مع برودة الطقس في مصر.. هل انتهت مقولة "حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء"؟ (خاص)
على مدار الأسابيع الأخيرة، شهد الطقس في مصر حالة عدم استقرار ملحوظ، ما بين برودة قارسة وهطول للأمطار.
هذه الحالة، والتي سادت على المناطق الشمالية تحديدًا، تمخض عنها انخفاض كبير في درجات الحرارة، بحيث قلّت عن حد الـ10 درجات في بعض الأيام، وهو ما فتح باب النقاشات بشأن ما طرأ على الطقس المصري في هذه الفترة.
ومن بين الأمور التي توقف عندها كثيرون، هو الوصف الخاص بالطقس المصري، فعلى مدار عقود، يُقال في وصفه أنه "حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً"، وهي الحالة التي باتت غير محققة على أرض الواقع بحسب آراء البعض.
استند مؤيدو فكرة تغير وصف الطقس المصري، إلى ما شهده العالم من ظواهر التغيرات المناخية، بخلاف ما طرأ على حالة الطقس في الأسابيع الأخيرة، بحيث باتت البرودة قارسة في ساعات المساء، وفقًا لبيانات هيئة الأرصاد الجوية.
في هذا السياق، حاولت "العين الإخبارية" الإجابة على سؤال محير، وهو: هل غيّر الواقع الوصف الشهير للطقس المصري؟.
الدراسات قائمة
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المكتب الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية في مصر، إن الهيئة تحاول البحث عن تعديل لوصف المناخ المصري، في ظل التغيرات المناخية التي حدثت في العالم، وما نتج عنه من رؤية أنماط مناخية لم نعتد عليها.
وأضافت منار، في تصريحها لـ"العين الإخبارية"، أن تغيير وصف المناخ يحتاج إلى إجراء دراسات لسنوات عدة قد تصل إلى 30 أو 50 عاما لمعرفة الوصف الجديد، أي لابد من البحث في فترة زمنية طويلة.
ونوهت منار بأن هناك دراسات يجريها متخصصون في الفترة الراهنة، كما تؤدي مجموعة لجان مشكلة مهامها لتغيير وصف المناخ المصري: "بدأنا نشعر بتغيرات في كل فصول السنة، لكن لم نصدر حتى الآن الوصف الصحيح".
وأشارت منار إلى أن عمل اللجان ما زال جاريا، ولا يوجد حتى اللحظة موعد محدد للخروج بالنتائج النهائية.
الوصف خاطئ من الأساس
من جانبه، اعتبر الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد الجوية في مصر، أن وصف المناخ المصري كان خاطئا من الأساس، معتبرا أن الصحيح هو أن المناخ "بارد ممطر شتاء حار رطب صيفا".
وأوضح سعودي، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن الوصف الدارج يجري تصحيحه منذ سنوات، خاصة أن الشتاء في مصر دائما ما يكون باردا وبه أمطار ورياح، كما أن الصيف معروف برطوبته وارتفاع الحرارة فيه، وفق إشارته.
ونوه سعودي بأنه كان لا يوافق على الوصف الدارج لمناخ مصر، معتبرا أن التأكيد على صحة رأيه جاء بشكل تدريجي، تزامنا مع التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، التي اعتبرها البعض سببا في الأمر.
الوصف ما زال صحيحا
بينما اختلف الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، مع كل من "منار" و"سعودي"، فيعتبر أن مناخ مصر ما زال "حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاءً".
وقال عزيز، في تصريحه لـ"العين الإخبارية": "لا تزال هذه الجملة صحيحة بنسبة كبيرة، الأحداث الاستثنائية لا تحدث إلا بشكل محدود جدًا حتى الآن، وقد تحدث بشكل متضرر وقاس لكن تظل محدودة".
وتابع: "لا يزال في الغالب الأعم هذا الوصف ساريا وصحيحا، ويعبر عن الطقس المصري بالفعل، فمصر ليست فيها أمطار حادة، بل إنها نادرة المطر، وإذا زادت بعض الشيء وسببت مشكلات في بعض الأراضي لا يعتبر هذا خرقا للقاعدة".
واستطرد عزيز: "في الصيف أيضًا الحر طبيعي والجفاف موجود والموجات الحرارية العالية تعتبر ليست هي السائدة، لكن تعتبر مجرد أحداث متطرفة وقتها محدود جدًا، وإذا حدثت تنتهي خلال أيام قليلة".
وأشار عزيز إلى أن الأحداث المتطرفة قد تزداد فرصها مستقبلا بما يؤدي لتغير وصف مناخ مصر، وهذا مرهون بعدة عوامل: "إذا استمر ارتفاع درجة حرارة جو الأرض المسبب للتغيرات المناخية، مع تزايد متوسط درجة حرارة جو الأرض، وهو يتوقف على ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة".
توقعات الطقس في الفترة المقبلة
كشف الدكتور وحيد سعودي أن فصل الشتاء في مصر ما زال ممتدًا حتى 21 مارس/ آذار المقبل، وفيه تصبح البلاد عرضة لانخفاض درجات الحرارة، ولسقوط الأمطار ونشاط الرياح.
كما تكون البلاد، بحسب سعودي، عرضة لحالات عدم الاستقرار الخفيفة والمتوسطة والشديدة، ويكون الفيصل في هذا الأمر هي توزيعات التغطية ومصادر الرياح المصاحبة لهذه التوزيعات.