلال الآليات المتبعة بما في ذلك اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج (JMMC) والاجتماعات الوزارية للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المشاركة من خارجها (ONOMM).
وأكد المشاركون في الاجتماع التزامهم بالقرارات المعلنة في 5 يونيو 2023 (الاجتماع الوزاري الـ 35 للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المشاركة من خارجها)، بالإضافة إلى تعديلات الإنتاج الطوعي الجماعي والفردي.
ثلاث مبادرات
أطلق "أسبوع المناخ" ثلاث مبادرات تضمنت : آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري في المملكة العربية السُّعُودية، وخارطة الطريق لهدف مبادرة "السُّعُودية الخضراء" المتمثل بزراعة 10 مليارات شجرة، ومبادرة تمكين إفريقيا المبنية على مبادرة حلول الطهي النظيف لتوفير الغذاء.
وتُعدّ مبادرة "السُّعُودية الخضراء" واحدة من أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم بهدف زراعة 10 مليارات شجرة بنسبة 1% من هدف التشجير العالمي، و(20%) من هدف زراعة 50 مليار شجرة التي حددته مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر".
آلية السوق
وأعلنت اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة في المملكة العربية السُّعُودية، مبادرة "تفعيل آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري، وذلك ضمن جهود المملكة لمواجهة تحديات تغيّر المناخ وتمكين المؤسسات من تقليل انبعاثاتها بما يحقق مستهدفات الاستدامة البيئية في رؤية السُّعُودية 2030.
جاء الإعلان عن هذه المبادرة، تطبيقًا لمبادرة طرح آلية السوق المحلية التي أعلنتها المملكة خلال مبادرة "السُّعُودية الخضراء" على هامش مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي “ cop27” الذي استضافته جمهورية مصر العربية بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022.
وذكرت السُّعُودية أن آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري ستكون متاحة لجميع الجهات داخل المملكة، حيث تعد حافزاً لتطوير أنشطة خفض الانبعاثات وإزالتها؛ لتحقيق مستهدف المملكة الطموح للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060.
تمكين أفريقيا
وأوضحت وزارة الطاقة السُّعُودية في بيان صحفي أن مبادرة "تمكين إفريقيا"، تقوم على مبادرة حلول الطهي النظيف لتوفير الغذاء، الذي يعدّ عنصراً رئيساً في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، كما أن المبادرة التي ستمكن المجتمعات في جميع أنحاء أفريقيا، تُمثل خطوة مهمة في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين حياة الملايين.
كما تقدم المبادرة حلولًا مستدامة على مستوى العالم، التي يواجه كثير منهم أضرارا هائلة بسبب ممارسات الطهي التقليدية الخطرة، مثل استخدام الفحم والخشب، ويمكن لحلول الطهي النظيف إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح من خلال التخفيف من المخاطر المرتبطة بهذه الممارسات التقليدية.
وقد أقيم "أسبوع المناخ" في الرياض من 8-12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بمشاركة 9 آلاف شخص يمثلون 127 جنسية في أكثر من 240 جَلسة حوارية، ضمن الأسابيع الإقليمية الأربعة التي تنظمها الأمم المتحدة بشأن المناخ خلال عام 2023.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA=
جزيرة ام اند امز