محتجون يقتحمون مقر البعثة الأممية بالكونغو الديمقراطية
جاء هذا احتجاجا على ما يعتبره السكان "تقاعسا" في وضع حد للمجازر التي ترتكبها مليشيات "تحالف القوى الديمقراطية".
اقتحم سكان غاضبون، اليوم الإثنين، معسكر البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية "مونوسكو" بمدينة بني شرقي البلاد، حيث اندلعت مواجهات مع القوات الكونغولية التي أطلقت الرصاص الحي في محاولة لتفريق المتظاهرين.
ومنذ الخميس الماضي، يندد سكان المدينة بما يعتبرونه "تقاعساً" من جانب الجيش الكونغولي وقوات البعثة الأممية في وضع حد للمجازر التي ترتكبها مليشيات "تحالف القوى الديمقراطية" الأوغندية بحق المدنيين.
و"تحالف القوى الديمقراطية"، مجموعة مسلحة أوغندية، تأسست عام 1995، وهي لاجئة في الكونغو الديمقراطية، ويطلق عليها أيضاً اسم "جيش تحرير أوغندا".
ويجمع هذا التحالف تحت لوائه الحركات المعارضة للرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، بينها: "الحركة الديمقراطية المتحدة"، و"الجيش الوطني لتحرير أوغندا"، و"جيش تحرير أوغندا المسلم"، ويتمركزون في سلسلة جبال "روينزوري" وسط أفريقيا على الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
ووفق إعلام دولي، بلغ الاستياء ذروته في بني، صباح الإثنين، حيث خرج المئات من الأشخاص إلى شوارع المدينة؛ للتعبير عن غضبهم بعد مذبحة جديدة للمليشيا الأوغندية، مساء الأحد، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين.
وبعد إشعال النار في مبنى البلدية، توجه المتظاهرون إلى معسكرين للأمم المتحدة، لكن قوات الأمن الكونغولية أطلقت الذخيرة الحية لاحتواء المحتجين، قبل أن يتمكنوا من اقتحام أحد المعسكرين.
وبحسب المصادر نفسها، حلقت مروحيتان تابعتان للأمم المتحدة فوق المدينة، فيما هبطت اثنتان لفترة وجيزة في أحد المعسكرين اللذين تعرضا للهجوم قبل أن تقلعا من جديد.
"لا يمكن أن تبقى إلى ما لا نهاية"
وفي تصريحات إعلامية، قالت متحدثة باسم البعثة الأممية، مفضلة عدم نشر هويتها، إن "المتظاهرين حطموا الجدران في أحد مكاتبنا، كما هاجموا منازل موظفين أمميين ونهبوها"، مشيرة إلى وجود إطلاق نار رداً على القوات الكونغولية.
وقبل مهاجمة معسكرات الأمم المتحدة المتواجدة على مقربة من بعضها البعض، أشعل السكان الغاضبون النار في قاعة بلدية بيني، في الطرف الآخر من المدينة، ما تسبب في إحراقها جزئياً.
وتعقيباً على الموضوع، قالت رئيس البرلمان الكونغولي، جانين مابوندا، إنه "لا يمكن للمونوسكو أن تبقى بلا نهاية" في البلاد.
وقالت في تصريحات نقلها إعلام فرنسي: "هناك شعور بالقلق من وجود وتكلفة مونوسكو في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والنتائج التي تم الحصول عليها".
ولفتت إلى أنه من "الشرعي أن يتساءل الناس عن سبب استمرار هذه البعثة في البلاد".
وإجمالاً، قتل 77 مدنياً منذ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في بني وضواحيها (شمال كيفو)، وفق أحدث إحصائيات مقياس الأمن في كيفو التابع لمجموعة دراسة الكونغو، في هجمات يقول خبراء إنها جاءت انتقامية من طرف المليشيا الأوغندية عقب العمليات العسكرية التي أعلنها الجيش الكونغولي ضد قواعدها في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.