التلوث يتراجع.. كورونا يريح الأرض من ضغوط البشر
خبراء البيئة يؤكدون أن البشر مارسوا ضغطا كبيرا على العالم الطبيعي، مما أدى إلى انتشار الأمراض الموجودة في الطبيعة وانتقالها للبشر
مع استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد حول العالم، فرض العديد من الحكومات إجراءات صارمة للحد من انتشار المرض، حيث يخضع أكثر من ثلث سكان الكوكب لقيود على الإقامة والتحرك والسفر، مع بقاء العديد منهم في المنزل.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى انخفاض العمل في صناعات معينة، مثل السفر والسياحة، الأمر الذي أعاق الاقتصاد العالمي، لكن على الجانب الآخر، سمحت للكرة الأرضية بالعيش في فترة نقاهة لأول مرة منذ عشرات السنين.
وقد لوحظت تغيرات في التلوث وجودة الهواء إلى الأفضل، بالإضافة إلى عودة الحياة البرية في الأشهر الأخيرة، منذ اكتشاف الفيروس التاجي الجديد لأول مرة في ووهان بالصين، أواخر العام الماضي.
وأكد بعض خبراء البيئة أن البشر مارسوا ضغطاً كبيراً على العالم الطبيعي، مما أدى إلى انتشار الأمراض الموجودة في الطبيعة، وانتقالها إلى البشر.
وقال خبراء إن العالم يمر بتجربة طبيعية غير مسبوقة، نتيجة القيود المفروضة على النشاط البشري بسبب فيروس كورونا المستجد؛ سماء أنقى وهواء أنظف.
وفي هذا الصدد قدم موقع "insider" صوراً تظهر كيف يتحسن وضع العالم بينما يبقى الناس في منازلهم.
الصين
انخفض تلوث الهواء في الصين، وقد سجلت صور الأقمار الصناعية الانخفاض الكبير في الأسابيع الأخيرة. وقد اكتشفت سواتل وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، لمراقبة التلوث انخفاضات كبيرة في تلوث الهواء في أجزاء من الصين في فبراير/شباط، مقارنة بالشهر الذي سبقه.
وفي حين أنه غالبا ما يكون هناك انخفاض في تلوث الهواء حول احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة، قالت وكالة "ناسا" هذا العام إن هناك انخفاضاً أكثر من المعتاد.
وقال في ليو، باحث في جودة الهواء بوكالة ناسا: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها انخفاضاً كبيراً في مثل هذه المساحة الواسعة لحدث معين".
وأضاف "ليو": "إنني لست متفاجئا لأن العديد من المدن فى أنحاء البلاد اتخذت إجراءات لتقليل انتشار فيروس كورونا المستجد".
ومع ذلك، حذر بعض الخبراء من أن تلوث الهواء قد يرتد مرة أخرى مع بدء رفع قيود الإغلاق، وزيادة الإنتاج للتعويض عن الخسائر السابقة.
إيطاليا
وأشارت البيانات الجديدة من القمر الصناعي "كوبرنيكوس سينتينيل -5 بي"، إلى انخفاض تلوث الهواء، وتحديداً تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين، فوق إيطاليا، في الأشهر التي تلت إغلاق فيروسات التاجية.
ووفقًا لوكالة الفضاء الأوروبية، كان انخفاض الغازات واضحاً بشكل خاص في شمال إيطاليا، والذي فرض فيه إجراءات الإغلاق في فبراير/شباط، قبل أن يتبعه باقي البلاد.
وقال العلماء إن انخفاض التلوث يرجع إلى الجهود المبذولة لوقف انتشار الفيروس التاجي، ومن أبرز أسبابه انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية.
أوروبا
وتمت ملاحظة مستويات منخفضة من تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في جميع أنحاء أوروبا منذ تطبيق إجراءات الإغلاق لوقف انتشار الفيروس التاجي، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية.
وثاني أكسيد النيتروجين هو غاز تنتجه محطات الطاقة والسيارات والمنشآت الصناعية الأخرى، ويوجد في الغلاف الجوي للأرض، ويسبب تغيرات في أنماط الطقس، بالإضافة إلى تأثيرات صحية ضارة على البشر.
وبداية من 13 مارس/آذار إلى 13 أبريل/نيسان، شهدت مدريد وميلانو وروما انخفاضا بنسبة 45% تقريباً في تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين من العام السابق، وشهدت باريس أيضاً انخفاضاً كبيراً بنسبة 54% في تلك الأشهر، مقارنة بالوقت نفسه في عام 2019.
وفرضت إسبانيا وإيطاليا وفرنسا إجراءات إغلاق في الأسابيع الأخيرة، والتي تقول وكالة الفضاء الأوروبية إنها تتزامن مع انخفاض تلوث الهواء.
وقال هينك إيسكس، من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية: "يسمح متوسط البيانات على فترات أطول بمشاهدة تغيرات أكثر وضوحاً في التركيزات بسبب انخفاض النشاط البشري".
الأرض أقل اهتزازا
وسجلت بيانات من المرصد الملكي في بلجيكا ضجيجاً أقل من البشر، أو الأصوات التي ينتجها البشر.
ومنذ بدء إجراءات الإغلاق، انخفضت الاهتزازات الناتجة عن النشاط البشري بحوالي الثلث، وفقاً لموقع "Nature.com"، مما سمح للمرصد باكتشاف الموجات بترددات كان من الصعب تمييزها قبل الإغلاق.
وقال أندي فراسيتو، عالِم الزلازل في مؤسسات الأبحاث المدمجة لعلم الزلازل في واشنطن العاصمة، إنه إذا استمرت عمليات الإغلاق، فقد تكون الكواشف قادرة على التقاط مواقع توابع الزلزال بشكل أفضل.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA== جزيرة ام اند امز