"تينتو" تتألق في إكسبو دبي.. القهوة الكولومبية تبوح بأسرارها
تحظى القهوة كمشروب بمكانة متميزة لدى معظم بلدان العالم، إلا أنها في كولومبيا تتخطى حدود كونها مشروبا مفضلا، إلى ما هو أبعد من ذلك.
في كولومبيا تعد القهوة جزءا من شخصية المجتمع اللاتيني، فهي تمثل ظاهرة اجتماعية، علاوة على كونها عامل جذب للسياح، وأحد أهم مصادر الدخل القومي.
بجانب أهميتها النفسية والاجتماعية.. توفر القهوة في كولومبيا عشرات الآلاف من سبل العيش في جميع أنحاء البلاد. كما تحظى سياحة القهوة بشعبية متزايدة لدى زوار كولومبيا.
ولهذا السبب ينظر للقهوة في هذا البلد على أنها جزء من الثقافة اليومية للناس ومكون لافت في الثقافة والهوية الوطنية.
وشدد الجناح الكولومبي على أن ثقافة القهوة تلعب دوراً قوياً في السعادة الوطنية، في الوقت الذي تنظر العديد من البلدان الغربية إلى القهوة على أنها فقط مشروب مصمم لتحفيز الطاقة، ينظر للقهوة في كولومبيا على أن لها دوراً اجتماعياً.
ومن الشائع أن يلتقي الكولومبيون بالأصدقاء والعائلة لتناول القهوة السوداء الملقبة بـ"تينتو" في المناطق الريفية "إنها أكثر من مجرد مشروب ساخن.. جزء من جوانب الهوية الوطنية وعنصر أساسي في لم الشمل وجمع الناس معاً "وفقا لمسؤولي الجناح الذين يوفرون للزوار فرصة تذوق هذه القهوة المصنفة كواحدة من أفضل الأنواع في العالم ومشاركتهم المشاعر.
وتنتج كولومبيا الغالبية العظمى من إنتاج البن في تلال الأنديز شبه الاستوائية غرب مدينة بوغوتا.
وقد أعلنت اليونسيكو عن إدراج منطقة "مثلث القهوة" ضمن قائمة مواقع التراث العالمي وهي منطقة تشتهر بالوديان شديدة الانحدار ومناخها الحار والممطر والمثالي جداً لزراعة القهوة.
كما أن تربتها بركانية مناسبة بشكل مثالي لزراعة ونمو القهوة. وتقدر أعداد مزارع القهوة في هذه المنطقة بنحو 24 ألف مزرعة.
وتعد منطقة مثلث القهوة من أفضل الوجهات والمقاصد السياحية في كولومبيا ويزورها سنوياً نحو مليوني زائر.
وتزرع القهوة على ارتفاع يتراوح بين 1200–1800 متر وهو ما يسهم في إنتاج قهوة ذات نكهة خاصة وجودة عالية.
كما تؤثر العديد من العوامل في جودة إنتاج حبوب القهوة أهمها الموقع الجغرافي والمناخ الملائم والتربة البركانية الغنية وكمية الأمطار الغزيرة التي تهطل فيها، بالإضافة إلى أن قربها من خط الاستواء يتيح لها حصاد موسمين من القهوة سنوياً وبالتالي تقدم كولومبيا القهوة الطازجة على مدار السنة.
كما يساهم الحصاد الصحيح في الجودة العالية للقهوة التي تُنتج في كولومبيا فالمزارعون لا يعتمدون على الآلات لحصاد المحصول بل يقومون بحصاد القهوة بشكل يدوي الأمر الذي يقلل من أخطاء حصاد الثمار غير الناضجة بعد أو التالفة بسبب أشعة الشمس.
ويتم تنظيم برنامج سياحي في كولومبيا يطلق عليه اسم "برنامج القهوة السياحي" والذي يتيح للسائحين الفرصة لممارسة بعض الأنشطة المتعلقة بالقهوة كزيارة المزارع والاطلاع على كيفية إنتاجها وتقمص دور المزارعين لمدة يوم كامل ليتعرفوا على طرق وأساليب زراعة القهوة وجمع الثمار وغسلها وتجفيفها وتحميصها.
إلى جانب ذلك يتيح لهم البرنامج النوم في غرف مزارعي القهوة وسط الحقول وارتداء الملابس التقليدية والتقاط الصور الفوتوغرافية بالإضافة إلى تذوق نحو 50 نوعاً من القهوة.
وقد تصل مدة الزيارة لكافة مناطق القهوة إلى 12 يوماً.
تعتبر كولومبيا ثالث أكبر دولة منتجة للبن في العالم بعد البرازيل وفيتنام وتزود العالم بنسبة 10% من إنتاج البن على مستوى العالم ساعدها في ذلك مناخها الاستوائي المناسب .
وسجلت كولومبيا المعروفة أيضاً بإنتاج أفضل قهوة "أرابيكا" في العالم إنتاج 13.9 مليون كيس في عام 2020 وفقاً للاتحاد الوطني لمنتجي القهوة.
وفي عام 2021 زادت صادرات القهوة من كولومبيا إلى الإمارات العربية المتحدة بنسبة 170% ووصلت إلى 3 ملايين و152 ألفا و385 دولارا.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuMTQwIA== جزيرة ام اند امز