مؤتمر "ريوايرد إكس" بالإمارات.. نقطة انطلاق لـ"تعليم ما بعد كورونا"
انطلقت فعاليات مؤتمر ريوايرد إكس (RewirEdX) الدولي حول التعليم، الثلاثاء، بمشاركة قادة وممارسي التعليم من جميع أنحاء العالم.
ويقام المؤتمر افتراضياً يومي 15 و16 ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو ثمرة تعاون بين دبي العطاء وإكسبو 2020 دبي، بالتنسيق الوثيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ويضم مؤتمر ريوايرد إكس وزراء التعليم ومتحدثين بارزين وممثلين عن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والأوساط الأكاديمية، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعين العام والخاص من جميع أنحاء العالم.
ويتحدث خلال المؤتمر ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، وجميلة بنت سالم مصبح المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام في الإمارات، بالإضافة إلى وزير الدولة البريطاني جيمس كليفرلي، والمديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف هينريتا فور، والمدير العام لرئاسة مجلس الوزراء في الإمارات عبدالله ناصر لوتاه، والمدير التنفيذي لدبي العطاء، طارق القرق.
ويشارك في الحدث العالمي وزراء التعليم في: السعودية، إيطاليا، السودان، كمبوديا، إكوادور، سيراليون، كينيا، بالإضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردن براون، ورئيسة وزراء أستراليا السابقة جوليا جيرالد، وشخصيات نافذة في مؤسسات دولية مثل البنك الدولي واليونيسيف واليونسكو وغيرها.
وتحدث جوردون براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالتعليم العالمي، عن صدمته بمستوى التنسيق المتدني خلال العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: " أدهشني مستوى التنسيق المتدني على الرغم من المبادرات الاستثنائية التي أطلقتها العديد من الشخصيات والبلدان والمنظمات".
ودعا إلى "تعزيز التعاون الدولي على مستوى الحكومات خلال العام المقبل".
وسلط براون الضوء على التوقعات بتكبّد ميزانيات التعليم خسائر بقيمة 150 مليار خلال العام المقبل، وأشار إلى الحاجة لاعتماد التمويل المبتكر ومتعدد الأطراف كبديل عن التمويل الثنائي.
كما علّق على دور مجموعة العشرين في إلزام قادة العالم بالعمل على جعل العالم أكثر ترابطاً.
وقال: "نحن بحاجة إلى التزام قادة العالم بإطلاق مبادرات التعافي. وينبغي أن تشكّل مركزية التعليم جزءاً أساسياً من المبادرات العالمية، إذ يفتح التعليم الباب أمام العناية بالصحة وتمكين المساواة بين الجنسين وتحقيق التنمية المستدامة وإتاحة فرص العمل. لذلك، لا بدّ لنا من تركيز جهودنا في هذا الإطار".
وأضاف: "يوجد ما يقارب 800 مليون شخص يفتقرون للتعليم، وينبغي إنشاء صندوق لتمويل إجراءات التعافي".
وفي كلمته، أكد نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار في السعودية، الدكتور محمد بن أحمد السديري، أن أحداً لم يتوقع حدوث أزمة عالمية كجائحة كورونا تتسبب في ترك 1.6 مليون طالب لمدارسهم.
وأضاف: واجهنا تحديات كثيرة في التعليم العام لكن ما نتج عن تلك التحديات كان رائعاً، منها في السعودية منصة (مدرستي) وشهدنا تقديم بعض الطلاب والمعلمين حلولاً جميلة وتكيفاً سريعاً مع التكنولوجيا".
ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية استثمرت في مجالي التعليم والصحة للخروج من هذه الجائحة أكثر قوة، مشيراً إلى القدرات البشرية الإبداعية بالمملكة "التي تمكننا من التغلب على جميع الصعوبات".
وتابع: "نجتمع اليوم عن بُعد نتيجة لابتكار وإبداع البشرية، غير إن الاتصال الإلكتروني ليس الطريقة الوحيدة للتعليم".
