جلطة في الوريد الوداجي.. خطر جديد يواجه رواد الفضاء
الدراسة يشارك بها 11 من رواد الفضاء لمعرفة بنية ووظيفة الوريد الوداجي في رحلات الفضاء، لسد الثغرات حول فسيولوجيا الدورة الدموية.
اكتشفت الباحثة سيرينا أونيون -تشانسيلور، الأستاذة في جامعة ولاية لويزيانا للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية، خطراً لم يكن معروفاً لرحلات الفضاء، خلال دراسة أجراها رواد فضاء شاركوا في الرحلات طويلة الأجل.
وتوضح الورقة البحثية المنشورة في عدد 2 يناير/كانون الثاني الجاري من مجلة "نيو إنجلاند" الطبية، حالة تسمى تدفق الدم الراكد، ما أدى إلى حدوث جلطة في الوريد الوداجي الداخلي لرائد فضاء متمركز في محطة الفضاء الدولية.
وشارك في هذه الدراسة 11 من رواد الفضاء، بهدف دراسة بنية ووظيفة الوريد الوداجي الداخلي في رحلات الفضاء الطويلة، لسد الثغرات في المعرفة حول فسيولوجيا الدورة الدموية، التي ستكون مهمة لصحة رواد الفضاء خلال مهمات استكشاف الفضاء المستقبلية إلى القمر والمريخ.
تم إجراء فحوص بالموجات فوق الصوتية للأوردة الوداجية الداخلية لرواد الفضاء في أوقات محددة في مواقع مختلفة خلال المهمة، وكشفت نتائج الموجات فوق الصوتية التي أجريت بعد حوالي شهرين من المهمة، وجود انسداد جلدي وريدي داخلي (جلطة دموية) لأحد رواد الفضاء.
ونظرًا لأن ناسا لم تصادف هذه المشكلة من قبل، فلم يكن متوفراً إلا 20 عبوة تحتوي على 300 ملج من دواء "إينوكسابارين" المضاد لتخثر الدم بصيدلية المحطة الفضائية، وكانت هناك صعوبة في أخذه عن طريق الحقن، فهو خيار محدود على محطة الفضاء الدولية بسبب تأثيرات التوتر السطحي.
بدأ رائد الفضاء في العلاج مبدئياً باستخدام هذا العقار بجرعة أعلى تم تخفيضها بعد 33 يوماً حتى وصلت مضادات التخثر الفموية (أبيكسابان) إلى المحطة الدولية عبر مركبة فضائية.
ورغم تقلص حجم الجلطة تدريجياً وتدفق الدم عبر الجزء الوداجي الداخلي المصاب في اليوم 47، إلا أن تدفق الدم التلقائي كان لا يزال غائبًا بعد 90 يوماً من العلاج المضاد للتخثر، واستمر رائد الفضاء في تناول (أبيكسابان) حتى قبل 4 أيام من العودة إلى الأرض.
عند الهبوط أظهرت الموجات فوق الصوتية أن الجلطة المتبقية سوت على جدران الوعاء الدموي دون الحاجة إلى مزيد من أدوية منع تخثر الدم.
لم يكن لرائد الفضاء تاريخ شخصي أو عائلي من جلطات الدم ولم يعانِ من صداع أو بشرة مزهرة شائعة في مثل هذه الحالات.
وتقول أونيون تشانسلور في تقرير نشره، الجمعة، موقع جامعة ولاية لويزيانا: "السؤال الأكبر الذي يظل هو حاضراً هو كيف يمكننا التعامل مع هذا في مهمة مثل استكشاف المريخ، وكيف نعد أنفسنا طبياً؟ أعتقد يجب إجراء مزيد من الأبحاث لتوضيح تكوين الجلطة في هذه البيئة وإجراءات مضادة محتملة".