الإعلام الليبي والمصالحة.. مسؤولية تاريخية لعبور المرحلة الانتقالية
طالب محللون سياسيون ليبيون بضرورة توجيه الخطاب الإعلامي باتجاه المصالحة الوطنية لمساندة عمل المجلس الرئاسي الجديد.
وأكد المحللون في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن الإعلام الليبي عليه مسؤوليات تاريخية لضمان مرور المرحلة الانتقالية بداية من نشر الوعي وحث الليبيين على دعم استقرار بلادهم.
وفي الفترة الأخيرة شهدت مؤسسة الإعلام الليبية انقساما ملحوظا تسبب في دخول البلاد في نفق الاقتتال الداخلي المسلح.
ورغم المساعي التي قامت بها بعض الشخصيات لتوحيد الخطاب اتجاه لغة الحوار والمصالحة إلا أنها تعرضت للفشل بسبب تدخل المليشيات المسلحة.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول، واختطفت مليشيا مسلحة تابعة لحكومة "السراج" رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو، على خلفية قرارات أصدرها بإيقاف الخطاب الإعلامي المفرق والتحريضي.
ووجه بعيو القنوات التابعة للوفاق، بالتقيد بمقتضيات إعلام السلام، والتوقف عن بث كل ما يؤجج روح الحقد والكراهية، أو يرسخ ثقافة الانتقام والثأر مع المعالجة الإعلامية الواعية للحروب والاعتداءات.
مسؤولية تاريخية
وقال المحلل السياسي الليبي، الدكتور أبوالقاسم الفرجاني، إن الإعلام الليبي عليه مسؤوليات تاريخية لضمان مرور المرحلة الانتقالية بداية من نشر الوعي وصولا إلى حث الليبيين على دعم استقرار بلادهم.
و تابع الفرجاني في حديثه لـ"العين الإخبارية" كل الخيارات مفتوحة الآن أمام الكتاب الوطنيين و الصحفيين المهنيين للمساعدة في انتشال البلاد من الفوضى و السير بها في اتجاه الوحدة الوطنية.
وطالب المحلل السياسي الليبي بضرورة توجيه خطاب مؤسسة الإعلام الليبية اتجاه المصالحة الوطنية والابتعاد عن كل ما من شأنه إرباك عمل المجلس الرئاسي الجديد.
وطالب الفرجاني وسائل الإعلام الليبية بالابتعاد عن الخطاب الإعلامي المبهم الذي يخدم أطرافا خارجية لا تهتم إلا بمصالحها بعيدا عن مصلحة ليبيا.
بدوره، يرى المحلل السياسي الليبي حسن محمد حسن أن المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لبناء ليبيا وتوحيدها تحت راية واحدة.
وأضاف الأكاديمي الليبي أن للإعلام دورا هاما في توعوية الليبيين، مشيراً إلى أن أغلب القنوات التلفزيونية تتبع جهات خاصة أو أحزابا أو نخبا طامحة
وأكد حسن "أن مصير الشعب الليبي متوقف على حسن اختياره ودعمه لجهود المؤسسات الموحدة وعلى رأسها الإعلامية التي عانت لقرابة العقد من الانقسام والتبعية لجهات غير مسؤولة.
واختتم حسن بأن الواجب الوطني يقتضي على الجهات السيادية القادمة إيقاف كل وسائل الإعلام التي تكرس وتدعم الفوضى ووجود التشكيلات الخارجة عن سلطة الدولة الليبية.
أداة بناء
من جانبه، قال حاتم الخضر، الناشط السياسي والمهتم بالشأن العام، إن أجهزة المجلس الرئاسي الجديد يجب أن تضبط الإعلام الليبي وتوجهه في طريق البناء والاستقرار.
وأضاف الخضر أن الاعلام هو السلطة الأولى التي يجب أن تكون أداة بناء و ليس معول هدم عن طريق الدعوة إلى الإصلاح و التسامح وبناء الدولة الديمقراطية.
و طالب الخضر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتبني قرار يلزم الجهات الإعلامية بالخطاب التوافقي حتى تستقر أحوال البلاد وتنطلق في انتخابات رئاسية و برلمانية في موعدها المحدد.
ويعاني الصحفيون بما فيهم الأجانب، من مضايقات من قبل المليشيات الليبية تنوعت ما بين الملاحقات القضائية، والتهديد والمنع من العمل، والاعتقال التعسفي، ووصلت إلى 35 حالة في طرابلس.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز