"لا تواطؤ".. أبرز نقاط تقرير مولر حول قضية التدخل الروسي
التقرير تم نشره في نسخة لا تشمل معطياته السرية، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إصدار وزير العدل ملخصا يؤكد عدم وجود أي تواطؤ.
نشرت وزارة العدل الأمريكية، أمس الخميس، تقرير المحقق الخاص حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية روبرت مولر، الذي قدمه مارس/آذار الماضي إلى وزير العدل الأمريكي بعد عامين من التحقيقات.
التقرير المكون من 448 صفحة، تم نشره في نسخة لا تشمل معطياته السرية، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إصدار وزير العدل بيل بار ملخصا من أربع صفحات يؤكد أن مولر خلص إلى عدم وجود دليل على أي تواطؤ بين روسيا وترامب.
- ترامب تعليقا على تقرير مولر: لا تواطؤ مع روسيا.. تبرئة كاملة
- التدخل الروسي وتقرير مولر.. عامان من التحقيقات
خصص الفصل الأول من التقرير إلى التواطؤ المحتمل بين فريق حملة دونالد ترامب وروسيا، فيما تمحور الثاني حول محاولات الرئيس الأمريكي المحتملة لعرقلة تحقيق مولر، وفيما يلي رحلة التقرير والنقاط الرئيسية.
بداية التحقيقات
مايو/أيار 2017 عيّن نائب وزير العدل روبرت مولر محققا خاصا تابعا لوزارة العدل مع فريق يضم 12 خبيرا قانونيا، ليشرف بموجب هذا التكليف على التحقيقات فيما يخص أي علاقة وتنسيق بين الحكومة الروسية وأفراد لهم علاقة بحملة ترامب الانتخابية.
إسناد مهمة التحقيق لـ"مولر" جاءت بعد قرار "ترامب" بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، حيث لاقى القرار الكثير من الانتقادات في واشنطن، وكان "كومي" يترأس التحقيقات حول علاقة حملة "ترامب" الانتخابية بروسيا.
بعد أشهر من تعيين "مولر" دخلت قضية التدخل الروسي المزعوم مرحلة حاسمة، ففي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه وجهت أول اتهامات رسمية لمساعدين سابقين لدونالد ترامب، أبرزهم مدير حملته السابق بول مانافورت، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 4 سنوات "47" شهراً، بعد إدانته بجرائم تتعلق بالتلاعب الضريبي والاحتيال المصرفي.
لا أدلة على تواطؤ حملة الرئيس
خلص تقرير "مولر" إلى أن "ترامب" وحملته الانتخابية لم يتواطآ مع الروس، رغم حصول اتصالات عدة بين الجانبين اتسم بعضها بالسرية، حيث أعاد مقربون من "ترامب" نشر تغريدات لحسابات مزيفة أمريكية أنشأها روس، بجانب لقاء جمع وفدا روسيا مع نجل "ترامب" في برج "ترامب تاور"... لكن لا شيء يثبت فرضية التواطؤ، وفق التقرير.
وأشار التقرير أيضا إلى أن "الأدلة لم تكن كافية لاتهام أعضاء فريق حملة "ترامب" بالتنسيق مع ممثلين من الحكومة الروسية للتأثير على انتخابات 2016".
عرقلة التحقيقات
فيما يخص عرقلة التحقيقات قال المحقق "مولر" في تقريره: "إذا ما كنا متيقنين بعد تحقيق معمق من أن الرئيس لم يعرقل عمل القضاء بصورة واضحة، لكنا قلنا ذلك".
ولم يبرئ "مولر" الرئيس الأمريكي في مسألة عرقلة التحقيق، وأضاف هذا التقرير لم يخلص إلى أن الرئيس ارتكب مخالفة قانونية لكنه لم يبرئه أيضا.
وأوضح "مولر" أن "ترامب" حاول بالفعل نسف تحقيقاته على مدى أشهر، في السر والعلن، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب "رفض المحيطين بالرئيس تنفيذ أوامره أو تلبية طلباته".
فقد أمر الرئيس مسؤول الشؤون القانونية في البيت الأبيض دون ماكغان بإقالة المحقق الخاص، غير أنه رفض ذلك وقد مارس ضغوطا كبيرة على وزير العدل وشهود أساسيين، وكتب "مولر": "النظر إلى الأفعال بمجملها يتيح فهم معناها".
الدور الروسي
بدا "مولر" حاسما في هذه النقطة، إذ قال إن "روسيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية خلال 2016 بشكل واسع ومنهجي".
وأشار التقرير إلى أن "منظمة روسية أجرت في بادئ الأمر حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعمت "ترامب" وتهجمت على منافسته كلينتون".
وأضاف التقرير "من جانب آخر، قامت وكالة استخباراتية روسية عمليات قرصنة معلوماتية ضد منظمات وموظفين ومتطوعين في حملة كلينتون ثم نشرت الوثائق المسروقة".
وأورد "مولر" في تقريره أن الاستخبارات العسكرية الروسية استهدفت للمرة الأولى المكتب الشخصي لكلينتون بعد حوالي خمس ساعات من إعلان "ترامب" في 27 يوليو/ تموز 2016 الذي دعا خلاله روسيا إلى إعادة نشر الرسائل الإلكترونية التي محتها منافسته الديمقراطية في الانتخابات.
ونجح الروس في قرصنة رسائل إلكترونية للحزب الديمقراطي نشروها عبر مواقع إلكترونية، بينها ويكيليكس، ثم فعلوا الأمر نفسه مع أحد مساعدي كلينتون المقربين.
"ترامب" يهدد بطرد "مولر"
دافع "ترامب" عن نفسه، بعد الكشف عن محاولته طرد روبرت مولر، مشيرا إلى أنه يملك صلاحية طرد أي شخص يريده.
ونشر "ترامب" تغريدة من طائرته الرئاسية قال فيها: "أملك صلاحية إنهاء عملية الملاحقة بأكملها لو أردت.. كان بإمكاني طرد الجميع، بمن فيهم "مولر"، لو أردت ذلك، لكني اخترت ألا أفعل".
وأضاف "كان لي الحق في استخدام الامتياز التنفيذي، لكني لم أفعل".
وفي وقت لاحق، أمس الخميس، عقب نشر تقرير "مولر"، قال وزير العدل الأمريكي وليام بار: "إن تحقيق مولر لم يقدم أي دليل على ارتباط أو تواطؤ حملة ترامب مع موسكو".
وأضاف "بار"، في مؤتمر صحفي، عقد خصيصا للإعلان عن نتائج التحقيق، "أن الأدلة التي قدمها المحقق الخاص غير كافية لاتهام ترامب بإعاقة العدالة".
كما أبدى "ترامب" ارتياحه لما ورد في تقرير المحقق "مولر" بشأن الانتخابات الرئاسية وتواطؤ حملته مع روسيا، في وقت أعلن فيه محامو "ترامب" أنه انتصار كبير للرئيس.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjYwIA== جزيرة ام اند امز