400 مثقف بمؤتمر الفن في مواجهة التطرف بمكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية تعتمد سنة 2018 عاما لمواجهة الإرهاب والتطرف لدى النشء،
أكد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الفن والثقافة هما حائط الصد الأهم لمواجهة التطرف والإرهاب.
وقال الفقي، في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الفن والأدب لمواجهة التطرف، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية على مدار 3 أيام: "يموج العالم بتيارات الفكر المظلم والمتطرف، التي ينبغي علينا أن نواجهها معاً".
وأضاف أن المكتبة قررت أن يكون عام 2018 هو عام الجدية في مواجهة التطرف، حيث ستوجه المكتبة طاقاتها للشباب والفئات العمرية الأصغر، وستعمل على التواصل مع المؤسسات الدينية بهدف تنظيم زيارات مكثفة وبرامج خاصة لهم في المكتبة، بهدف تقديم برنامج ثقافي تنويري مدروس، يواجه آفة التطرف، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر في المجتمع".
وكشف أن المكتبة بصدد افتتاح متحف للأديان في منطقة حلوان جنوبي القاهرة، مشيرا إلى أن المتحف سيعرض الديانات الفرعونية المختلفة، مرورا بعصر التوحيد على يد إخناتون ثم اليونانية الرومانية والتراث اليهودي ثم العصر القبطي وصولا إلى الدين الإسلامي.
وقال الفقي إن التراث اليهودي في مصر غني وثري ومتنوع، مشيرا إلى أن القاهرة وحدها تضم 9 معابد يهودية صالحة لأداء الشعائر، ولم يتم مهاجمة أي منها خلال أي حرب مع إسرائيل، الأمر الذي يعكس التسامح لدى المصريين.
وكشف أن المكتبة ستعتمد عام 2018 عاما لمواجهة الإرهاب والتطرف لدى النشء، عبر استضافة الأطفال من سن 10 إلى 18 عاما لتعريفهم بالحضارات والثقافات المختلفة، وعرض مسرحيات لهم، وإقامة معارض فنية مختلفة لتنمية الحس الجمالي لديهم وقتل أي ميول ظلامية.
وعلى هامش المؤتمر الدولي الـ4 لمواجهة التطرف، افتتح الفقي معرض "المشترك.. العرب وأوروبا" ببهو المكتبة الرئيسي، بحضور محافظ الإسكندرية محمد سلطان، ورئيس المنظمة الأوروبية للمتاحف لويس رابوزو، ورئيس المنظمة العربية للمتاحف أسامة عبدالوارث، وأمين المنظمة العربية للمتاحف الشرق دهمالي.
يضم المعرض لوحات لأهم القطع الفنية التي تمزج الحضارة العربية والغربية من مختلف متاحف العالم، وقطعا فنية من مجموعات خاصة ومن متحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، وصورا لقطع فنية منتقاة من المتاحف العربية والإسلامية، فضلاً عن مجموعة مختارة من الكتب النادرة من مقتنيات مكتبة الإسكندرية ومتحف المخطوطات، منها: كتاب وصف مصر الفرنسي، ومخطوطات الأناجيل الأربعة، وكتاب الحشائش الذي يعتبر أهم المصادر القديمة للمصطلحات التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم في علم النبات، فضلاً عن بردية مكتبة إسكندرية القديمة وهي نسخة طبق الأصل من البردية التي يعتقد أنها الأثر الوحيد الباقي من مكتبة الإسكندرية القديمة.
وأكد القفي، في كلمته في البهو الرئيسي للمكتبة، أن "المعرض يهدف إلى تطوير الروابط والعلاقات الثقافية مع المتاحف العربية والأوروبية في جميع أنحاء العالم، وتكمن أهمية مثل هذا النوع من المعارض في إرساء التواصل وبناء علاقة مباشرة مع المتاحف، من خلال عرض القطع المختلفة، إضافة إلى تحفيز الشباب للحفاظ على التراث والتاريخ العربي والإسلامي".
وصرح د.خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، بأن المعرض يهدف إلى البحث عن المشترك عبر العصور والتأثيرات المتبادلة بين العرب وأوروبا من خلال القطع الفنية المحفوظة بالمتاحف المختلفة، يضم المعرض عددا من اللوحات التي تحتوي على العديد من القطع الفنية والمحفوظة بالمتاحف، والتي يوجد بها تأثيرات مشتركة، سواء عربية أو أوروبية"، وأكد أن المكتبة حرصت على طباعة تلك اللوحات في كتالوج خاص".