القصة الكاملة لفيضان النيل في مصر.. حقائق وشائعات
حذرت جهات رسمية من مخاطر ارتفاع منسوب مياه نهر النيل على البنايات والأراضي الزراعية الواقعة في بعض المناطق المتاخمة
انطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية من ارتفاع منسوب المياه بمناطق داخل مصر جراء ارتفاع كميات المياه المتدفقة من منابع النيل.. لكن ما حقيقة تلك التحذيرات؟
القصة بدأت بمناشدات أطلقتها مراكز محلية تطالب فيها السكان بتوخي الحذر حتى نهاية الأسبوع من تعرض منازل ومزارع سمكية مُقامة على جانبي النيل للغمر بالمياه.
تلاها منشور أرسلته محافظة البحيرة الواقعة في غرب دلتا النيل وتطل على نهر النيل بفرع رشيد إلى الوحدات المحلية لاتخاذ الإجراءات الاحتياطية بشأن ارتفاع منسوب مياه النيل، ما قد يؤدي إلى حدوث فيضان محتمل يتسبب في غرق مناطق واسعة.
وعقب ذلك أعلن محافظ البحيرة هشام آمنة أنه تم تحذير المزارعين من احتمالية تعرض محاصيلهم للغرق جراء ارتفاع منسوب مياه النيل.
هذه التطورات السريعة لمنسوب مياه النيل تطرح تساؤلات حول استعداد مصر للتعامل معها، وتأثيرها المحتمل على البنية التحتية والمباني والمحاصيل الزراعية.
إعادة لمشهد التسعينيات
"هذه الأحداث ليست بجديدة على مصر ولكنها لم تشهدها منذ تسعينيات القرن الماضي"، بحسب حديث وزير الري المصري الأسبق حسام مغازي لـ"العين الإخبارية".
أوضح مغازي أن نهر النيل يمر عادة بمراحل فيضانات وجفاف، وشهدنا خلال العامين الماضي والحالي ارتفاعا في منسوب المياه، ما يعني أن هناك سلسلة من السنوات المتتالية القادمة للفيضان على غرار حقبة التسعينيات.
الأسباب
ولكن ما هي الأسباب التي تقف وراء حدوث فيضان لنهر النيل بعد انقطاع دام لمدة عقدين من الزمن؟
يقول مغازي إن هذا العام شهد ارتفاعا في هطول الأمطار على المصادر الثلاثة لمياه نهر النيل في مصر، تشمل الهضبة الإثيوبية والهضبة الاستوائية وسط أفريقيا، ونهر عطبرة الذي تقع منابعه في إثيوبيا ويمتد حتى السودان.
استعدادات مصرية
تضع مصر معايير واضحة للتعامل مع الفيضانات القادمة من الجنوب من خلال عدة آليات محددة، في مقدمتها السد العالي وبحيرة ناصر الواقعة في أسوان التي تحتجز المياه.
وأشار وزير الري الأسبق إلى أنه في حالة وجود فائض يتجاوز قدرة السد والبحيرة يتم تصريف المياه عبر مفيض توشكى نحو منخفضات ضخمة في الصحراء الغربية في مصر لتخزين المياه.
وأضاف: هناك عملية أخرى تجرى لتصريف جزء من الفائض تسمى "غسل النهر" بحيث تخرج كميات محسوبة بدقة من السد العالي لتتدفق في النيل بحيث تدفع أي ملوثات بطول النهر بفرعيه في دمياط ورشيد، على أن تصب المياه في البحر المتوسط في النهاية.
مخاطر محتملة
ورغم هذه الاستعدادات فإن هناك مخاطر محتملة تتمثل في مناطق تعرف بـ"مناطق طرح النهر" في 13 محافظة، وهي بنايات مخالفة وتعديات تمت على جوانب نهر النيل، وتكون عرضة للغرق في حالة ارتفاع منسوب المياه.
قال محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الري المصرية، إن هذه المناطق ناتجة عن تعديات على مجرى النيل بالردم في المناطق المتاخمة أو البناء او الزراعة، ما يخلق اختناقات ببعض المناطق من النهر، ويعرضها لخطر الغمر.
وأضاف أنه على مدار السنوات الخمسة الماضية قامت الحكومة برصد عشرات الآلاف من التعديات وتتم إزالتها من أجل تصريف كميات مناسبة من المياه.
فيما أكدت وزارة الري المصرية في بيان رسمي أن المناطق المتأثرة بارتفاع المناسيب، هي معروفة داخل المجرى والقطاع المائي، وتتم زراعتها بالمخالفة، ومعتاد غمرها بالمياه مثلما حدث العام السابق، وكذلك الأسابيع الماضية، ومن المحتمل أن يستمر ارتفاع المناسيب بها حتى نهاية شهر أكتوبر الحالي.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA=
جزيرة ام اند امز