تطور جديد في قضية "وريث سامسونج".. إفراج مشروط يثير الجدل
أعلنت وزارة العدل الكورية الجنوبية، الإثنين، عن الإفراج بشكل مشروط عن وريث مجموعة سامسونج "لي جيه-يونج" المسجون حاليا.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن وزير العدل بارك بوم-جيه، أن نائب رئيس شركة "سامسونج للإلكترونيات"، سيكون من بين 810 سجناء سيتم منحهم الإفراج المشروط في الساعة العاشرة من صباح الجمعة المقبل، احتفالا بيوم التحرير الوطني الذي يصادف 15 أغسطس/آب الجاري.
رشوة الرئيسة السابقة
ويقضي "لي" عقوبة بالسجن منذ أن حكمت عليه محكمة سول للاستئناف بالسجن لمدة عامين ونصف العام في 18 يناير/كانون الثاني، في إعادة محاكمته في قضية رشوة تتعلق بالرئيسة السابقة "بارك كون-هيه".
وقال وزير العدل، إن الوزارة راعت "الوضع الاقتصادي للبلاد، وظروف الاقتصاد العالمي وسط تفشي جائحة كورونا" في اتخاذها هذا القرار، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية.
العودة للمنصب
ولن يتمكن "لي" من العودة فورا إلى موقعه في مجموعة" سامسونج"، لأن "قانون العقوبة المشددة على جرائم اقتصادية معينة" يمنع المدانين بالاختلاس، أو خيانة الأمانة في مبالغ تزيد عن 500 مليون وون (436.300 ألف دولار أمريكي) من العمل في الشركات المتعلقة بجرائمهم، أو في أي مؤسسة تتلقى إعانات حكومية.
ويستمر الحظر لخمس سنوات من اليوم الذي يكمل فيه الجاني فترة سجنه.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدر عدد كبير من المجموعات المدنية بيانًا مشتركًا يعارض الإفراج المشروط عن "لي" ويقول إن ذلك سيتعارض مع حملة مكافحة الفساد لحكومة الرئيس مون جيه-إن.
إلا أن استطلاعا للرأي أجري في يوليو/تموز الماضي، أظهر أن الغالبية العظمى، أى أكثر من 70% من 1003 أشخاص شملهم الاستطلاع، قالوا إنهم يؤيدون الإفراج المشروط عن الزعيم الفعلي لمجموعة سامسونج.
وكانت مجموعة سامسونج وغرفة التجارة والصناعة الكورية الجنوبية قد طالبت بمنحه الإفراج المشروط، أو العفو الرئاسي لمساعدته في التركيز على إدارة أكبر تكتل تجاري في البلاد.
التكتل العائلي الأكبر
وتعمل سامسونج – التكتل العائلي الأكبر في كوريا الجنوبية – في كل شيء من الإلكترونيات والمتنزهات إلى التأمين على الحياة.
وكانت أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم لعدة سنوات، وهي المورد الرئيسي لرقاقات الذاكرة والشاشات للمنافسين.
القائد الفعلي
وكان لي القائد الفعلي للشركة منذ أن أصيب والده بغيبوبة في عام 2014، وتوفي في العام الماضي، وتمثل دور وريث سامسونج في توجيه المشاريع الجديدة.
كما كان لنائب الرئيس يد في صفقات كبيرة في الشركة، مثل الاستحواذ على شركة Harman International بقيمة 8 مليارات دولار، وهي شركة أمريكية تصنع أنظمة المعلومات والترفيه والسلامة والأمن للسيارات.
وأدين والد لي، الرئيس السابق لشركة سامسونج، بالرشوة والتهرب الضريبي، لكنه تجنب السجن وحصل على عفو رئاسي.
أكبر ضريبة للتركة في العالم
وسدد ورثة رئيس شركة سامسونج 10.8 مليار دولار كضرائب تركات، وهي القيمة التي تعد من أكبر الضرائب التي يتم دفعها في كوريا والعالم.
وفي نهاية أبريل/نيسان الماضي، قال ورثة لي كون هي، رئيس مجلس إدارة شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة سامسونج إلكترونيكس الذي توفي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن ضرائب التركات ستصل إلى أكثر من نصف قيمة أصول رئيس مجلس الإدارة الراحل.
وذكرت عائلة لي في بيان، وزعته شركة سامسونج، أن قيمة الضرائب المقررة على تركة لي تعادل ثلاثة أو أربعة أمثال إجمالي حصيلة الضرائب العقارية في كوريا الجنوبية عام 2020.
وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء أن الضرائب المستحقة على تركة لي ستكون الأكبر في تاريخ كوريا الجنوبية.
6 أقساط
وقالت عائلة لي إنها ستدفع هذه الضرائب على 6 أقساط على مدى 5 سنوات اعتبارا من شهر أبريل/نيسان الماضي.
وأضافت: "هذا واجبنا المدني ومسؤوليتنا لدفع كل الضرائب".
كما قال ورثة "لي"، إنهم يتبرعون بتريليون وون "للجهود الرامية إلى المساهمة في التغلب على الأمراض المعدية وسرطان الأطفال" إلى جانب حوالي 23 ألف قطعة فنية تضم أعمالا لرسامين كبار مثل بابلو بيكاسو وكلود مونيه ومارك شاجال.
يذكر أن لي الذي كان أغنى شخص في كوريا الجنوبية منذ 2009 ترك زوجة وابنتين وابنا، وتقدر قيمة الأصول التي تركها لي بنحو 25 تريليون وون بحسب وكالة يونهاب.
قفزة في أرباح الربع الأخير
ونهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت "سامسونج تحقيق نتائج قوية خلال الربع الأخير من العام الماضي.
وتوقعت سامسونج، استمرار الطلب القوي على الرقائق الإلكترونية، والهواتف الذكية، في حين قدمت رؤية متحفظة بشأن ما تسمى "الدورة العملاقة" في قطاع رقائق الذاكرة، ويتوقع الكثير من المحللين أن تبدأ خلال العام الجاري.
وقالت الشركة الكورية الجنوبية العملاقة إن صافي أرباحها في الربع الأخير ارتفع بنسبة 26.4% على أساس سنوي، حيث سجلت أعمال الرقائق أداء قويا وسط طلب قوي على الرغم من ضعف الدولار الأمريكي.
وقالت الشركة الرائدة عالميا في تصنيع شرائح الذاكرة والهواتف الذكية، إن صافي دخلها بلغ 6.6 تريليون وون (6 مليارات دولار أمريكي) في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول، مقارنة بـ5.22 تريليون وون في العام السابق.