الدراما التونسية في رمضان 2024.. «التسويق» أكبر عقبة أمام المبدعين
عرف الموسم الرمضاني 2024 نجاحا ملحوظا في نوعية المسلسلات الكوميدية في تونس، لكنها افتقدت إلى التسويق في العالم العربي.
وأشاد الجمهور التونسي بالمسلسلين "سوبر تونسي"و"نهار على عمار" ، فيما عبر نقاد تونسيون عن استيائهم من ضعف التسويق، رغم تحسن جودة الأعمال.
وحصدت السلسلة الكوميدية "سوبر تونسي" للمخرج قيس شقير، تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، وذلك بعد عرض فيلم يحمل الاسم والأحداث ذاتها، دون تغيير الأبطال، قبل حلول شهر رمضان بأشهر قليلة.
وهذه التجربة الكوميدية، تتكرر للسنة الثانية مع صُناع هذا الإنتاج، إذ سبق وقدموا العام الماضي العمل الكوميدي "سبق الخير"، الذي بدوره تحول من فيلم إلى التلفزيون في رمضان.
وقد تحصل سوبر تونسي الذي عرض على قناة "نسمة" في النصف الأول من رمضان على أعلى نسب المشاهدة.
"سوبر تونسي" من بطولة كمال التواتي، وكريم الغربي، ونعيمة الجاني، وبسام الحمراوي، وسفيان الداهش، ولبنى سديري، ومجد بلغيث، وأروى بن إسماعيل، وزين العابدين المستوري، وأحمد الصيد، وإخراج قيس شقير.
نجاح إقليمي
وقال مخرج العمل قيس شقير لـ"العين الإخبارية" إن سوبر تونسي عرف نجاحا كبيرا داخل تونس وخارجها حيث تم الحديث عنه في وسائل إعلام عربية أيضا.
وأوضح أن سر نجاح المسلسل هو قوة النص والسيناريو والإخراج المختلف وإبداع الممثلين، مشيرا إلى أنّ العمل كان الأكثر مشاهدة حيث يتابعه يوميا نحو 3 ملايين تونسي.
وقال "لا يمكنني إرضاء الجميع لكن يجب السعي من أجل إخراج عمل جيد يضيف للمشاهد ويضحكه ويرفه عنه".
وأكد أن جميع أعماله كوميدية لأنه يتهرب من الاشتغال على الأعمال الدرامية والتراجيدية، موضحا أنه منذ سنة 201 وهو يخرج أعمالا كوميدية وانطلقت بالقلابس (وهي دمى متحركة ترقص وتغني وتجسم شخصيات معروفة) وعرضت على قناة "الحوار التونسي الخاصة".
وتابع أن "سوبر تونسي" تأريخ لفترة سياسية في تونس بعد 2011 حيث عالج قضايا الفساد المالي والسياسي.
"نهار على عمار "
كما لاقى المسلسل الكوميدي "نهار على عمار" الذي انطلق عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان إعجاب التونسيين.
والعمل يعرض على قناة "نسمة "، للمخرج زياد ليتيّم، ومن بطولة سيف عمران، وزهير الرايس، ومراد غرسلي، وجمال المداني، وليلى الشابي.
والمسلسل يتحدّث عن عمّار الذي يتقمص دوره الممثل سيف عمران الذي يُعيد تفاصيل حياته بشكل مكرّر كل يوم.
وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي فانتازي حول ما يعرف علميا بحلقة الزمن.
وتدور أحداث المسلسل حول شخص يدعى "عمار " عثر على ساعة يد قديمة ملقاة على الأرض، ومنذ ذلك أصبح يدور في حلقة يوم واحد.
وأصبح "عمار" يستيقظ صباح كل يوم، ليمر بعدة مواقف مختلفة، ويستيقظ صبيحة اليوم التالي، يجد فجأة أنه يعيش نفس اليوم الذي قضاه أمس، حيث يعيد اليوم تكرار نفسه بأحداث مختلفة، فهنا يجد البطل نفسه محاصرًا في يوم واحد فقط من حياته لا يستطيع الفرار منه.
وقال مخرج العمل زياد ليتيم لـ"العين الإخبارية" إن سبب نجاح المسلسل هو طريقة الطرح المختلفة من حيث الرؤية والإخراج.
وأكد أن مقولة (الجمهور عاوز كده) أكبر كذبة حيث إنه عندما يتم تقديم عمل مغاير وفني وبجودة يتقبله المشاهد ويمتعه، موضحا أن الجمهور يريد البديل ولا يجب الاستسهال ويجب احترام عقل الجمهور التونسي.
وأوضح أن ''نهار على عمار'' يندرج في خانة الكوميديا السوداء.
تطور ملحوظ
من جهة أخرى، قالت ليلى الزكراوي الناقدة الفنية التونسية إن الأعمال الكوميدية لهذا الموسم الرمضاني عرفت تطورا من ناحية المحتوى وطريقة التمثيل والإخراج.
ووصفت مسلسل "نهار على عمار" بالناجح، موضحة أنها أحبت أسلوب الكوميدي سيف عمران في تقمص الشخصية دون مبالغة وتهريج وابتذال.
من جهة أخرى، قالت إن سبب تحسن جودة الأعمال الكوميدية في تونس يعود إلى الاعتماد على ورش الكتابة، موضحة أن هذه الورش لها دور في تطوير المنتجات التونسية الفنية.
وأشارت إلى أن "سوبر تونسي" أضحك المشاهد لكنها فضح المشاكل التي تعاني منها البلاد، موضحة أن هذا المسلسل مستوحى من أعمال عالمية مهمة مثل فيلم "جوكر".
وأكدت أن نجاح المسلسلات الرمضانية في تونس يعود إلى ما تتضمنه الأعمال من مواصفات فكرية وفنية تشكل رصيدا مهما وتوفر كفاءات فنية عالية من مخرجين وتقنيين وممثلين لكن هذه الأسباب لم تكن كفيلة لتسويق هذه المسلسلات عربيا.
وترى أن الإنتاجات التونسية تواجه عوائق الإنتاج وغيرها من صعوبة فهم اللهجة المحلية من قبل غير التونسيين، إضافة إلى أن العمل الإنتاجي في تونس على مستوى التلفزيون أو السينما شاق ومرهق لغياب الصناعة الفنية.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA= جزيرة ام اند امز