وأوضح: "لدينا 25 قناة تلفزيونية في السعودية وهذا مثال جيّد للدول التي تواجه ضعف الاتصال بالإنترنت حيث يمكنها تجاوز هذا العائق".
من جانبها، أعربت وزيرة التعليم الإيطالية، لوتشيا أتسولينا، عن سعادتها الغامرة للمشاركة في هذا اللقاء الذي يركز على التعليم والمساهمة في تحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع.
وأكدت أتسولينا أن إيطاليا تؤمن بشدة بأن الاستثمار في جودة التعليم هو أحد المحاور من أجل النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، لافتة إلى أن جائحة كورونا يمكن اعتبارها فرصة لإعادة تعريف أنظمتنا التعليمية وجعلها أكثر قدرة على الصمود ومواجهة تحديات المستقبل.
وأضافت: "ساهمنا الشهر الماضي في الفكر العالمي بشأن ضمان استمرارية التعليم والصمود وتعافي الاقتصاد والمجتمعات، وستستفيد إيطاليا من جميع الفرص لمواصلة دعم المعرفة والمشاركة بشأن التعليم".
بدورها، أبدت هنرييتا فور، المدير التنفيذي لليونيسيف، في كلمتها، شعورها بالصدمة "جراء انعدام المساواة في فرص التعليم حول العالم".
وقالت فور: "شهدنا تكاتفاً عالمياً بين المعلمين وأولياء الأمور والتلاميذ للتعليم في ظل كورونا، وكانت هناك مقاربات مبتكرة لتخطي عقبات فرضها الوباء أمام التعليم الحضوري".
وأضافت: "أتاحت جائحة كورونا للجميع إتقان أساليب مختلفة للتعليم فالأهل والإخوة وكل أفراد العائلة كان عليهم ممارسة دور المعلم، لكن ذلك لم يكن كافياً. وهناك تحد حقيقي أمام العالم لتخطي التأخر في التحصيل العلمي الذي سببه فيروس كورونا، لذا علينا التكاتف لسد الفجوة التي أحدثها كوفيد- 19 وتوفير التعليم للجميع".
وقالت رئيسة وزراء أستراليا السابقة، جوليا جيلارد، إن دولا عديدة أولت اهتماماً خاصاً بالأطفال المهمشين والمدارس بعد جائحة كورونا بعد أن تعلمت الدرس من مرض "إيبولا".
وأكدت أن التعليم يجب أن يسير كنظام متكامل ومن المهم للغاية التعاون معاً عالمياً للنهوض به، لافتة إلى أن إحصائيات منظمة اليونسكو تخبرنا بأن واحداً من بين كل 10 طلاب فقط يمكنه الوصول إلى الإنترنت.
ويجتمع قادة التعليم العالمي والمتحدثون معًا للتمعن في الدروس المستفادة هذا العام إلى جانب تسليط الضوء على الواقع الجديد الذي يتبع عالم ما بعد جائحة كوفيد-19 في مجال التعليم والتعلم.
وتركز الجلسات في ريوايرد إكس على تأثير (كوفيد-19) على التعليم في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى إعادة النظر في الافتراضات حول التعلم عن بعد وإغلاق المدارس، وضرورة توفير الاتصال عبر الإنترنت وكذلك آفاق التعليم لعام 2021.
ريوايرد أكس هو واحد من عدة مبادرات أطلقتها ريوايرد، وهي منصة عالمية حول التعليم تم إطلاقها رسميًا في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2020.
وتهدف هذه المنصة لأن تكون حافزًا لإعادة رسم ملامح الحوار العالمي بشأن التعليم لضمان مستقبل مزدهر ومستدام ومبتكر ومتاح للجميع.
ويعقد المؤتمر الافتراضي لهذا العام تمهيداً لقمة ريوايرد في ديسمبر 2021 والتي ستعقد في مركز دبي للمعارض، الذي يقع في موقع إكسبو 2020 دبي.