أرض الخوف.. عرب مقيمون بالصين يروون لـ"العين الإخبارية" قصصا عن كورونا
"العين الإخبارية" تتواصل مع عدد من العرب المقيمين في الصين الذين رووا قصصا خاصة من داخل المدن الصينية التي تحولت لمدن أشباح.
وسط أجواء يغلب عليها الخوف والحذر، يواجه العالم وباء كورونا القاتل، الذي ظهر قبل أسابيع في مدينة ووهان الصينية، ثم انتشر في عدة مدن أخرى، ومنها إلى عدة دول حول العالم.
وتواصلت "العين الإخبارية" مع عدد من العرب المقيمين في الصين الذين كشفوا قصصاً خاصة من داخل المدن الصينية التي تحولت لمدن أشباح بسبب الرعب المسيطر على الجميع خوفاً من الإصابة.
البداية مع أحمد هشام، رجل أعمال مصري مقيم بمدينة جيانغ في مقاطعة جواندونغ بالصين، الذي أكد عدم وجود معلومات واضحة حول الأسباب المتعلقة بانتشار الفيروس، موضحاً أن المعلومات الأولية تشير إلى أن السبب يعود إلى تناول لحوم الحيوانات البرية وحساء الخفاش الشهير، الذي تشتهر به مدينة ووهان الصينية، بؤرة انتشار الفيروس.
وأوضح "هشام" لـ"العين الإخبارية" أن الحكومة الصينية كثفت جهودها لمحاصرة المرض، وأن جميع المستشفيات مجهزة بالكامل لاستقبال المرضى والتعامل الفوري معهم، لكن لم يتم التوصل لمصل معين للفيروس.
وتابع: "المستشفيات على مستوى الدولة كلها تعمل على مدار الـ24 ساعة، وهناك توزيع لإرشادات وقائية على المواطنين على مدار اليوم، تشمل التأكيد على النظافة وغسل اليدين باستمرار واعتزال المدن المغلقة والالتزام بالتعليمات الطبية ومطالبة جميع المواطنين بالتوجه إلى المستشفيات فورًا حال الشعور بأي أعراض".
وأوضح الشاب المصري الحاصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الصينية في جامعة القاهرة، والمقيم بالصين منذ عامين، أن "كورونا" ظهر في مدينة ووهان بمقاطعة خوباي، ويشبه في أعراض فيروس سارس الذي انتشر في الصين قبل سنوات، وهي ارتفاع درجة الحرارة، السعال، ضيق في التنفس والغثيان، وتظهر الأعراض في فترة ما بين 10- 15 يوماً.
وأشار "هشام" إلى إغلاق السلطات الصينية مدينة ووهان، "لكن للأسف حدث ذلك بعد خروج عدد من المواطنين خارج المدينة، وهو ما تسبب في نشر الفيروس في عدة مدن صينية ودول أخرى"، حسب قوله.
وتابع: "أعداد الناس في الشارع قليلة جداً والمدن التي ظهر بها الفيروس تحولت إلى مدن أشباح وتم وضعها تحت الحجر الصحي، والقطار هو وسيلة المواصلات الوحيدة، لأن المحطات تخضع للحجر الصحي".
وأضاف: "تم مد إجازة رأس السنة الصينية، أهم المناسبات، إلى يوم 10 فبراير/شباط بدلاً من 2 من الشهر نفسه، لأن الحكومة تواجه أزمة كبيرة في تنقل ملايين من الصينين من مدينة لأخرى بعد انقضاء إجازتهم.
مبادرة مصرية لتوزيع كمامات بالمجان
وقال "هشام" إن الحكومة الصينية واجهت مشكلة نتيجة عجز الكمامات، لذلك وجهت بعض المصانع إلى العودة للعمل لإنتاج مزيد من الكمامات لسد العجز، خاصة أن استخدام الكمامة يجب ألا يزيد على 12 ساعة على أقصى تقدير.
