هجمات البحر الأحمر تؤخر وصول هدايا الكريسماس.. تضاعف تكلفة شحن الحاويات
لا تزال تداعيات هجمات البحر الأحمر تلقي بظلالها الكثيفة على حركة الشحن العالمية.
فقد اضطرت شركات الشحن العالمية إلى تغيير مسار إبحار سفنها تجنبا للمرور عبر البحر الأحمر، وذلك على خلفية تكثيف مليشيات الحوثيين هجماتها في المنطقة لإظهار دعمها لحركة "حماس" التي تخوض قتالا مع إسرائيل في قطاع غزة.
- قفزة تاريخية في إنتاج الطاقة الشمسية خلال 2023.. عصر النفط إلى زوال
- حصاد الأسهم العالمية في 2023.. أقوى أداء منذ 4 سنوات
ووفق بيانات شركة (كينا + نايجل) فقد تم حتى يوم الأربعاء الماضي تحويل مسار ما يقرب من 20 بالمئة من أسطول سفن الحاويات العالمي، أي نحو 364 ناقلة حاويات ضخمة قادرة على حمل ما يزيد قليلا عن 2,5 مليون حاوية، الأمر الذي يتسبب في خسائر مادية وتترتب عليه تبعات سلبية مرتبطة بمواعيد الشحن.
ووفقا لـ"فرانس 24"، فإنه بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، يسارع فريق من شركة (بيزك فن) للألعاب يشرف على شحنات بحرية لمتاجر تجزئة مثل وولمارت لتغيير مسار تلك البضائع بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس.
وتقول مصادر في قطاع اللوجستيات إن شركات توريد لمتاجر كبرى شهيرة مثل إيكيا وهوم ديبو وأمازون وشركات تجزئة أخرى حول العالم تقوم بنفس الشيء في وقت تعاني فيه الشركات من تبعات أكبر تعطل لحركة الشحن البحري منذ الفوضى التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 في سلاسل الإمداد العالمية.
وقال جاي فورمان الرئيس التنفيذي لشركة بيزك فن للألعاب، ومقرها فلوريدا، في مقابلة عبر الهاتف من مكتبه في هونغ كونغ إن الشركة عادة تشحن كل المنتجات المتجهة إلى أوروبا من مصانعها في الصين عبر قناة السويس وهو الطريق الأسرع لنقل السلع بين المنطقتين.
ويعمل فريق بيزك فن الآن خلال أيام العطلة لإرسال ألعاب من الصين لموانئ في بريطانيا وروتردام عبر الطريق الأطول وهو طريق رأس الرجاء الصالح.
كما غيرت الشركة مسار بعض البضائع المتجهة إلى موانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من قناة السويس إلى قناة بنما، المتضررة أصلا من موجة جفاف أبطأت حركة الشحن فيها، كما حولت مسار شحنات أخرى متجهة للساحل الغربي عبر الطريق المباشر الذي يقطع المحيط الهادئ.
وقال فورمان: "سيستغرق الأمر وقتا أطول وسيكلف أكثر"، مشيرا إلى أن تكلفة الشحن لبعض السلع من الصين إلى بريطانيا زادت لأكثر من المثل إلى نحو 4400 دولار للحاوية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول.
ولا يزال وضع قناة السويس سريع التغير، وتسعى شركات شحن كبرى مثل ميرسك وسي.إم.إيه-سي.جي.إم لاستئناف العبور في القناة بمرافقة عسكرية في البحر الأحمر.
في هذا السياق، يرى مايكل ألدويل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة (كينا + نايغل) السويسرية للوجستيات الشحن البحري أن أكبر تأثير للأمر سيتكشف على مدى الأسابيع الستة المقبلة.
وقال "لا يمكنك في لحظة" إعادة ترتيب الشحن العالمي، متوقعا أن تتسبب عمليات تحويل المسار في نقص في مساحات تحميل السفن المطلوبة ووجود حاويات شحن فارغة مطلوبة للصادرات من الصين عالقة في المواقع الخطأ وارتفاع مؤشرات سعر النقل في الأجل القصير ارتفاعا حادا.
وفقا لتقديرات منصة الشحن (زينتا)، تبلغ تكلفة شحن حاوية بسعة وحدة مكافئة لأربعين قدما من الشرق الأقصى للبحر المتوسط "بعد التصعيد" في المنطقة 2320 دولارا مقابل 1865 دولارا في أوائل ديسمبر/كانون الأول.
وقال بيتر ساند كبير المحللين في "زينتا": "إن تلك الأسعار لا تشمل ارتفاع رسوم المخاطر "الاستثنائية"، وكذلك لا تشمل "استرداد التكلفة في حالات الطوارئ" التي قد تتراوح بين 400 دولار وألفي دولار للحاوية.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز