كونغوليون من جنوب كيفو إلى بوروندي.. "لاجئون ترانزيت"
اللاجئون عبروا بحيرة "تنجانيقا" على متن عبارات متهالكة حاملين معهم حقائب صغيرة وألواحا شمسية ودلاء للاستفادة منها في وجهتهم المؤقتة.
نحو 3 آلاف و500 كونغولي فروا من محافظة جنوب كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية، هاربين من أتون المعارك المستعرة بين الجيش والمتمردين، بحثا عن لجوء مؤقت في بوروندي.
لاجئون "ترانزيت"
معظم هؤلاء اللاجئين عبروا بحيرة "تنجانيقا" على متن عبارات متهالكة، حاملين معهم حقائب صغيرة وألواحا شمسية وكراسي ودلاء بلاستيكية للاستفادة منها في وجهتهم المؤقتة.
لاجئون "ترانزيت" يدركون جيدا أن بوروندي المهتزة بدورها على وقع أزمة سياسية وأمنية خانقة، منذ إبريل/نيسان 2015، لن توفر لهم ملجأ آمنا، ولذلك يقصدونها على أمل العبور منها إلى مكان أكثر استقرارا.
ومنذ إبريل/نيسان 2015، فجر إعلان الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، الترشح لولاية رئاسية ثالثة غير دستورية، أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحى أمنيا.
ورغم إعادة انتخاب نكورونزيزا، إلا أن الأزمة لم تسفر حتى اليوم عن انفراجة تذكر، حيث تتواصل المجازر وأعمال العنف، ما فاقم من الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
عملية أمنية أطلقتها القوات الكونغولية، مؤخرا، لمطاردة مليشيا "ياكوتومبا" المتمردة والناشطة في جنوب كيفو شرقي البلاد، ما حول المحافظة والمناطق المحيطة بها إلى ساحة معارك أجبرت السكان على عبور بحيرة "تنجانيقا" بحثا عن ملجأ في بوروندي المجاورة.
ووفق قائد العمليات العسكرية بالمنطقة، وشهادات نقلتها وسائل إعلام فرنسية، عن هؤلاء اللاجئين، فإن الجيش الكونغولي يقود، منذ أيام، عملية أمنية ضد مليشيا "ياكوتومبا"، في منطقة فيزي القريبة من بحيرة تنجانيقا.
من جانبها، قالت الشرطة البوروندية، عبر موقعها الرسمي على الإنترنيت، إن اللاجئين الكونغوليين وصلوا محافظتي "ماكامبا" و"رومونجي" جنوبي البلاد، مشيرة أن تدفق اللاجئين لا يزال مستمرا.
معارك ذات أولوية
قائد العمليات العسكرية الكونغولية في جنوب كيف، الجنرال ياف فيلمون، قال في تصريحات إعلامية، إن جيش بلاده "أطلق، الأحد الماضي، هجوما واسعا لطرد مليشيا ياكوتومبا وحلفائها من المواقع التي يسيطرون عليها (منذ أشهر) في إقليم فيزي والمناطق المحيطة به".
وفيما يتعلق بموجة اللجوء التي تسببت فيها العملية العسكرية، لفت ضابط عسكري كونغولي، في تصريح إعلامي دون الكشف عن هويته، أنه على علم بـ"آلاف الكونغوليين الذين وجدوا ملجأ لهم في بوروندي وتنزانيا".
ونهاية سبتمبر/أيلول الماضي، شن متمردو "ياكوتومبا" هجوما استهدف مدينة "أوفيرا" بمحافظة جنوب كيفو، ما استدعى تدخل الجيش.
وتشكلت المليشيا في 2007 على يد مقاتلين محليين يرفضون الانضمام للجيش، ويديرون شبكات لتهريب الذهب عبر بحيرة "تنجانيقا".
وفي 18 يناير/كانون الثاني الجاري، نصب المتمردون كمينا استهدف قافلة الجنرال فيلمون في فيزي، وفق مصدر عسكري محلي.
وقال وزير الدفاع الكونغولي، إن "الحرب" ضد متمردي "ياكوتومبا" تعد من أولويات الجيش شرقي البلاد، علاوة على الحرب التي يخوضها ضد المتمردين الأوغنديين التابعين لـ"تحالف القوى الديمقراطية"، الناشط في محافظة شمال كيفو.
وكثف المتمردون الأوغنديون مؤخرا من هجماتهم ضد المدنيين ومواقع الجيش، ويعتقد أنهم وراء الهجوم الذي استهدف، أواخر ديسمبر/كانون أول الماضي، قاعدة "سيموليكي" التابعة للبعثة الأممية بمنطقة "بيني" (شرق)، وأسفر عن مقتل 14 جنديا أمميا.
و"تحالف القوى الديمقراطية" هو مجموعة أوغندية مسلحة تأسّست في 1995 في الكونغو الديمقراطية، ويطلق عليها أيضا، اسم: جيش تحرير أوغندا.
ويضم التحالف الحركات المعارضة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، بينها "الحركة الديمقراطية المتحدة" و"الجيش الوطني لتحرير أوغندا".
aXA6IDE4LjE5MS4zMy4yMCA= جزيرة ام اند امز