العجز في الكمامات دفع الشاب المصري لإطلاق حملة لتوزيعها بالمجان، بعد تواصله مع عدد من أصدقائه في اليابان، واتفقوا على تصدير كميات من الكمامات الطبية على نفقته الخاصة، لتوزيعها على الفقراء وسكان المناطق العشوائية، مشيراً إلى أنه سيوزع نحو 1000 كمامة أسبوعياً.
وقال إن مدينة إقامته لم تسجل حتى الآن أي إصابات بالوباء لكن مدينة جوانزو القريبة منها سجلت ما يزيد على 90 حالة، مشيراً إلى أن معظم المتوفين حالات كبيرة في السن وأطفال، من أصحاب المناعة الضعيفة.
وقال "هشام" إن الشعب الصيني يشعر بالرعب في الوقت الحالي، ومعظم الصينيين التزموا المنازل وبدأوا في تخزين المواد الغذائية والكمامات، وتم تمديد العطلات في كل المدن، كما تم حظر السفر بين المدن.
وقال لياو ليتشيانج، سفير الصين بالقاهرة، إن هناك تواصلاً تاماً مع وزارتي الخارجية والصحة في مصر، لمنع انتشار وباء فيروس "كورونا الجديد".
وأوضح أن الحكومة المصرية وسلطات الحجر الصحي تقومان بالإجراءات اللازمة حيال الفيروس ووضع آلية دائمة لمواجهته.
الطالب السوداني عمر إبراهيم يدرس بجامعة قويتشو بالمقاطعة التي تحمل الاسم نفسه، قال إنه يخضع للفحص الدوري مع باقي زملائه في الجامعة، وإنه يلتزم بكل الإرشادات الطبية التي أصدرتها الحكومة، ولم يستطرد في الحديث لظروف تتعلق بدراسته.
وقال الشاب المصري فريد محمد، المقيم بمدينة جوانزو، إن الحكومة الصينية تتخذ إجراءات مشددة لمنع انتشار الفيروس الذي ظهر في مدينة ووهان، مؤكداً تكثيف التعليمات الخاصة بالوقاية، وتوزيع إرشادات على المواطنين، تشمل الاهتمام بغسل اليدين وتغير الكمامات باستمرار.
وأكد فريد لـ "العين الإخبارية" أن الحكومة نشرت أجهزة الكشف عن الفيروس الخطير في كل مكان، خاصة بمحطات المترو والقطارات.
ونفى "محمد" إصابة مواطن مصري مقيم في مدينة جوانزو بالمرض، حسبما أشيع مؤخراً.
وقال: "السفارة المصرية على تواصل مستمر معنا لمتابعة وضع المصريين المقيمين بالمدينة أولاً بأول، وتم تخصيص أرقام للتواصل مع السفارة في أي وقت، بالإضافة لتعيين مسؤولين لمتابعة الوضع".
وأكد: "الشعب الصيني متماسك ويثق بقدرة حكومته على تجاوز هذه الأزمة".
وقال الدكتور اليمني عبدالحكيم حسن، المقيم بمدينة جوانزو، إن بعض الدول سحبت رعاياها من مدينة ووهان التي انتشر فيها الفيروس بصورة وبائية، مثل الولايات المتحدة وألمانيا والأردن.
وأوضح "حسن" لـ"العين الإخبارية" أن مدينة ووهان مصدر الفيروس سجلت أكثر من نصف عدد المصابين، قبل أن ينتشر إلى عدة مدن أخرى لكن بشكل تدريجي.
وقال إن الحكومة تبذل جهوداً مضاعفة لتسابق الزمن، وتتمكن من السيطرة على الفيروس الذي ينتشر بشكل سريع جداً، مشيراً إلى أن الشعب لديه ثقافة طبيه ويتعامل مع الأمور بشكل جيد.
وأشار إلى أنه تم تمديد الإجازات ولذلك الشوارع شبه خالية من المارة الذين التزموا البيوت لحين السيطرة على الوباء.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA=
جزيرة ام اند امز