سياسة
التصويت الأخير.. "المحافظين" يحسم هوية المرشحَين الاثنين لخلافة جونسون
عملية تصويت أخيرة يجريها حزب المحافظين البريطانيين، الأربعاء، لاختيار المرشحين اللذين سيخوضان معركة خلافة رئيس الحكومة المستقيل.
وتسعى وزيرة الخارجية ليز تراس ووزيرة الدولة لشؤون التجارة الخارجية بيني موردنت لانتزاع بطاقة الترشحّ الثانية بعدما بدت الأولى محسومة لوزير المالية السابق ريشي سوناك.
وكان سوناك الثلاثاء، على مسافة صوتين من حسم بطاقة ترشّحه للتصويت النهائي، لكن الصراع على البطاقة الثانية كان محتدما بعدما انتزعت تراس 5 أصوات إضافية وحلّت خلف موردنت بفارق 6 أصوات فقط.
وكانت استقالة سوناك قد سرعت سقوط بوريس جونسون، لكن فوزه في التصويت النهائي غير محسوم. وستجرى المنافسة المباشرة عبر اقتراع أعضاء حزب المحافظين تعلن نتيجته في 5 سبتمبر/أيلول.
وبعد تضييق السباق، عززت تراس حصتها بـ15 صوتًا إضافيا لتملك الآن 86 صوتا وزادت موردنت حصتها بمقدار 10 لتملك 92، في حين حصل سوناك على 3 أصوات إضافية ليكون كم أصواته 118، وهو رقم أقل بصوتين من حسم بطاقة ترشحه للتصويت النهائي.
وسيعلن، الأربعاء، اسمي المرشحين اللذين سيخوضان السباق النهائي الذي سيحسم فيه اقتراع أعضاء الحزب هوية الزعيم الجديد للمحافظين ورئيس الحكومة، في الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل.
نتائج حاسمة
وتشير نتائج تصويت، الثلاثاء، إلى أن بريطانيا ستحظى إما بأول رئيس للوزراء من أصول آسيوية وإما بثالث رئيسة للحكومة في تاريخها. وكانت استقالة سوناك قد سرّعت سقوط بوريس جونسون، لكن فوزه في التصويت النهائي غير محسوم.
وتراجعت حظوظ موردنت التي كانت في مراحل سابقة المرشحة المفضلة، وسط توقعات بأن تحظى تراس بدعم الأعضاء اليمينيين في الحزب على أثر استبعاد ممثلتهم وزيرة الدولة السابقة لشؤون المساواة كيمي بادينوك، الثلاثاء، من السباق.
وفي محاولة لإقناع نواب الجناح اليميني بالتصويت لها الأربعاء، كتبت تراس في صحيفة "ديلي تليجراف" أن خطّتها لإنعاش اقتصاد البلاد ستكون "مبنية على خفض الضرائب وإزالة القيود والإصلاحات الصارمة".
واتّهم الوزير السابق ديفيد ديفيس المؤيد لموردنت، سوناك بتجيير أصوات لتراس لمواجهتها في التصويت النهائي، مشيرًا في تصريح لمحطة "إل.إبي.سي" الإذاعية إلى أن سوناك "يريد مقارعة ليز لأنها ستخسر المناظرة معه".
الأقل شعبية
وأشار استطلاع لمركز يوغوف نشر قبل التصويت إلى أن سوناك وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها لدى نواب الحزب، هو المرشح الأقل شعبية بين أعضائه.
وتعتزم محطة "بي.بي.سي" تنظيم مناظرة تلفزيونية الإثنين بين المرشحين اللذين سيخوضان السباق النهائي، وقد وافق كل من لا يزال في السباق على المشاركة فيه. وبحسب الاستطلاعات فاز سوناك في المناظرتين السابقتين.
لكن شعبيته لدى أعضاء الحزب تتلاشى منذ أن طُرحت تساؤلات حول ترتيبات ضريبية لعائلته، وتسارع التضخم الذي ارتفع الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ أربعين عاما ليبلغ 9,4 بالمئة، خلال فترة توليه حقيبة المالية.
وفي معرض إعلانه عن توجّهاته السياسية الجديدة، تعهّد سوناك وضع "خطة طموحة جديدة لضمان استقلالية المملكة المتحدة على صعيد الطاقة" بحلول العام 2045 لتجنّب أي تسارع للتضخم في المستقبل على صلة بملف الطاقة، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود.
وسبق أن تصدّرت موردنت استطلاعا أجراه مركز يوغوف في صفوف أعضاء الحزب، لكن شعبية موردنت لدى الحزبيين تراجعت وتقدّمت عليها تراس، على خلفية انتقادات وجّهها مديرها السابق ديفيد فروست، وزير الدولة السابق لشؤون بريكست، لأخلاقياتها المهنية.
وفي السابع من يوليو/تموز الجاري، أعلن جونسون تنحيه من زعامة حزب المحافظين بعد تمرّد داخل فريقه الحكومي احتجاجا على الفضائح التي طالته.
النظام البرلماني
وينص النظام البرلماني المعتمد في بريطانيا على تولي زعيم أكبر حزب ممثّل في البرلمان رئاسة الحكومة، وعلى إمكان استبداله قبل انتهاء الولاية من دون الدعوة لانتخابات عامة.
وجونسون الذي ترأس الثلاثاء آخر اجتماع للحكومة وحضر الأربعاء آخر جلسة مساءلة أسبوعية في البرلمان، باق في المنصب حتى انتخاب خلف له.
وحضّ جونسون خليفته على "الحفاظ على التقارب مع الأميركيين، ودعم الأوكرانيين والحرية والديموقراطية في كل مكان"، وأيضا "خفض الضرائب وإزالة القيود حيث أمكن".
وكان زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر قد وجّه انتقادات للرؤى الاقتصادية للمرشحين المحافظين قبل تركيز انتقاداته على جونسون.
وقال خلال مقابلة عبر الإنترنت أجراها معه أليستر كامبل المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء العمالي الأسبق توني بلير إن جونسون "مخادع ... اكتُشف أمره على ما أعتقد".
ووجّه ستارمر انتقادات لجونسون على خلفية فضيحة الحفلات في مقر رئاسة الحكومة والتي فُرضت عليه غرامة بسببها لخرقه قواعد احتواء كوفيد. وتابع: "لم يقتصر الأمر على خرقه القواعد، بل أغضب لاحقا الشعب بحججه السخيفة".
وشدد على أن تنحيه يصب في "مصلحة البلاد"، مشيرا إلى أن هذا الأمر عكسه الرأي العام في الانتخابات المحلية الأخيرة التي خسر فيها المحافظون مئات المقاعد البلدية.
وقال ستارمر: "هناك إدراك عام بأن هذا الشخص يخادع وإذا لجأ إلى الخداع بشأن (فضيحة الحفلات) فمن المرجّح أن يخادع بشأن أي شيء".
ووفقا لتقرير لصحيفة "ديلي ميل" فقد حذرت تراس سوناك من الدخول في "صفقات قذرة". وأشار استطلاع لمركز يوجوف نشر قبل التصويت إلى أن سوناك وعلى الرغم من الشعبية التي يحظى بها لدى نواب الحزب، هو المرشح الأقل شعبية بين أعضائه.
وكان سوناك قد تعهد بوضع "خطة طموحة جديدة لضمان استقلالية المملكة المتحدة على صعيد الطاقة" بحلول العام 2045 لتجنب أي تسارع للتضخم في المستقبل على صلة بملف الطاقة، بعدما أدت العملية الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود.
aXA6IDE4LjExNi44NS4xMDgg جزيرة ام اند امز US