يوم المساواة بين الجنسين بـCOP28.. تمكين المرأة من قيادة العمل المناخي
يضع مؤتمر COP28 قضية النساء والمساواة بين الجنسين في سياق العمل المناخي على رأس أولوياته.
وخصص يوما ضمن برنامجه الرئاسي لهذه القضية الملحة، سعيا لدعم إشراك المرأة وتعزيز دورها في مواجهة تغير المناخ، وبلغت قيمة المساهمات المالية الجديدة لدعم قضايا المساواة بين الجنسين نحو 2.8 مليون دولار.
لا شك أن تغير المناخ له تأثير كبير على جميع الفئات في جميع البلدان، خاصة التي تعتمد بشكل أكبر على الموارد الطبيعية في كسب عيشها، والتي لديها أقل قدرة على الاستجابة للمخاطر الطبيعية، مثل موجات الجفاف والانهيارات الأرضية والفيضانات والأعاصير.
في نفس الوقت، تواجه النساء عادة مخاطر وأعباء أكبر من آثار تغير المناخ في حالات الفقر، وتشكل النساء غالبية فقراء العالم.
تؤدي المشاركة غير المتساوية للمرأة في عمليات صنع القرار وأسواق العمل إلى تفاقم أوجه عدم المساواة وغالباً ما تمنع المرأة من المساهمة بشكل كامل في التخطيط وصنع السياسات وتنفيذها فيما يتعلق بالمناخ.
مع ذلك، يمكن للمرأة أن تلعب دورا حاسما في الاستجابة لتغير المناخ بسبب معرفتها وقيادتها المحلية، على سبيل المثال الإدارة المستدامة للموارد وقيادة الممارسات المستدامة على مستوى الأسرة والمجتمع.
النساء وCOP28
أقرت الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بأهمية إشراك النساء والرجال على قدم المساواة في عمليات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وفي تطوير وتنفيذ السياسات المناخية الوطنية التي تستجيب للمنظور الجنساني من خلال إنشاء بند مخصص في جدول الأعمال بموجب الاتفاقية يتناول قضايا المساواة بين الجنسين وتغير المناخ.
رغم أن قضية المساواة بين الجنسين كانت حاضرة في مؤتمرات الأطراف طوال النسخ الأربعة الماضية، إلا أن التقدم بشأنها كان بطيئًا، مما جعل رئاسة COP28 تضعها على رأس أولوياتها، لتحقيق إنجاز غير مسبوق في هذا الصدد خلال هذه الدورة الاستثنائية.
على مستوى المفاوضات تتمثل القضايا الرئيسية التي اختارت الأطراف النظر فيها في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في استعراض برنامج العمل المواضيعي المعزز بشأن النوع الاجتماعي وخطة العمل الخاصة به، لإقرارها ودخولها حيز التنفيذ في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف.
سيعمل الأطراف في COP28 على إعداد التقرير التجميعي بشأن برنامج العمل، لينتهي بحلول نهاية يوليو/تموز 2024.
كما أعدت الأمانة عددًا من التقارير المكلفة بالنظر فيها من قبل الأطراف في الدورة الثامنة والعشرين، والتي تسلط الضوء على التقدم البطيء في مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة خاصة على المستويات القيادية.
الأحداث الرئيسية المتعلقة بالجنسين في COP28
صممت رئاسة COP28 برنامجًا متكاملًا على جانب المفاوضات، لتحقيق خطوات فعالة بشأن قضية المساواة بين الجنسين.
قدمت رئاسة COP28 دعماً مالياً لإقامة المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، الذي أقيم بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة المرأة للبيئة والتنمية، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ورواد المناخ بالأمم المتحدة لعقده.
جمع المؤتمر العالمي لبيانات النوع الاجتماعي والبيئة، الذي امتد ليومين في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، متحدثين ومشاركين من وكالات الأمم المتحدة، ومسؤولين حكوميين، وصناع سياسات، وقادة ومتعهدين ضمن "تحالف العمل النسوي من أجل العدالة المناخية".
