في دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا العام سينعقد مؤتمر "COP28" لمعالجة قضايا المناخ.
ومن المؤكد أن الأمر يتطلب جهداً دولياً واسع النطاق، لذلك نجد أن دعوة كافة الدول باختلاف توجهاتها للمشاركة في هذا المؤتمر المهم، أمر نابع من قناعات إماراتية بضرورة التوحيد لكل الجهود من أجل التصدي للتحديات المناخية، وبما ينسجم كماً وكيفاً مع سياسات الإمارات الناجحة والرامية إلى بناء جسور التواصل وتعزيز الحوار.
ومن وجهة نظري، فإنني على ثقة بأن مؤتمر "COP28" سيكون محطة مميزة لتدشين العمل الدولي الجاد لمكافحة كل أشكال التغير المناخي، فالإمارات بلد التميز والابتكارات، قد أعدت العدة لذلك، وهيأت للمشاركين أرضية مناسبة للتلاقي والنقاش المعمق دون قيد أو شرط.
وكما كان "إكسبو دبي 2020" علامة فارقة ومميزة في تاريخ الإمارات والمنطقة، فإن أرضه التي تستضيف المؤتمر العالمي الأول من نوعه في دولة عربية خليجية ستنقل نجاحاتها إلى المؤتمرين، وبالتالي سنرى مفاجآت إيجابية من العيار الثقيل تخدم البشرية ومستقبلها.
وحماية كوكب الأرض، ذلك البيت الكبير للأسرة الإنسانية، هي غاية سامية لن تدخر الإمارات جهداً من أجل تحقيقها، ولهذا نجد الدبلوماسية الإماراتية قد سخرت كل طاقاتها الجبارة لتحقيق الهدف والتحضير الكبير مع المعنيين برئاسة هذا الملتقى الضخم.
ومن الجهل قول البعض: "إن قضايا التغير المناخي مسألة تهم الدول الصناعية الكبرى فقط والقلق من تبعاتها حكر على هذه الدول"، لأن العالم قرية صغيرة بالفعل، والصناعات الكبرى تم توطين أجزاء منها في دول مؤثرة بعالمنا العربي، والتشاركية المثلى في العمل ستحسن الأداء الدولي من أجل قرارات غير مسبوقة وجريئة في مجال المناخ.
وتقدم الإمارات في تقارير التصنيف العلمي هو المؤشر الذي يثلج الصدر ويفرح العرب وكل محب لهذه الدولة ونحن على أعتاب "COP28"، وتقرير التكنولوجيا والابتكارات الصادر عن الأمم المتحدة هذا العام يوثق لمقاربة الإمارات الناجحة في تعزيز العلوم في مسيرتها التنموية.
وأما الوزير الإماراتي النشيط الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف "COP28" فإنه يجوب العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لحشد كل أشكال الدعم والمساندة لمؤتمر "COP28" الهادف لمساعدة سكان هذا الكوكب، وما كلماته قبل مدة عما تواجهه أفريقيا إلا دليل مباشر على إحاطة كاملة وخطط طموحة.
وتوحيد الجهود كذلك لتحقيق أقصى استفادة من إمكانات القارة السمراء كمركز لمصادر الطاقة المتجددة ومحرك للنمو العالمي المستدام، أمور يختصرها سلطان الجابر في مشروعات التنمية الكبرى، والتي دعا الرجل لبلورتها كمخرجات من خلال مؤتمر "COP28" في الإمارات.
وأخيراً وليس آخراً، تريد الإمارات بصفتها الدولة المنظمة والمستضيفة لمؤتمر "COP28" أن تتناول النقاشات أولويات العمل المناخي على أساس قواعد جديدة، من أهمها التأكيد على ضرورة تعزيز أجندة التمويل المناخي، فالتمويل هو الحافز الرئيس لإنجاز ما سيتم الاتفاق عليه بالمؤتمر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة