مشروع غاز ضخم يشق 4 دول آسيوية كبرى بعد غياب 33 عاما.. كابول وعشق آباد يحتفلان
احتفلت كابول وعشق آباد باستكمال البناء على الجانب التركماني لخط أنابيب الغاز "تابي" الذي يعبر تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند،
وبدء أعمال إنشائه على الأراضي الأفغانية.
وسيسمح هذا المشروع الضخم الذي تبلغ قيمته ما لا يقل عن 10 مليارات دولار، باستخراج قرابة 33 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي كل عام من حقل غالكينيش (جنوب غرب تركمانستان) الذي يُعد أحد أكبر الحقول في العالم والأول من حيث الاحتياطات.
وتأخرت ورشة بناء "تابي" الذي تم التخطيط له في العام 1990، مرات عدة بسبب مشكلات أمنية في أفغانستان التي دمرتها الحرب، وانعدام الأمن الإقليمي والتوترات بين الدول الشريكة.
وسيمر الغاز في خط أنابيب بطول 1800 كيلومتر يعبر أفغانستان بما يشمل هرات وقندهار في الجنوب، قبل الوصول إلى ولاية بلوشستان المضطربة في باكستان ومنها إلى المحطة النهائية في فاضلكه في ولاية البنجاب الهندية.
وقال رئيس تركمانستان سردار برديمحمدوف خلال بث مباشر للمراسم التي أقيمت الأربعاء في اسلم حشمة ومثل أفغانستان فيها رئيس وزرائها حسن آخوند، إن "هذا المشروع لن يفيد فقط اقتصادات الدول المشاركة فيه بل أيضا اقتصادات دول المنطقة برمّتها".
وشكل هذا الحدث الذي حضره أيضا العديد من كبار مسؤولي طالبان، فرصة لبدء مشاريع ثنائية عرضت مباشرة عبر الفيديو على شاشة عملاقة، من بينها خط ألياف ضوئية يصل إلى هرات وخط كهرباء وافتتاح جسر للسكك الحديد.
وعلى الجانب التركماني أيضا، أقيمت مراسم متزامنة وُصل خلالها أنبوب خط الغاز الآتي من تركمانستان بذلك الذي يبدأ في القسم الأفغاني في ولاية هرات.
وحضر مسؤولون رفيعو المستوى من البلدين الاحتفال وألقوا كلمات أشادت بالتعاون بين الجانبين.
يوم عطلة
وقال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد "شعبنا يحلم بهذا المشروع منذ 33 عاما. اعتبارا من اليوم سنبدأ (العمل) على تراب أفغانستان".
وهذا أهم مشروع تنموي لسلطات طالبان منذ استيلائها على السلطة في 2021 وانتهاء تمردها الذي استمر عقدين ضد الحكومة المدعومة من الغرب.
وفي ولاية هرات الأفغانية، أعلن الأربعاء يوم عطلة للمناسبة وعُلقت لافتات تشيد بالمشروع في أنحاء العاصمة التي تحمل الاسم نفسه.
ويمنح مشروع خط الأنابيب الحكومة التي لا تعترف بها أي دولة، دورا استراتيجيا في التعاون الإقليمي بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا الذي يشهد أزمة طاقة كبيرة.
وقال الناطق باسم الحكومة الأفغانية لوكالة فرانس برس إن المشروع "سيوفر فرص عمل لحوالى 12 ألف أفغاني" في بلد يعاني البطالة.
وستشتري كل من باكستان والهند 42% من إمدادات الغاز، وأفغانستان 16%، فيما تستفيد كابول من رسوم عبور تقدر بحوالى 500 مليون دولار سنويا وفق وسائل إعلام أفغانية.
وبدأ العمل في الجانب التركمانستاني عام 2015 وكان من المقرر أن يبدأ في أفغانستان عام 2018، لكنه أرجئ مرارا.
ولم يقدم المسؤولون الأفغان ولا التركمان تفاصيل حول التمويل ولا الموعد المتوقع لبدء تشغيل "تابي".
غير أن سوابنيل بابيلي، نائب رئيس شركة البحوث والتحليل Rystad Energy، توقّع المزيد من التأخير "إذ ما زال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، كما أن مسألة التمويل المستقبلي غير واضحة".
وأضاف "نعتقد أنه لن يصبح قيد التشغيل قبل العقد المقبل".
غاز أقل كلفة
وأشار الخبير إلى أنه بالنسبة إلى تركمانستان، يكتسي تابي أهمية كبيرة أيضا"، موضحا أن "البلاد تصدّر الجزء الأكبر من حاجاتها من الغاز إلى الصين، وسعت في السنوات الأخيرة إلى تنويع عملائها".
بالنسبة إلى الدول الشريكة الثلاثة، سيكون لخط أنابيب الغاز ميزة "توصيل الغاز بسعر أرخص من الغاز الطبيعي المسال وضمان عمليات تسليم منتظمة".
ورغم أنها لا تزال ترزح تحت وطأة عقوبات اقتصادية ومالية فرضها الغرب، تحاول أفغانستان حاليا إعادة إطلاق مشاريع طموحة خصوصا في مجال الطاقة والمناجم والبنى التحتية.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز