كلايف ألدرتون.. ذراع ملك بريطانيا اليمنى وكاتم أسراره
عندما اشتكت دوقة ساسكس أن فردًا من العائلة الملكية أثار مسألة لون بشرة طفلها، كان هناك شخص واحد لجأت إليه العائلة من أجل المشورة.
هذا الشخص كان السير كلايف ألدرتون، مساعد الملك، وأكثر الشخصيات موثوقية في الدائرة المحيطة بالعائلة، لذلك لم يكن مستغربا اللجوء له طلبا للمشورة فيما أثارته ميجان ماركل.
وبعيدا عن مسألة لون بشرة طفل ماركل التي لا يعرف أحد ما وصلت إليه، فإن السير قدم إلى قصر باكنجهام العبارة الشهيرة "الذكريات قد تختلف" التي تستخدم في الأوساط الملكية، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقال صديق للسير ألدرتون: "العبارة الشهيرة: الذكريات قد تختلف، كانت إنتاجه.. ضحكت وفكرت في أن هذا صنيع كلايف".
وتابع "سيكون مثالا رائعا على مدى براعته (في انتقاء) الكلمات، يتكلم بوضوح للغاية. ويحب النقاش ودائما ما بفوز بالجدال".
وبصفته مستشار تشارلز الأكثر موثوقية، يجد ألدرتون (55 عاما) نفسه في قلب السلطة، وسيواجه تدقيقا كما لم يحدث من قبل مع تتويج الملك الجديد.
وكان هذا واضحا هذا الأسبوع، عندما تعرض السير للانتقاد بسبب الخطاب الذي أخطر فيه موظفي كلارنس هاوس بالتسريح خلال قداس الملكة بكاتدرائية سانت جيلز في إدنبرة، الإثنين الماضي.
علاقة وثيقة
ويقول أصدقاء إن ألدرتون يمكنه إدارة الضغط، بالنظر إلى أنه كان مساعدا للملك منذ عام 2006، مما يمكن أن يساعده على توجيه الملك خلال بعض تحدياته الأكثر صعوبة.
وكان يعتقد على نطاق واسع أن دوق ودوقة ساسكس، هاري وميجان، واجها صعوبة في التعامل مع السير عندما حاولا التفاوض على مستقبل يستقران فيه بالولايات المتحدة وينفصلان فيه عن العائلة المالكة.
وقال صديق: "اضطر السير إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة. وأحيانا كان يضطر لتبني سياسة صارمة... وهو يجيد ذلك"، مضيفا "ولد دبلوماسيا حيث يتمتع بالسحر والفهم لوجهات نظر الآخرين، ويستوعبها لكن بطريقة ما يوجهها نحو ما يريد".
وأضاف: "رأيته في عدة اجتماعات مع مسؤولين يخبرونه في البداية ما يريدون، ثم يقول عظيم، لكن في النهاية سيتعين عليهم الموافقة على ما يريده هو".
ومضى قائلا "إنه أحد أذكى الأشخاص الذين قابلتهم على الإطلاق، إن لم يكن أكثرهم ذكاء".
وأوضح "أحرز تقدما سريعا في وزارة الخارجية. حطم رقما قياسيا وكان أصغر سفير بريطاني.. هو بمثابة المعنى الحقيقي للشخص الناجح".
حس فكاهي
وبالإضافة إلى تمتعه بـ"عقلية يقظة" قادرة على "رؤية جميع الزوايا"، يحبه أيضًا الملك وعقيلته بسبب "حسه الفكاهي الكبير".
وقال الصديق: "يجعل تشارلز وكاميلا يضحكان. يعلم متى يرفع الروح المعنوية ومتى يغير الموضوع. هذا مهم – يجب أن تكون رفيقا جيدا؛ لأنهم يمضون الكثير من الوقت معا".
ووفق المصدر ذاته، يحب مساعد تشارلز التواصل الاجتماعي، ويمكنه التواصل حتى وقت متأخر من الليل ويكون أول من يستيقظ في الصباح، مفعما بالنشاط والطاقة.
مسيرة استثنائية
وتلقى ألدرتون تعليمه في مدرسة أبينجدون، وهي مدرسة مستقلة في أوكسفوردشاير، والتحق بوزارة الخارجية عام 1986. وتضمنت مناصبه الدبلوماسية مهمات في بولندا، وبلجيكا، وسنغافورة، وفرنسا.
وبين عامي 2006 و2007، عمل نائبا للسكرتير الخاص للملك وعقيلته، ثم سكرتير أمير ويلز ودوقة كورنوال. وتمت ترقيته إلى سكرتير خاص للشؤون الخارجية والكومنولث عام 2009، وهو المنصب الذي غادره عام 2012.
وعاد السير إلى القصر الملكي قبل حوالي سبعة أعوام بصفته مدير ديوان تشارلز وكاميلا، وهو أعلى منصب بمنزلهما.
وقال مساعد سابق عمل مع ألدرتون لعدة سنوات: "طُلب منه تحديدا العودة، وهو أمر في حد ذاته غير معتاد ومؤشر على التقدير الكبير الذي يحظى به لدى صاحبي الجلالة".
وقال المساعد السابق إن الخطط التي تكشفت بعد وفاة الملكة كانت موضوعة منذ فترة طويلة، "لكن التصميم والسياق المهم حقا صاغه كلايف للتأكد من أنهما يتناسبان مع الحالة المزاجية في البلاد الآن".
دور متكامل
ويقال إن ألدرتون لعب دورًا "متكاملا" خلال التحديات الأخيرة، خاصة عندما تنحى دوق ودوقة ساسكس عن أداء واجباتهما الملكية.
المساعد السابق قال أيضا: "عندما عملت معه، اعتدت القول إنه يحب لعب الشطرنج خماسي الأبعاد. قدرته على التنبؤ بكيفية تطور الأمور على المدى الطويل استثنائية".
وأضاف: "فهمه للملك وكيف سيكون رد فعله في ظروف معينة ربما تكون أثمن ما لديه، مقترن بالفهم الموسوعي للدستور والتاريخ الملكي والسياسي... وبوضع كل ذلك في الاعتبار، يكون لديك استراتيجي مذهل وقادر على حل المشكلات".
ويعيش ألدرتون في هايواردس هيث، غرب ساسكس، مع زوجته كاتريونا، وهي فنانة.
وعن حياته الشخصية، قال المساعد السابق: "يحب الفن، ويحب المسرح.. إنه رجل مثقف للغاية، لكن من خلال أطفاله يكون مرتبطا بما يحدث في العالم مع جماهير من جميع الأعمار".
فيما قالت كريستينا كيرياكو، وهي سكرتيرة اتصالات سابقة لدى تشارلز، إن ألدرتون لم يخش الاختلاف مع الملك، موضحة: "يحترمان بعضهما بعضا. يراه كلايف أكثر مما يرى عائلته. سيكون لكلايف وجهة نظر في معظم الأمور ولا يخشى قول الحقيقة لتشارلز".
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg جزيرة ام اند امز