وفي 3 ديسمبر/كانون الأول عقدت ورشة عمل ليوم كامل حول تقديم بيانات تستجيب للنوع الاجتماعي بشكل عادل، والتي نظمت بالاشتراك مع منظمة العمل الدولية.
أما في 4 ديسمبر/كانون الأول، اليوم المواضيعي المخصص للمساواة بين الجنسين نظمت رئاسة COP28 حوارًا تقنيًا، إضافة إلى حدث رفيع المستوى حول موضوع التحول العادل المستجيب للمساواة بين الجنسين ومناقشة موضوع التمويل على وجه التحديد.
في هذا العام، سيركز الحوار الفني على تمويل التحول العادل الذي يراعي المساواة بين الجنسين، وسيتضمن مناقشة رفيعة المستوى وورشة عمل فنية حول هذا الموضوع.
وفي نفس اليوم، استضاف COP28 قمة «القيادات النسائية العربية»، بالتعاون مع منصة "السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة"، لمناقشة وبحث الترابط بين المساواة بين الجنسين والعمل المناخي، وستجمع هذه القمة الأطراف المعنية من بيئات وخلفيات متنوعة، على نحو يشمل الباحثين، والناشطين، وصانعي السياسات، وممثلي منظمات المجتمع المدني، لمناقشة قضية التداخل بين النوع الاجتماعي وتغير المناخ.
بالإضافة إلى هذه الأحداث ستستضيف الأمانة العامة أيضا اجتماعا غير رسمي لجهات الاتصال الوطنية المعنية بالنوع الاجتماعي وتغير المناخ.
خطة المبادئ الأربعة
تقول ليديا سوير، أحد أعضاء فريق رئاسة COP28 المسؤولة عن قيادة محور النوع الاجتماعي والشمول: "أعمل بشكل وثيق جدًا مع فريق أبطال المناخ وبطلة الأمم المتحدة رفيعة المستوى لـCOP28، السيدة رزان المبارك، التي جعلت من النوع الاجتماعي والشمول إحدى أولوياتها الرئيسة في عملها القيادي".
قدمت سوير، خلال إحدى جلسات النوع الاجتماعي بـCOP28، لمحة موجزة عن طريقة العمل داخل فريق رئاسة COP28 قائلة: "نحن نتطلع إلى تسليط الضوء على المساواة بين الجنسين في COP28 والأحداث الأخرى التي لدينا عبر برنامج الأسبوعين، وقد استرشدنا في أثناء العمل على البرنامج بمشاورات مكثفة مع الأطراف والمجتمع المدني والشعوب الأصلية وغيرها من الجهات الفاعلة غير الحكومية على مدار العام، للبدء في تعميم مراعاة المنظور الجنساني والتمثيل الهادف".
وأضافت: "استمعنا لآراء تطالب بأن يكون هناك يوم للمساواة بين الجنسين في مؤتمر هذا العام، لذا حرصنا على تعميم مراعاة المنظور الجنساني عبر برنامج الأسبوعين في جدول أعمال الرئاسة، وسمعنا أيضا لآراء بشأن مدى أهمية الحصول على تمثيل هادف للمرأة والتأكد من أن قمة دبي ستكون مستجيبة للنوع الاجتماعي، وتوفر مساحة نحتاجها لدعم مشاركة المرأة".
وفق سوير، استخلص الفريق الرئاسي من تلك المشاورات أربعة مبادئ ومجالات رئيسية ليركز عليها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين:
يتمثل المجال الأول، وفق سوير، في تعميم مراعاة المنظور الجنساني والتمثيل الهادف، عبر تعزيز النوع الاجتماعي خلال البرنامج الذي يستمر لمدة أسبوعين، مما يضمن توفير مساحات يسهل الوصول إليها وتستجيب للنوع الاجتماعي.
وقالت سوير: "لقد اتخذنا تدابير لدعم توفير مساحة تستجيب للنوع الاجتماعي، حيث يتضمن ذلك التأكد من أن مسارات العمل تحتوي على الكثير من الأشياء، وضمان إمكانية الوصول إلى جميع المساحات".
يشمل المجال الثاني بيانات مصنفة حسب الجنس، عبر تسليط الضوء على الحاجة إلى بيانات ذات جودة أفضل لتوجيه عملية صنع السياسات وتخصيص الموارد والتمويل.
أضافت: "في المجال الثاني، المتعلق بالبيانات، من المهم تسليط الضوء على أهمية البيانات المفصلة بين الجنسين، لأنه بدون البيانات يكون من الصعب أن نفهم بشكل كامل تأثيرات تغير المناخ على النساء والفتيات، وبالتوازي يمكننا التقليل من قيمة مساهماتهن في العمل المناخي، ومن المهم أيضًا ملاحظة أن البيانات التي نعرفها تعتبر أمرًا أساسيًا لإرشاد عملية صنع القرار بشأن التمويل وتخصيص الموارد، وهذا يقودني بشكل جيد للغاية إلى التمويل الذي يعد مجالًا رئيسيًا للأبطال رفيعي المستوى لدينا".
أما المجال الثالث فيتعلق بالتمويل المستجيب للنوع الاجتماعي، عبر التشديد على الحاجة إلى تحسين الاستجابة للمساواة بين الجنسين في تمويل المناخ.
قالت سوير: "سمعنا في مشاوراتنا باستمرار على مدار العام أن التمويل يفشل في الوصول إلى النساء والفتيات في المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ، وأن هناك حاجة للتأكد من أن التمويل متاح ويستجيب للمنظور الجنساني، لذا من المهم في أثناء التحول إلى اقتصاد خال من الكربون ضمان حصول النساء والفتيات على فرص متساوية في أسواق العمل الناشئة".
وأخيرًا، المجال الرابع الخاص بالتحولات العادلة التي تستجيب للنوع الاجتماعي، عبر إطلاق التزام مشترك، في شكل شراكة، لدعم النهوض بالمساواة بين الجنسين من خلال التحولات العادلة.
شراكة COP28 للنوع الاجتماعي والمناخ
أوضحت سوير أن شراكة COP28 للتحولات العادلة المستجيبة للنوع الاجتماعي والعمل المناخي تتضمن تصورا للتحول العادل بين الجنسين، والميزنة المراعية للنوع الاجتماعي، والبيانات المصنفة والتحليل الجنساني، ومشاركة مالية أكثر سهولة.
وقالت: "نأخذ أيضًا في الاعتبار القطاعات الأخرى التي تتأثر بتغير المناخ، لذا تحدثنا مع الجهات الفاعلة غير الحكومية، حول الطريقة التي يمكن من خلالها جمع هذه المجالات المختلفة معًا في مؤتمر الأطراف بدبي، بطريقة يمكن أن تحقق تقدمًا وتشكل جدول الأعمال برنامج العمل المعزز، وتوصلنا في النهاية إقامة الشراكة بشأن التحولات العادلة المستجيبة للمنظور الجنساني والعمل المناخي في مؤتمر Cop28
وفق سوير، للشراكة ثلاثة أهداف رئيسية: دعم الأطراف في تعزيز المساواة بين الجنسين من خلال تكافؤ الفرص للعمل اللائق في أسواق العمل المتأثرة والناشئة، والتأكد من أن الأطراف يمكن أن تعمل معًا بشكل جماعي لتعزيز الترابط بين الجنسين مع تمكين أفضل للتمويل، حيث يسهل الوصول إليه للنساء والفتيات في المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ، وأخيرًا دعم جمع البيانات المنفصلة بين الجنسين مما يسمح بفهم أفضل لآثار تغير المناخ على النساء والفتيات ومساهماتهن في العمل المناخي.