كان ولا زال للإمارات دور فعال في العمل الإنساني على مستوى العالم الأمر الذي مكنها من حصد المركز الأول في مجال العطاء الإنساني.
تختلف المصطلحات والألفاظ ومعها تختلف المعاني والمقصود منها وهو أمر يكاد يكون في نطاق واحد وإن تغيرت الجمل والعبارات بل وإن تغير فهم القائل والمتلقي، قبل أيام وعلى مشارف سنة جديدة وبينما العالم يستعد لاستقبال عام جديد ضرب الإرهاب في تركيا بتفجير استهدف "ملهى رينا" والذي كان من ضحاياه إخوة لنا من المملكة العربية السعودية والذين انقسم الناس حولهم بين من ترحم عليهم وندد بالإرهاب وبين من تساءل لماذا تواجدوا في ذاك الملهى دون إبداء موقف واضح من العملية الإرهابية ومنفذيها.
انقشع الضباب وبانت الحقائق وتبين بأن جزءاً كبيراً من "رينا" عبارة عن مطعم وهو وجهة للسياح عامة والعرب خاصة ممن يزورون تركيا سنوياً، فكان ذاك كالصفعة على وجه من كان في القسم الثاني وتساءل لماذا تواجدوا هناك، ولسان حاله يقول بأنهم استحقوا الوقوع كضحايا للإرهاب لمجرد وجودهم في ذاك المكان اليوم يتكرر الموقف بعد حادث تفجير قندهار الآثم، ويعود ذات السيناريو محملاً بذات الأفكار التي تبرر للإرهاب بشكل مبطن، فعوضاً عن تقديم موقف واضح وصريح بشجب الإرهاب والتنديد به نجد من تساءل لماذا تواجد ضحايا التفجير في قندهار، وكأن التواجد هناك خطيئة تبيح للإرهابيين فعلتهم وتبيح لأصحاب الفكر المتطرف استهدافهم للأبرياء والمدنيين.
التبرير المقنع للإرهاب بمحاولة تغيير مجرى ردود الأفعال الطبيعية التي تكون منبثقة من طابعنا الإنساني لتساؤلات قد تحمل في ظاهرها تساؤلاً بريئاً هو أمر مرفوض ترفضه القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، ووجود مثل هذا التبرير للإرهاب بعدم إنكاره واستنكار نتائجه يتطلب منا الوقوف هنا مطولاً لدراسة تلك العقليات التي قد تكون نبته لفكر متطرف يتواجد في المجتمعات بشكل خفي تفضحه تبريراته للأعمال الإرهابية وإن كانت تلك التبريرات مبطنة.
مقولة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي كانت واضحة وقوية وذات صدى مدوي حين قال في إحدى تغريداته "تبرير الإرهاب إرهاب"، لذا من الواجب علينا وعلى المجتمعات العمل على تصحيح المسار لأولائك الذين يتناسون العمل الإرهابي ويتجهون إلى لوم ضحاياه، فالتواجد في أي مكان أو زمان ما لا يبيح أو يبرر العمل الإرهابي ولا توجد جريمة تجعل من العمل الإرهابي عقوبة وجزاء، فالقوانين كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها عندما تختل الموازين.
كان ولا زال للإمارات دور فعال في العمل الإنساني على مستوى العالم الأمر الذي مكنها من حصد المركز الأول في مجال العطاء الإنساني، ففي العام 2016 أصدرت لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في تقريرها النهائي والذي أكدت خلاله على بيانات المساعدات الإنمائية الرسمية النهائية التي أعلنتها في أبريل 2015. وبناءً على بيانات اللجنة، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عالمياً كأكبر جهة مانحة دولياً للمساعدات الإنمائية الرسمية للسنة الثانية على التوالي، لذا فهذه إجابة كافية ووافية ورد على من تساءل ما الذي كان يفعله أبناء الإمارات ممن استهدفهم الإرهاب في تفجير قندهار، وختاماً لا نملك إلا أن نقول رحم الله شهداء الإمارات للعمل الإنساني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة