مفاجأة.. الكريمات المضادة للتجاعيد تساعد في علاج السرطان
وجد باحثون أمريكيون أنه يمكن لمادة "الكولاجين" أن تكون سبباً في وقف انتشار مرض السرطان في الجسم.
أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن لمادة "الكولاجين" التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، وهي أيضاً أحد مكونات الكريمات المضادة للتجاعيد، أن تكون سبباً في وقف انتشار مرض السرطان في الجسم، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير، إن باحثين من معهد "Tisch" للسرطان في جامعة "ماونت سايناي"، الولايات المتحدة، قد وجدوا أن الأورام السرطانية تفرز شكلاً من بروتين الكولاجين الذي يبقيها هادئة لسنوات.
وأشار الموقع إلى أن النتائج التي توصل إليها الباحثون تكشف أن هذه الخلايا السرطانية تتحول إلى خبيثة بمجرد نفاد إمداداتها من الكولاجين، إذ وجدت التجارب التي أجريت على الفئران والبشر أن زيادة مستويات الكولاجين من النوع الثالث، وهو شكل البروتين الذي تنتجه الخلايا السرطانية وتغطي نفسها به، يمنع هذه الخلايا المريضة من الانتشار، إذ يجبرها الكولاجين الذي يحيط بها على البقاء في حالة سبات، مما يمنع انقسامها وانتشارها إلى أعضاء أخرى.
ونقل الموقع عن المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور خوسيه برافو-كورديرو قوله: "النتائج التي توصلنا إليها لها آثار إكلينيكية مهمة، كما أنها توفر لنا علامة حيوية جديدة للتنبؤ بإمكانية انتشار الورم أو عودته مرة أخرى، فضلاً عن التدخل العلاجي لتقليل الانتكاسات".
وتابع الموقع: "من خلال استخدام أحدث تقنيات المسح، قام الفريق بتتبع خلايا سرطان الثدي والرأس والرقبة المزروعة في الفئران، مما مكنهم من رؤية الخلايا وهي في حالة سبات، وكيف تغير حالها بعدما تغيرت مستويات الكولاجين، حيث وجد الباحثون أن ضخ الكولاجين حول الخلايا السرطانية قد منع تطورها، مما أجبرها على العودة إلى حالة السكون".
ويضيف برافو-كورديرو: "يمكن من خلال النتائج التي توصلنا لها تطوير عقاقير جديدة تحفز حالة السكون هذه مع استخدام علاجات أخرى تستهدف الخلايا النائمة مما يمنع تقدم الورم أو انتشاره وتمهيد الطريق لعدم عودته مرة أخرى".
وقال الموقع إن هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Nature Cancer، تحل لغزاً كبيراً وتفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة للسرطان باستخدام الكولاجين الذي يتم استخدامه في الكثير من مستحضرات التجميل والكريمات المضادة للتجاعيد، حيث ظل العلماء على مدى عقود يتساءلون كيف تظل الخلايا السرطانية خاملة لفترات طويلة قبل أن تستيقظ لتحدث الفوضى في جميع أنحاء الجسم.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن استخدام ضمادات الكولاجين فعَال في علاج الجروح التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، ويؤكد الدكتور برافو-كورديرو أن تغليف الورم السرطاني بالكولاجين قد يحقق نجاحاً كبيراً مماثلاً أيضاً.