محمد بن زايد يهنّئ عون.. دعم إماراتي متواصل لاستقرار لبنان
في إطار مسار تاريخي متواصل ونهج ثابت لدولة الإمارات بدعم لبنان، جاءت تهنئة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لجوزيف عون بانتخابه رئيساً لبنان، لتتوج العلاقات الأخوية بين البلدين.
علاقات كانت تقف خلالها دولة الإمارات قيادة وشعبا على الدوام مساندة للبنان في المراحل كافة، خصوصا خلال حالات الطوارئ والأزمات، في مواقف مشرفة، سطّرها التاريخ لدولة الإمارات، على مدار العقود الخمسة الماضية.
وانتخب مجلس النواب اللبناني، في جلسته الثانية يوم الخميس، قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، بعد حصوله على 99 صوتا من أصل 128 صوتا، ما ينهي شغورا رئاسيا استمر لأكثر من عامين.
تهنئة ورسائل
وبعد سويعات من الجلسة، هنّأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، جوزيف عون بانتخابه رئيسًا للبنان، مضمنا تهنئته العديد من الرسائل المهمة التي تبرز الحرص على تعزيز التعاون والعلاقات بين البلدين.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس": "أهنّئ فخامة جوزيف عون بانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية الشقيقة".
وأعرب رئيس دولة الإمارات عن تمنياته لعون "بالتوفيق في قيادة لبنان نحو كل ما يحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والازدهار"، معربا عن تطلعه "إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها".
ولطالما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مناسبات عدة وقوف بلاده مع الشعب اللبناني في مختلف الظروف، في رسائل ترجمت عبر محطات عديدة على مر التاريخ، كان أحدثها عبر حملة "الإمارات معك يا لبنان" التي انطلقت قبل 3 أشهر.
وتجاوبا مع ما يمر به لبنان من ظروف صعبة عقب المواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني.
وتنفيذا لتوجيهاته أطلقت دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم "الإمارات معك يا لبنان"، كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.
وأرسلت دولة الإمارات نحو 21 طائرة دعماً للبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها (3 منها إلى سوريا)، بالإضافة إلى باخرتين حملتا 5 آلاف طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.
ودخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد مواجهة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران استمرت منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن تتحول بدءا من سبتمبر/أيلول إلى حرب مدمّرة.
وعلى صعيد جهودها الدبلوماسية لدعم استقرار لبنان، شارك خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، في الاجتماع الاستثنائي الـ(46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشأن الأوضاع في سوريا ولبنان، الذي عُقد 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي في دولة الكويت.
وأكد البيان الصادر عن المجلس دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وإدانة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مشددا على ضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان خاصة القرار 1701، واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في هذا البلد وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا، وبسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.
دعم إنساني ودبلوماسي تؤكد عبره دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا استمرارها في تقديم كل الدعم الإغاثي اللازم إلى الشعب اللبناني، بما يُجسد قيم التآزر والتضامن والتعاضد والتعاون التي يتصف بها المجتمع الإماراتي الأصيل في كل الأوقات والظروف مع مختلف المجتمعات والشعوب المتأثرة التي تواجه الكوارث والأزمات أو تعاني من الحروب والصراعات.
دعم تاريخي
ويسجل التاريخ لدولة الإمارات، مواقف مشرفة مساندة للبنان منذ عام 1974، حيث منح المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبنان مبلغا قدره 150 مليون دولار لتمويل مشروع الليطاني.
وعقب انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات الهادفة إلى ترسيخ السلم الأهلي في لبنان، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره حيث قدمت الإمارات هبات وقروضا مالية للحكومة اللبنانية، لتمويل العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات.
وفي أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، أعلنت الإمارات في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2001، عن تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.
ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير/كانون الثاني 2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذا لمقررات مؤتمر "باريس-2"، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.
أيضا في عام 2006، كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر/إيلول من العام ذاته "المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان"، الذي لم يوفر جهدا أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.
وعندما اجتاحت جائحة كورونا "كوفيد-19" العالم عام 2020، بادرت الإمارات بتقديم مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طنا من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، عبر توفير أدوات الحماية الشخصية والوقائية، وأجهزة تشخيص "كوفيد-19"، وكذلك دعم الإجراءات الاحترازية الوقائية.
كما أنشأت "مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي- اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا" بصفته مستشفى ميدانيا متخصصا للتعامل مع المصابين، بقدرة استيعابية تبلغ نحو 80 سريرا مزودا بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
وبعد تعرض لبنان لإحدى أكبر الكوارث الإنسانية التي شهدها في العصر الحديث، نتيجة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت 4 أغسطس/آب 2020، وخلّف آلاف الضحايا والجرحى، فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بالمرفأ والمباني في العاصمة بيروت، سارعت الإمارات إلى مد يد العون والنجدة إلى لبنان.
وأعلنت الإمارات بعد ساعات قليلة من وقوع الانفجار تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين، تضمنت أدوية ومعدات طبية، إضافة إلى مواد ضرورية أخرى، جرى نقلها على وجه السرعة إلى بيروت عبر عدة طائرات.
aXA6IDE4LjIyMS4xODguMjQxIA==
جزيرة ام اند امز