التحالف يطارد قادة الحوثي.. والمليشيات تعتقل عناصرها بمأرب
كشفت مصادر عسكرية باليمن عن حملة اعتقالات حوثية واسعة بصفوف عناصرها في جبهات مأرب، إثر سقوط قيادات ميدانية عديدة بغارات التحالف العربي.
وتكبدت المليشيات خسائر كبيرة خصوصا في صفوف قياداتها الميدانية، حيث اصطادت المقاتلات الحربية للتحالف قائمة كبيرة من قيادات المليشيات في جبهات مأرب وشبوة والبيضاء.
- دلالات ودوافع.. هل يعيد بايدن تصنيف الحوثي إرهابية؟
- ترحيب إماراتي بتصريح بايدن حول "إعادة إدراج الحوثيين بقوائم الإرهاب"
ووفقا لمصادر عسكرية تحدثت لـ"العين الإخبارية" فإن حملة اعتقالات واسعة نفذتها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا بحق عدد كبير من عناصرها في جبهات مأرب وتخوم بيحان شبوة، وذلك على خلفية الضربات الدقيقة التي طالت قادتها الميدانيين في هذه الجبهات.
وأوضحت المصادر أن المليشيات الحوثية اتهمت العناصر التي قامت باعتقالهم بتسريب إحداثيات عن مقار ومواقع القيادات العسكرية الميدانية التي تتولى عملياتها القتالية في الجبهات ويشكلون عصب عمودها الفقري.
وبحسب المصادر، فإن مليشيات الحوثي لجأت من أجل تخفيف خسائر قياداتها إلى تقليص عددهم وتحركاتهم في جبهات جنوبي مأرب وتحديدا مديرية حريب، حيث ترابط ألوية العمالقة ومديرية الجوبة حيث ينشر الجيش اليمني قواته وسط معارك طاحنة مع الانقلابيين.
وأربكت العمليات العسكرية التي انطلقت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري بدءا من "إعصار الجنوب" ثم "حرية اليمن السعيد" قيادة مليشيات الحوثي، حيث وصل بها الحال إلى نصب حواجز تفتيش وقائية لتعقب عناصرها الفارين من جبهات القتال وإطلاق تهم الخيانة وتصفيتهم.
نجاحات قياسية
النجاحات القياسية التي حققتها غارات التحالف على مواقع وأهداف وقيادات حوثية خلال الفترة الأخيرة، اعتبرها مراقبون ضربة موجعة لما يسمى "جهاز الاستخبارات العسكرية لمليشيات الحوثي"، وذلك عقب فشله في تأمين قياداته الميدانية وانكشافها أمام الجهد الاستخباراتي والاستطلاعي للتحالف العربي.
واعتبر المراقبون أن هذا النجاح للتحالف العربي تمثل في استنزاف كبير للمليشيات الحوثية على امتداد مسرح عمليات المحافظات الشرقية لليمن، ويعد انتصارا استخباراتيا على كل الأجهزة التجسسية الحوثية التي شيدها ويديرها خبراء طهران وحزب الله في البلاد.
ومن أجل التغطية على فشلها وعلى حجم اختراق التحالف لصفها القيادي، لجأت مليشيات الحوثي الإرهابية لعقد اجتماع استعراضي لما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" بحضور القيادي "مهدي المشاط" رئيس مجلس الحكم للانقلابيين وهو منصب شكلي بصلاحيات شكلية.
كما أن ما هو معلوم أن القيادي الحوثي "المشاط" ليس له أي نفوذ على القيادات الإرهابية لهذا الجهاز، حيث لا يملك قدرة إنفاذ توجيه واحد له على مدير مكتبه أحمد حامد القيادي الذي يمثل زعيم المليشيات في صنعاء.
ويكشف الاجتماع استعراضا أجوف وفقر خيارات المليشيات في التعاطي مع الضغط العسكري الميداني في مناطق شرق اليمن خصوصا مأرب، وكذلك قصف التحالف لأهداف عسكرية للمليشيات في قلب صنعاء.
وتحاول المليشيات الحوثية بنشرها خبر وصور الاجتماع الإيحاء بأن مخابراتها حاضرة لمواجهة تسرب المعلومات من مواقع مهمة في بنيتها التنظيمية والعسكرية، حيث نجح التحالف العربي في تحقيق اختراقات أمنية مهمة قادت إلى نسف إمكانات عسكرية للمليشيات.
انكشاف فاضح
ورغم محاولة المليشيات الحوثية إبراز قدر من التماسك عبر استعراضاتها الإعلامية إلا أنها لا تخفي حجم نزيف قواتها وقياداتها الميدانية بشكل تجاوز المساحة المعقولة لتقديم الخسائر في مسرح العمليات العسكرية.
ويعبر الظهور الاستعراضي لقيادات مخابرات مليشيات الحوثي عن حالة الانكشاف الفاضح لأهم وحدة أمنية في هيكل المليشيات وبنيتها التي اعتقدت بتوجيه رسالة تهديد مبطنة لمن تعتقد المليشيات أنهم يشكلون خطرا كامنا عليها داخل مناطق سيطرتها شمال اليمن.
كما تحاول هذه الوحدة التي غرقت في مهام قمع وانتهاكات للمعارضين المدنيين أن توحي بقدرتها على مواجهة أي تمرد قبلي أو شعبي داخل مناطق سيطرتها مع تقدم العمليات العسكرية نحو معاقل الحوثيين.
وفي دلالة على الاستعراض الحوثي، هو غياب قيادات الصف الأول البارزة كـ"أبو علي الحاكم" و"عبد الكريم الحوثي" و"أبو عادل المراني" وثلاثتهم قادة القطاع الاستخباراتي العسكري والأمني للمليشيات.
وكان اجتماع مليشيات الحوثي قد تضمن ضرورة رفع اليقظة ورفع مستوى التنسيق بين الوحدات الأمنية ومواجهة التحركات العسكرية والأمنية للتحالف، في اعتراف غير مباشر بخطورة الوضع الداخلي التي تعيشه وعدم قدرة أجهزتها على مواجهة الاختراقات التي وصلت للغرف الحوثية المغلقة من قبل التحالف العربي.
aXA6IDMuMTQuMTM0LjE4IA== جزيرة ام اند امز