انهيار "سيليكون فالي" يرسل موجات صادمة لأسواق أوروبا
ثلاثة بنوك أمريكية في أقل من أسبوع، أعلنت إفلاسها، بعد انهيار "سيليكون فالي بنك" ومقره ولاية كاليفورنيا.
ونقلت هذه البنوك وصايتها إلى المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع، بينما أوروبا تخشى انتقال العدوى عبر الأطلسي.
وأثار الانهيار، مخاوف من أن نهاية حقبة طويلة من الأموال الرخيصة، ستكشف عن تصدعات في النظام المالي العالمي، حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى كشف نقاط الضعف في الاقتصاد.
لم تتوقف أزمة انهيار سيليكون فالي الأمريكي، ومن قبله بيوم بنك سيلفرغيت المتخصص في إقراض صناعة العملات المشفرة، وتبعها فجر الإثنين بنك سيغنيتشر، على الولايات المتحدة، بل عانت البورصات الأوروبية من حمى الأزمة.
وأصبح بنك السيليكون فالي أو ما يعرف اختصارا بـ "SVG"، أكبر بنك يفشل منذ الأزمة المالية لعام 2008، ما أرسل موجات صادمة عبر الأسواق الأوروبية، حيث تُركت مليارات الدولارات المملوكة للشركات والمستثمرين عالقين.
وفي أوروبا، كشفت حوالي 16 شركة في مجال التكنولوجيا وعلوم الحياة عن حوالي 190 مليون دولار (178 مليون يورو) في التعامل مع SVB في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
ومن أبرز هذه الشركات العاملة في أوروبا: جلانتوس القابضة، Trustpilot ،Diaceutics، ديانومي، زيلندا فارما، مجموعة فارمينغ، كينيفيك، RWS القابضة، مجموعة تكنولوجيا المزاد، PCI-Pal، يورجين الصحية.
الأسهم الأوروبية
في ختام جلسة اليوم الإثنين، انخفضت الأسهم الأوروبية بنسبة 2%، وتراجعت البنوك بنسبة 6% مقارنة مع خسائر فاقت 10% في منتصف الجلسة إلا أن إعلانا من بنك HSBC أنقد الأسواق.
وانخفض المؤشر Stoxx 600 لعموم أوروبا بنسبة 2.1%، لكن سهم البنوك تراجع بنسبة 6 سنوات في أسوأ أداء منذ 4 مارس/آذار 2022، عندما انخفض بنسبة 6.66% وسط تحذيرات من أن جودة أصولها ستتأثر بحرب أوكرانيا.
كان أداء مؤشر FTSE MIB الإيطالي دون المعايير الإقليمية الأخرى، بسبب تعرضه الكبير للبنوك؛ كما ساهم قطاعا التأمين والخدمات المالية في التراجع.
وجاءت عمليات البيع يوم الإثنين في أعقاب هبوط الأسهم الأوروبية في نهاية الأسبوع الماضي، مدفوعة بهبوط في البيانات المالية حيث أثار، زوال "SVB" مخاوف بشأن القضايا الأوسع التي تواجه القطاع المصرفي.
وفي جلسة أوروبا اليوم، تم التركيز على أسهم البنوك الأوروبية متوسطة الحجم، بعد جهود المنظمين الأمريكيين للحد من الضرر الناجم عن انهيار بنك وادي السيليكون، الذي عزز معنويات السوق ورفع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية والأوروبية.
قبلة الحياة من HSBC
في وقت سابق اليوم، قدم بنك HSBC الكثير من الطمأنينة لأسواق المملكة المتحدة، بعد إعلانه الاستحواذ على الذراع البريطانية لبنك وادي السيليكون بقيمة جنيه إسترليني واحد فقط.
ومهدت حكومة المملكة المتحدة الطريق أمام HSBC لشراء الذراع البريطاني لبنك وادي السيليكون، من خلال التنازل عن قيود معينة على أنواع العملاء، التي يمكن أن يتخذها بنك التجزئة البريطاني.
وحصل بنك HSBC على إعفاء من القواعد التي لا تسمح بإيواء عملاء الشركات المعقدة داخل البنوك المحصنة؛ إذ استخدمت الحكومة صلاحياتها بموجب قانون البنوك لمنح HSBC إعفاءً من بعض المتطلبات قبل الاستحواذ.
وكانت مصالح الحكومة البريطانية، هي التوصل إلى نتيجة سريعة لهذا الأمر لحماية المودعين، وهو الأمر الذي هدأ من مخاوف أسواق المال في المملكة المتحدة.
تطمينات باردة
في السوق البريطانية، شدد وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، على أن صفقة شراء بنك HSBC لذراع "SVB" "تضمن حماية ودائع العملاء ويمكنها التعامل المصرفي كالمعتاد، دون دعم من دافعي الضرائب".
وأضاف: "إن قطاع التكنولوجيا في المملكة المتحدة رائد عالميًا وله أهمية كبيرة للاقتصاد البريطاني، حيث يدعم مئات الآلاف من الوظائف".
في المقابل، أشار أندرو جريفيث وزير الخزانة في المملكة المتحدة، إلى أن تداعيات فرع المملكة المتحدة في المملكة المتحدة لا تمثل "مشكلة نظامية"، وسط مخاوف السوق من انتشار أوسع لعمليات السحب بين المقرضين.
وقال جريفيث في تصريحات صحفية اليوم: "سيستمر العملاء في الوصول إلى ودائعهم وتسهيلاتهم المصرفية لدى بنك SVB من خلال بنك HSBC المالك الجديد".
تحذير روسي شديد
ولم تتجاهل روسيا "ترند" انهيار بنك السيليكون فالي وبنك سيغنيتشر، قالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الولايات المتحدة تقوم بإنقاذ نظامها المصرفي، بطباعة النقود، مشيرة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية حول العالم.
وكتبت زاخاروفا في سياق تعليقها على كلمة الرئيس الأميركي جو بايدن، في منشور عبر "تلغرام": "يمكن حتى للطفل أن يشرح كيف ستحافظ السلطات الأميركية على استقرار النظام المصرفي، سوف يطبعون المزيد من الدولارات.. الأمر الذي سيسبب المزيد من المشاكل حول العالم".
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA== جزيرة ام اند امز