زمالات الذكاء الاصطناعي.. تأثير جديد لعمالقة التكنولوجيا على الكونغرس
في تأكيد على تأثير عمالقة التكنولوجيا المتزايد على السياسة الأمريكية، تحدثت تقارير عن أن رواتب موظفي الذكاء الاصطناعي بالكونغرس، تدفع من قبل الكبار في تلك الصناعة، مما أثار القلق.
وقالت مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، إن شركات التكنولوجيا تقوم بتوجيه الأموال إلى منظمة علمية غير ربحية للمساعدة على تمويل زمالات للعاملين في مجال سياسة الذكاء الاصطناعي في مجلس الشيوخ، لينضموا بذلك إلى قائمة من الموظفين الحكوميين في جميع أنحاء البلاد الذين يدفع لهم أصحاب المليارات رواتبهم.
وتُدير «الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم» ما يعرف باسم «مجموعة الاستجابة السريعة» التي تضم زملاء الذكاء الاصطناعي في الكونغرس.
والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم (إيه إيه إيه إس) هي منظمة غير هادفة للربح مقرها واشنطن تعمل بدعم كبير من عمالقة التكنولوجيا مثل: «مايكروسوفت» و«أوبن إيه آي» و«غوغل» و«آي بي إم» و«نفيديا».
وإلى جانب المئات من موظفي الحكومة الممولين، يساعد زملاء «الاستجابة السريعة» في تشكيل كيفية تعامل اللاعبين الرئيسيين في الكونغرس مع النقاش حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، وذلك في الوقت الذي يشكك فيه العديد من الأمريكيين في هذه الصناعة.
قلق من قضية التمويل
وتثير قضية تمويل موظفي الذكاء الاصطناعي قلق بعض خبراء التكنولوجيا، الذين يخشون احتمال أن تؤدي إلى صرف انتباه الكونغرس عن القواعد التي من شأنها حماية الجمهور من أنظمة الذكاء الاصطناعي المتحيزة أو التمييزية أو غير الدقيقة.
وقالت سارة مايرز ويست، المستشارة الأولى السابقة لسياسة الذكاء الاصطناعي في لجنة التجارة الاتحادية والإدارة: «تمتلك شركات التكنولوجيا قدرًا غير مسبوق من رأس المال ولديها سجل طويل في استخدامه لمحاولة استقطاب الملعب لصالحها».
ومع ذلك تؤكد الشركات المعنية أنها لا تلعب دورًا في التوظيف لأن المنظمات غير الربحية هي التي تختار المؤهلين، في المقابل يقول البعض في الكونغرس إن الزملاء المرتبطين بالصناعة يملؤون الفراغ الناجم عن الانخفاض الحاد في المعرفة التقنية المؤسسية.
الزمالة الخارجية
وقبل عدة سنوات عندما بدأ أعضاء الكونغرس الضغط من أجل وضع قواعد لكبح جماح عمالقة التكنولوجيا في وادي السيليكون، وجدوا نقصا في الخبرة التقنية داخل الكونغرس وفي تمويل موظفي السياسة الدائمين ومن هنا ظهرت برامج الزمالة الخارجية.
وبفضل «جنون الذكاء الاصطناعي»، إضافة وفي الوقت الذي يجري فيه البحث عن موظفين يمكنهم فهم التكنولوجيا سريعة التطور، ظهرت زمالات تقنية جديدة.
لكن السرعة التي تطورت بها والاهتمام القوي الذي تحظى به في وادي السيليكون هما ما يثير التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزمالات أقرب إلى حملة ضغط صناعية من كونها مصدرًا للخبرة النزيهة.
وزمالة الذكاء الاصطناعي الجديدة صممها كريغ موندي، المدير التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت والذي لا يزال يقدم المشورة لرئيسها التنفيذي كما يعمل كمستشار استراتيجي لشركة «أوبن إيه آي» الشهيرة للذكاء الاصطناعي.
وقال موندي لـ«بوليتيكو» إنه ساعد على تأمين التمويل لبرنامج الزمالة من «أصدقائه الذين يديرون شركات التكنولوجيا».
وقالت جوليا ماكنزي، كبيرة مسؤولي البرامج في( AAA)، إنه لم يُسمح لأي من شركات الذكاء الاصطناعي التي تمول الزمالة بالتأثير على اختيار الزملاء أو المكاتب التي يعينون فيها.
وأوضحت الجمعية أن الأموال الواردة من شركات الذكاء الاصطناعي تشكل ما يقرب من 35% من تمويل الزمالة الجديدة، بينما يأتي الباقي من المؤسسات والمنظمات غير الربحية والمانحين الأفراد، لكن بعض هذه المنظمات لها أيضًا علاقات مهمة مع صناعة التكنولوجيا.
وقال تيم ستريتون، مدير مبادرة مراقبة الكونغرس إن «وجود موظفين يعملون في مكاتب تنتج تشريعات تفيد - على نحو مباشر أو غير مباشر - الشركات أو الصناعة التي تمول هؤلاء الموظفين يعد تضاربًا في المصالح».
وتساءل زاك جريفز، المدير التنفيذي في مؤسسة الابتكار الأمريكي، قائلا: هل هذا غير قانوني؟ ربما لا... هل هذا غير أخلاقي؟ بكل تأكيد.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز