سلاح القنصليات.. حرب دبلوماسية "باردة" بين واشنطن وبكين
الطلب الأمريكي اعتبرته الصين "استفزازا سياسيا" تمارسه واشنطن من جانب واحد وينتهك القانون الدولي والاتفاق القنصلي الثنائي بين البلدين
بين الغلق والتلويح به للقنصليات الأمريكية والصينية في البلدين، يبدو أن معارك دبلوماسية باردة تطرق أبواب البعثات الدبلوماسية في واشنطن وبكين.
وبنبرة غضب كشفت بكين، الأربعاء، عن تلقيها طلبا أمريكيا "مفاجئا" بإغلاق قنصليتها في مدينة هيوستن، ارتبط بمحاولة قرصنة صينية في الولايات المتحدة.
طلب أمريكي اعتبرته الصين "استفزازا سياسيا" تمارسه واشنطن من جانب واحد وينتهك القانون الدولي والاتفاق القنصلي الثنائي بين البلدين، متعهدة بالرد على التحرك الأمريكي.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاهل التحذيرات الصينية الخميس، مؤكداً عدم استبعاده إغلاق قنصليات صينية أخرى على أراضي بلاده بعد قنصلية هيوستن.
وإلى جانب سفارتها في واشنطن، لدى الصين 5 قنصليات عامة في عدة ولايات ومدن أمريكية، هي: (شيكاغو، ولوس أنجلوس، ونيويورك، وسان فرانسسكو، وهيوستن) قبل طلب واشنطن إغلاق الأخيرة.
وبالمثل، توجد السفارة الأمريكية في بكين بجانب 5 قنصليات عامة لها تنتشر بـ5 مناطق صينية (شينغوا، وغوانزو، وشنغهاي، وشنيانغ، ووهان)، والأخيرة أغلقتها واشنطن مع تصاعد أزمة فيروس كورونا باعتبارها البؤرة الأولى عالميا للوباء.
وبالعودة إلى أزمة القنصلية في هيوستن فإنه بات على 60 موظفاً ودبلوماسياً صينياً مغادرتها وإغلاق أبوابها بعد الطلب الأمريكي.
وبحسب "نيويورك تايمز" فإن مذكرة اعتقال أمريكية صدرت بحق طالبة صينية تدعى (تانغ خوان) لجأت إلى قنصلية سان فرانسيسكو بعد أن اكتشف محققون أمريكيون أنها تنتمي للجيش الصيني ونفذت أمر تفتيش للاستيلاء على أجهزتها الإلكترونية.
واتهم جون سي ديمرز، مساعد المدعي العام للأمن القومي الأمريكي، دبلوماسيين صينيين في بلاده بمساعدة ضباط عسكريين على إخفاء هوياتهم، وفقاً للصحيفة أيضاً.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت السفارة الأمريكية في الصين، نيتها استئناف العمل في قنصليتها بمدينة ووهان التي بدأ منها تفشي فيروس كورونا أواخر 2019.
وشهدت ووهان، التي تقع في وسط الصين ويبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة، غالبية حالات الوفاة بكورونا في البلاد، على الرغم من أن الوباء انحسر هناك وفي أجزاء أخرى من هذا البلد منذ ذلك الحين.
و"كورونا" أحد أضلع مثلث الأزمات الأمريكية الصينية، وكانت شرارته الأولى مع وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "فيروس صيني"، غير أن بكين ردت باتهام مماثل لواشنطن.
ومنذ عام 2018، يتهم ترامب الصين بممارسات تجارية غير عادلة إضافة إلى سرقة الملكية الفكرية الأمريكية، لكن بكين ردت أيضاً بأن الولايات المتحدة تحاول كبح صعودها كقوة اقتصادية عالمية، وفقاً لتقرير نشرته (بي بي سي).
أما الأزمة الثالثة فارتبطت بفرض الصين قانون شامل للأمن القومي في هونج كونج في يونيو/حزيران الماضي، ما دفع واشنطن إلى إلغاء المعاملة الاقتصادية التفضيلية في المنطقة.
ولم يكتفِ ترامب بذلك بل وقع قانوناً لفرض عقوبات على المسؤولين الصينيين الذين اتخذوا إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، وهو ما اعتبرته بكين "تدخلا جسيما" في شؤونها الداخلية ووعدت بأنها سترد.
والخميس وبعد ساعات من إمهال الخارجية الأمريكية بكين 72 ساعة لإغلاق قنصلية هيوستن، قالت وسائل إعلام صينية إنها محاولة لإلقاء اللوم على الصين في إخفاقات الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني.
يذكر أن القرار الأمريكي يمثل تصعيدا كبيرا في التوتر بين أكبر اقتصادين بالعالم في ظل اتهامات جديدة لبكين بالتجسس في الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMy4yNCA= جزيرة ام اند امز