اختفاء الإسكندرية.. هل تغرق "عروس المتوسط" بفعل الظواهر الجوية العنيفة؟ (خاص)
تعرّضت محافظة الإسكندرية شمالي مصر، لموجة أمطار قوية فجر الخميس، بما انتهى إلى تراكم المياه وغرق الشوارع.
هطلت الأمطار الغزيرة تزامناً مع موعد نوّة "الفيضة الكبرى"، والمعروف عنها بأنها تستمر لـ6 أيام كاملة.
للتعامل مع تبعات سقوط الأمطار، أعلن محافظ الإسكندرية، اللواء محمد الشريف، تعطيل الامتحانات بجميع المدارس، فيما تعاملت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة الساحلية مع الوضع، من خلال الدفع بـ153 آلية مختلفة لشفط المياه المتراكمة في الشوارع.
ووثقت عدسات الكاميرات مجموعة مشاهد، كشفت مدى الصعوبات التي واجهها المارة للسير في الشوارع الغارقة، وهي اللقطات التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لاحقًا، وفتحت بابًا للنقاش بشأن ما شهدته "عروس البحر المتوسط".
وسط اهتمام الرأي العام المصري بما آلت إليه حالة الطقس، عادت التساؤلات الخاصة باحتمالات غرق محافظة الإسكندرية، استنادًا إلى مجموعة أبحاث سابقة توقعت اندثار مدن ساحلية عدة مستقبلًا بفعل التغيرات المناخية، وهو ما سبق أن تحدث بشأنه علناً رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون.
من منطلق ما تعرضت له الإسكندرية مؤخرًا، سعت "العين الإخبارية" إلى الإجابة عن سؤال مفاده: هل تتسبب النوّات في غرق الإسكندرية مستقبلًا؟
هذا ما أحدثته "الفيضة الكبرى"
قبل الإجابة عن السؤال، حرصت الدكتورة منار غانم، عضو المكتب الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية في مصر، على توضيح ما شهدته الإسكندرية خلال الساعات الماضية قائلة: "البلاد تأثرت بمنخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا تزامن مع وجود الكتل الهوائية الشمالية القادمة من البحر المتوسط، بما أثر بشكل كبير على المناطق الساحلية، خصوصا السواحل الغربية، وعلى وجه التحديد محافظتي مطروح والإسكندرية إلى جانب شمال الوجه البحري كالبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية".
وأضافت "منار"، لـ"العين الإخبارية"، أن المناطق المذكورة تعرضت بدايةً من الفجر وحتى الساعات الأولى من الصباح لسقوط أمطار من متوسطة إلى غزيرة ورعدية، فيما خفت حدتها لتكون متوسطة على جنوب مناطق الوجه البحري، فيما كانت خفيفة على القاهرة.
وتابعت: "مع تقدم ساعات النهار تلاشت فرص هطول الأمطار على المناطق الداخلية، وانحصرت في السواحل الشمالية الغربية وشمال الوجه البحري".
هل للنوّات علاقة بهطول الأمطار؟
من جانبه، قال الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية في مصر، أن النوة هي مجرد موعد واحتمال لفرص سقوط الأمطار، وينحصر تطبيقها على محافظة الإسكندرية فقط وعمرها 150 عامًا، منوهًا بأن من حدد توقيتاتها الصيادون حتى يتمكنوا من ممارسة مهامهم.
وشرح "سعودي"، لـ"العين الإخبارية": "النوّات هي عبارة عن مواعيد واحتمالات تقريبية لفرص سقوط الأمطار. جدول النوات به 18 نوة، أمام كل واحدة منها اسمها ونسبة احتمالات سقوط الأمطار وتوقيتها وتحديد كميتها، ويؤخذ بها في المدن الساحلية رغم أنها خاصة بالإسكندرية فقط".
وأكدت الدكتورة منار غانم ما ذكره "سعودي"، لكنها أشارت إلى أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية لا تتعامل بجدول النوّات: "التعامل يكون بالتوزيعات الضغطية التي تؤثر على المحافظات الساحلية".
نوهت "منار" بأن سقوط الأمطار لا يقترن بموعد النوة، فهي يختلف تأثيرها من منطلق أن بعضها مرتبط بارتفاع أمواج البحر ونشاط الرياح، وأخرى تتعلق بسقوط الأمطار.
هل تنتهي هذه الظواهر بغرق الإسكندرية؟
استبعدت الدكتورة منار غانم احتمالات غرق الإسكندرية تبعًا لتأثيرات تغير المناخ، موضحةً: أن هناك دراسات ما زالت تبحث في الأمر وستأخذ وقتًا.
وتابعت: "التغيرات المناخية غيرت في منظومة التوزيعات الضغطية، وباتت موجودة بشكل كبير في الغلاف الجوي، وبالتالي رأينا ظواهر جوية عنيفة، أي أن الحالة الجوية باتت أكثر عنفًا مما سبق رغم عدم تكرارها لمرات كثيرة في فصل الشتاء".
وذكر الدكتور وحيد سعودي أن التوزيعات الضغطية تحدث حالة عدم استقرار ما بين متوسطة وشديدة وهو ما حدث للمدن الساحلية فجر الخميس.
كما استبعد "سعودي" احتمالات غرق الإسكندرية: "المنخفضات تعتمد على درجة الحرارة، مثلًا في طبقات الجو العليا حينما يتواجد مرتفع جوي يكون تحته على السطح منخفض جوي، والعكس صحيح".
من جانبه، قال الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، إنه ليس من المتوقع أن تؤدي النوّات مهما زادت حدتها في السنوات القادمة إلي تهديد الإسكندرية بالغرق.
وأضاف "عزيز" لـ"العين الإخبارية": "لا تزال الإسكندرية بعيدة جدًا عن أي توقعات بالغرق، الدراسات التي تحدثت عن احتمالية حدوث ارتفاع لسطح البحر يتغول على الإسكندرية ويغرقها هي دراسات تتحدث عن توقعات لعام 2050 وما بعده، وهذا في حال استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية في الزيادة دون أي سيطرة".
حالة الطقس
بالعودة إلى الحديث عن حالة الطقس، كشفت الدكتورة منار غانم، لـ"العين الإخبارية"، عن أن من المتوقع استمرار المنخفض الجوي على السواحل الشمالية الغربية خلال الأيام المقبلة.
واستطردت: "اليوم الجمعة يستمر التأثر بالمنخفض من خلال سقوط أمطار غزيرة ومتوسطة ورعدية على محافظات مطروح، الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ والدقهلية، وبعض مناطق محافظة دمياط".
وتابعت: "في يوم السبت يستمر التأثر لكن ستنخفض كمية الأمطار على نفس المناطق المذكورة لتكون متوسطة وخفيفة، وتكون خفيفة ومنحسرة في أقصى غرب البلاد فقط بحلول الأحد، لكنها التأثر سيعود على السواحر الشمالية يوم الإثنين".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز