غرق وتهجير.. انهيار سد يفاقم معاناة قرية سورية ضربها الزلزال
اضطر غالبية سكان إحدى القرى التي ضربها الزلزال في شمال غرب سوريا، إلى مغادرتها، بعدما غمرتها المياه عقب انهيار أحد السدود.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في قرية التلول بريف إدلب الشمالي، قرب الحدود مع تركيا، حقول قمح وفول وبساتين فواكه غارقة بالمياه، التي حاصرت أيضاً منازل عدة في القرية الصغيرة، التي لم تتعرض أبنيتها الصغيرة لأضرار ضخمة.
وغمرت المياه أيضاً شوارع القرية والباحات الفاصلة بين منازلها، إثر انهيار الحواجز الترابية في أحد تفرعات نهر العاصي الذي يمر بمحاذاة القرية. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عشرات العائلات تغادر القرية، وقد لجأ معظمها إلى بلدة قريبة.
وقال لوان حسين حمادة، أحد السكان القلائل الذين بقوا في القرية، لوكالة فرانس برس "وضعنا مأساوي، أنظروا إلى المياه حولنا". وأضاف "انهار السد" الترابي جراء الزلزال "ولم يبق أحد في القرية، الجميع غادر باستثناء بضعة شبان".
ودمر الزلزال الذي ضرب سوريا الإثنين ومركزه في تركيا مئات المباني في البلدين، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 17.500 شخص، بينهم نحو 3200 شخص في سوريا، وذلك حتى مساء الخميس.
ولا تزال عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض مستمرة في تركيا وسوريا، وإن كانت فرص نجاتهم تتضاءل شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت.
وجهت الأمم المتحدة، الأربعاء، صرخة للمجتمع الدولي، لدعم سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد وفاقم الأزمة الإنسانية الموجودة أصلا والناجمة عن 12 عاما من الصراع، وتسبب بتشريد الآلاف.
وأكد المصطفى بنْ المليح المنسقُ المقيم للأمم المتحدة في سوريا أن المنظمة "تعمل في ظروف هشة جدًا في سوريا، فالبنية التحتية مهدمة فضلًا عن موجة البرد القارس". وتابع: "نحاول أن ننسق مع كل الجهات في سوريا"، موضحا أن "برنامج الأغذية العالمي لديه من المساعدات ما يكفي لأسبوع فقط".
وأشار بنْ المليح إلى "مواجهة مشكلة في المياه في بعض المناطق بسوريا ما قد يساعد على انتشار الكوليرا". وتابع: "نحتاج دعما أكبر من المجتمع الدولي للمساعدة في عمليات الإنقاذ".
وتابع: "ندائي هو وضع السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني"، معتبرا أنّه "لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. لأنه في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قد قُضي الأمر".
يأتي هذا فيما قالت المفوضية الأوروبية، إن "سوريا طلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي بعد يومين من الزلزال المدمر في سوريا وتركيا". وأكد الاتحاد الأوروبي أنه "سيقدم دعما إضافيا طارئا للدولتين ومساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 6.5 مليون يورو في واحدة من أكبر عمليات البحث والإنقاذ في التكتل بموجب تلك الآلية".
ويمكن لأي دولة أن تطلب المساعدة عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي عندما يفوق حجم أي حالة طارئة أو كارثة قدراتها، ويتولى مركز تنسيق الاستجابة للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي بمجرد تفعيله تنسيق وتمويل المساعدة المقدمة من الدول الأعضاء في التكتل و8 دول أخرى بمجرد تفعيل تلك الآلية.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg
جزيرة ام اند امز