أدوية البرد والحساسية.. "وصفة عشوائية" تنقلك إلى العناية المركزة

عند الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والحساسية، يلجأ كثير من الأشخاص تلقائيًا إلى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية للتغلب على أعراض هذه الحالات وعلاجها بسرعة.

لكن ما لا يدركه كثيرون أن توليفة أدوية البرد والإنفلونزا والحساسية دون العودة للطبيب تشكل خطورة بالغة على صحتهم، وهو تصرف شائع يقدم عليه كثيرون رغم مخاطره.

• فرط تناول أدوية الصداع.. تحذير من تأثير عكسي

على سبيل المثال، يستخدم ما يقرب من 70% من البالغين في الولايات المتحدة الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية كاستجابة أولية لعلاج أعراض البرد والإنفلونزا، وتشمل مزيلات الاحتقان ومسكنات الألم وأدوية السعال والحساسية ومجموعاتها.

مخاطر خلط أدوية البرد والحساسية

وأظهرت دراسة أجريت خلال عام 2021 أنه في الفترة من 2017 إلى 2019 في الولايات المتحدة زار نحو 6.1 من كل 1000 شخص غرف الطوارئ بسبب الأضرار الناجمة عن هذه التوليفة من الأدوية.

بينما قدرت دراسة أخرى أنه في كل عام يذهب 26735 شخصًا إلى غرفة الطوارئ بسبب الأحداث السلبية المتعلقة بأدوية البرد والسعال التي لا تستلزم وصفة طبية.

وذكرت هذه الدراسة أن أكثر من 60٪ من الرقم السابق ذكره واستخدم الأدوية لأسباب أخرى غير الغرض من الدواء، مشيرة إلى أنه يمكن أن يتسبب الجمع بين الأدوية والأعشاب وحتى أنواع معينة من الأطعمة في إحداث ضرر.

ووفقا لموقع theconversation، فإنه عند استخدام عقارين أو أكثر معًا يمكن أن تؤدي تفاعلاتهم في بعض الأحيان إلى تأثيرات ضارة غير متوقعة.

للتوضيح، تتكون أدوية البرد عادةً من مكونات متعددة بما في ذلك مسكنات الألم ومزيلات احتقان الأنف ومثبطات السعال، ويمكن للشخص الذي يتناول دواء من مكون واحد مقترن بإحدى هذه التركيبات متعددة المكونات أن يتلقى جرعة غير آمنة من هذا المكون.

على سبيل المثال، يتم تناول عقار الاسيتامينوفين المعروف أيضًا باسم علامته التجارية "تايلينول" Tylenol كعنصر نشط واحد في حبة أسيتامينوفين، لكن غالبًا ما يُضاف الأسيتومينوفين إلى الأدوية متعددة المكونات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل DayQuil.

وتحتوي تركيبات معينة من DayQuil، وهو دواء بدون وصفة طبية للتخفيف من أعراض البرد والإنفلونزا، على عقار الاسيتامينوفين مع مثبط السعال ومزيل احتقان الأنف.

ولا ينصح الأطباء عادةً باستخدام كل من Tylenol وDayQuil أحادي المكون في نفس الوقت، لأنه يزيد من مخاطر الأحداث الضائرة مثل تلف الكبد بسبب الجرعات الزائدة العرضية، وتشمل علامات وأعراض الجرعة الزائدة من عقار الاسيتامينوفين الغثيان والقيء وآلام البطن والارتباك.

كما أن عقار الاسيتامينوفين يشكل خطورة على المرضى الذين يستخدمون أدوية تسمى مثبطات مونو أمينو أوكسيديز، وهي فئة مبكرة من مضادات الاكتئاب التي تشمل Marplan (isocarboxazid) وNardil (phenelzine)، حيث يؤدي الجمع بين مزيلات الاحتقان ومثبطات مونو أمينو أوكسيديز أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم ومشاكل في نظم القلب.

تأثير أدوية البرد والحساسية على كبار السن والأطفال

إضافة إلى احتمالية حدوث تفاعلات دوائية أو تأثيرات ضارة أخرى، يمكن أن تؤثر هذه الأدوية على أشخاص معينين بشكل مختلف وقد تزيد من خطر الضرر اعتمادًا على خصائص الشخص وفئته العمرية، لأن مع تقدمنا في العمر تبدأ أجسامنا في فقدان قدرتها على التخلص من الأدوية بكفاءة ما يزيد من مخاطر الأحداث الضائرة والجرعات الزائدة غير المقصودة.

وبينما يمكن أن يتعرض الجميع لآثار ضارة من أدوية البرد والإنفلونزا، فإن بعض المجموعات بما في ذلك كبار السن والأطفال والنساء الحوامل قد تكون أكثر عرضة للخطر.

ووفقا للموقع، فإنه قد يكون كبار السن الذين يستخدمون الأدوية الموصوفة لعلاج العديد من الحالات الصحية أكثر عرضة للتفاعلات الدوائية بسبب العدد الأكبر من الأدوية المستخدمة في وقت واحد لعلاج حالات مختلفة.

وذكر "أن الجسم المتقدم في السن ليس بارعًا في امتصاص الأدوية وتوزيعها والتخلص منها مثل الأجسام الأصغر سنًا، وهذا قد يعرض كبار السن لخطر أكبر للجرعة الزائدة والتفاعلات بين الأدوية وبعضها".

كما أنه لا توصي إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة بإعطاء أدوية البرد للأطفال دون سن الرابعة، لأنه بسبب مجموعة متنوعة من العوامل يكون الأطفال الصغار أكثر عرضة لخطر الجرعات الزائدة العرضية والأحداث السلبية التي قد تؤدي إلى الوفاة.

على سبيل المثال، تستجيب الأجسام الصغيرة للجرعات بشكل مختلف، ويمكن أن تؤدي نفس الجرعة عند الطفل إلى ارتفاع تركيز الدم لعقار ما عن الشخص البالغ.