انطلقت فعاليات «COP30» في البرازيل، من أعماق غابات الأمازون، حيث تجتمع وفود أكثر من 190 دولة لمناقشة مستقبل الكوكب بين الأمل في إنقاذ الأرض وواقع تسارع الاحتباس الحراري الذي يهدد بتجاوز الحدود الآمنة للحياة.
القمة التي تأتي بعد عقدٍ كامل من توقيع اتفاق باريس للمناخ، تنعقد في وقت تحذر فيه التقارير العلمية من أن الأرض تحترق بوتيرة أسرع من قدرتنا على السيطرة على الحريق، إذ تتصاعد الانبعاثات وتزداد الظواهر المناخية المتطرفة من حرائق وفيضانات وجفاف يضرب مناطق عدة من العالم.
وقال يوهان روكستروم، أحد كبار المستشارين العلميين للأمم المتحدة، إن العالم يقف على شفا نقاط تحول مناخية كارثية، مؤكداً أن مجرد خفض الانبعاثات لم يعد كافيًا، بل أصبح من الضروري إزالة الكربون من الغلاف الجوي بشكل مباشر.
وأوضح روكستروم أن أفضل السيناريوهات العلمية المتاحة تشير إلى أن درجة حرارة الأرض مرشحة للارتفاع بنحو 1.7 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حتى في حال الالتزام بالجهود الحالية، محذراً من أن السيطرة على هذا الارتفاع تتطلب إزالة 10 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا من الهواء حتى عام 2050.
وفي السياق ذاته، أكد كريس فيلد، مدير معهد وودز للبيئة في جامعة ستانفورد، أن الحفاظ على ارتفاع لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية ضرورة علمية، مشيراً إلى أن تجاوز هذا الحد سيزيد بشكل كبير من احتمالات الوصول إلى نقاط تحول خطيرة في القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) وغرينلاند، ويهدد نظام دوران المحيطات واستقرار غابات الأمازون نفسها.
وأضاف فيلد أن بعض الأنظمة البيئية الحساسة، مثل الشعاب المرجانية، ربما تكون قد تجاوزت بالفعل مرحلة اللاعودة، مشيراً إلى أن الأمل الوحيد المتبقي يتمثل في تسريع وتيرة الابتكار في تقنيات إزالة الكربون والتوسع في الطاقات المتجددة مع الالتزام بخطط التحول الأخضر.
ويأتي انعقاد COP30 في البرازيل ليحمل رمزية كبيرة، إذ عد غابات الأمازون “رئة الكوكب”، التي تمتص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون وتوازن النظام البيئي العالمي، إلا أنها تواجه تحديات غير مسبوقة من إزالة الغابات والتوسع الزراعي والحرائق المتكررة، ما يقلص قدرتها على أداء هذا الدور الحيوي.