بعد إغلاق "بورتسودان".. مخاوف من عودة طوابير الوقود بالسودان
توقع خبراء أن يؤدي غلق ميناء بورتسودان إلى تفاقم أزمة نقص الوقود في السودان، بخلاف خسائر فادحة.
وأغلق عشرات المحتجين، السبت، خطين لتصدير واستيراد النفط بميناء بورتسودان.
وقال وزير الطاقة والنفط السوداني جادين علي عبيد لـ"العين الإخبارية"، إن المحتجين أغلقوا ميناء بورتسودان بالكامل وفي المقدمة خطا تصدير واستيراد البترول اللذان يأتيان من دولة جنوب السودان عبر مدينة ربك الغنيّة بالنّفط، منها إلى الخرطوم.
ويتوقع الخبراء أن يمتد تأثير وقف العمل بميناء بورتسودان إلى جنوب السودان وسوق النفط العالمي، لتتخطى الخسائر المتوقعة 3 مليارات دولار.
وقال الاقتصادي بقوى الحرية والتغيير عادل خلف الله، إنه يترتب على إغلاق خطي تصدير واستيراد النفط بميناء بورتسودان خسائر مادية كبيرة يصعب تحديد حجمها لاعتمادها على حركة الصادر والوارد وهي غير ثابتة.
وأضاف عادل في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الميناء يعتبر شريان الحياة الاقتصادية في السودان.
واعتبر إغلاق الميناء رسالة تشير إلى عجز الحكومة عن بسط الأمن ومواجهة أفراد لا يتجاوز أعدادهم 200 فرد وضعوا أيديهم على الطرق وخطي البترول وأغلقوهما.
وأشار إلى أن الخسائر الاقتصادية المباشرة تعطيل الصادر والوارد وحركة التفريغ، بجانب أضرار التي تقع على مواطني بورتسودان الذين يعتمدون في حياتهم على الميناء.
وطالب خلف الله السلطات المختصة بالقيام بواجبها لفتح الطريق لفرض هيبة الدولة، مبينا في حال لم تقم بذلك ستكون داعمة لتخريب الاقتصاد السوداني.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي عبدالوهاب جمعة إن خط أنابيب استيراد الوقود للسودان هو بسعة 12 بوصة ويوفر الوقود المستورد للسودان.
وأوضح جمعة في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الوقود المستورد عبر خط الأنابيب وعبر شاحنات الصهاريج يوفر 60% من حاجة السودان للديزل "الجازولين" و40% للبنزين بخلاف غاز الطهي.
وتابع: "تعافى السودانيون من مشكلة الوقوف في طوابير طويلة للحصول على الوقود خلال الفترة الماضية، لكن إغلاق الميناء يسهم في ظهورها من جديد".
ونوه بأن إغلاق خطي الأنابيب سيؤدي إلى شح إمدادات الوقود للسودانيين بنسبة 50% وسيؤثر على مصفاة الخرطوم التي تكرر نصف حاجة السودان من النفط، وهو ما قد يفاقم من وطأة شح الوقود.
وتعتمد مصفاة الخرطوم على 10 آلاف برميل يوميا من جنوب السودان مجانا التي تمنح للسودان جراء برنامج "الترتيبات المالية لانفصال الجنوب عن السودان".
وتابع أن التأثير الأكبر سيكون على محطة كوستي الحرارية التي تنتج 500 ميجاوات والتي تعتمد على خط تصدير نفط جنوب السودان إذا اضطر الفنيون للإيقاف الإجباري للخط حيث تعتمد المحطة على 18 ألف برميل يوميا من خام نفط جنوب السودان لتشغيلها.
كما سيتضرر جنوب السودان من توقف صادر نفطه عبر السودان حيث ستوقف 125 ألف برميل من صادر جنوب السودان من النفط والذي يوفر 98% من إيرادات دولة جنوب السودان.
وسيفقد السودان عائدات معالجة ونقل خام نفط جنوب السودان حيث يتقاضى السودان 25 دولارا عن كل برميل من نفط جنوب السودان منها 9 دولارات لمعالجة ونقل الخام و(16) دولارا تعويضات للسودان من جنوب السودان عن فقدان أصول سودانية بجنوب السودان بعد الانفصال.
وشرح جمعة أيضا تأثيرات أخرى من جراء الإغلاق ستكون غرامات تأخير السفن التي تنقل النفط وعقوبات تأخير تسليم نفط جنوب السودان.
3 مليارات دولار خسائر
لكن التأثير الأخطر هو اضطرار وزارة الطاقة والنفط السودانية للإيقاف الإجباري لخط صادر نفط جنوب السودان وهو ما يعني تدمير خطا أنابيب بقيمة 3 مليارات دولار.
بالإضافة إلى التأثير الآخر الذي سيكون في مقبل الأيام على سوق النفط العالمي والذي ارتفعت فيه الأسعار خلال الأسبوع الماضي.
وناشد وزير الطاقة والنفط المهندس جادين على عبيد الأهل بشرق السودان للوصول إلى حلول عاجله لتجنب البلاد الخسائر المالية والفنية الكبيرة والأزمات البترولية مبيناً أن خط أنابيب وارد المنتجات البترولية توقف عن العمل بصورة كاملة، بسبب الإغلاق.
ويعد هذا الخط الأطول في أفريقيا، حيث بلغت كلفته المالية نحو 1.8 مليار دولار، إضافة إلى إيقاف الإنتاج في حقول دولة جنوب السودان، وفقدان عائدات النقل السنوي من الخط وقدرها 300 مليون دولار سنويا، وكذلك غرامات تأخير بواخر الشحن تفوق الـ25 الف دولار في اليوم.
وقال الوزير: نأمل في الوصول لرفع حالة الإغلاق الراهن خلال 7 أيام لتفادي كل هذه الخسائر والأضرار.