المصريون يتحدون حظر كورونا بالتنزه نهارا.. صيد ومشي
المصريون يحاربون الملل الذي تسبب فيه حظر التجوال لمنع تفشي كورونا في البلاد، بقضاء أوقات التنزه صباحا بدلا من ساعات الليل
منذ تطبيق حظر التجوال في مصر، تغيرت خريطة التنزه للمصريين فمنهم من يستمتع بوقته على ضفاف النيل، وآخرون يلجأون لممارسة الصيد، وبعد أن كان ذلك يتم ليلا بحثا عن نسمات النيل، بات الأمر يتم نهارا تحت أشعة الشمس هربا من سجن الحظر.
اعتاد المصريون على التنزه، قبل تطبيق حظر التجوال، مساء كل يوم خاصة فئة الشباب التي كانت دائما تحرص على مغادرة المنزل كل ليل لمقابلة الأصدقاء، سواء في المقاهي أو قاعات السينما أو النوادي الاجتماعية، إلا أن تداعيات انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)، وتطبيق الحكومة المصرية لإجراءات احتوائه، ومن بينها فرض حظر يمتد من الثامنة مساء إلى 7 صباحا، دفعهم إلى البحث عن متنفس خلال الأوقات المسموح فيها بالخروج.
يقول سعيد محمد، وهو شاب مصري في الثلاثين من عمره، موظف بإحدى شركات الأجهزة الطبية، إنه منذ تطبيق حظر التجوال منذ ما يقرب من 20 يوما يجد صعوبة في مقابلة خطيبته بالخارج، حتى اتفقا على اللقاء على كوبري الجامعة الذي يعلو نهر النيل، مع مراعاة مواعيد حظر التجوال، والفترة اللازمة كي يعود كل منهما إلى منزله آمنا.
وأضاف أن "السبب الرئيسي الذي دفعني للتنزه عصرا بصحبة خطيبتي على كوبري الجامعة، أنها تسكن بالقرب منه، في منطقة المنيل، ما يعني أنها لن تحتاج وقتا طويلا للوصول أو العودة إلى المنزل بعيدا عن الزحام".
أما همام عبدالمنعم فيبلغ من العمر 55 عاما، وهو موظف أمن في شركة خاصة، ويمارس هواية الصيد أعلى كوبري جامعة القاهرة وقصر النيل في أوقات غير معتادة بالنسبة له.
ويقول: "اعتدت الصيد ليلا في هذه المنطقة منذ حوالي 30 عاما، منذ كنت شابا، لكن عقب تطبيق حظر التجوال في مصر، قمت بتغيير مواعيدي، فأصبحت أمارس هوايتي في صباح أيام إجازتي من العمل بدلا من ساعات المساء".
ولا يبدو "همام" خائفا من الإصابة بفيروس كورونا، لأنه يمارس الصيد مرتديا الكمامة الطبية مع مراعاة مسافات الأمان بينه وبين الآخرين، على حد قوله، لافتا إلى أنه يمارس هواية صيد الأسماك خلال 3 أيام من كل أسبوع.
ويقول: "ما يمر به العالم الآن يحتاج إلى الهدوء والصبر، وهما صفتان تعلمتهما واعتدت عليهما من الصيد".
وعلى كوبري الجامعة، الذي يصل بين جامعة القاهرة وحي المنيل، اصطحب وليد الشحات والده الذي أحيل إلى التقاعد منذ 5 سنوات، ليمكنه من ممارسة رياضة المشي.
وكان والده قد اعتاد ممارسة هذه الرياضة داخل النادي الأهلي، الذي أغلق أبوابه منذ فترة، بموجب قرار حكومي في إطار السعي لاحتواء فيروس كورونا ومنع التجمعات لتقليل حالات العدوى بالفيروس الذي أصاب أكثر من مليوني إنسان حول العالم، ويتجه نحو تسجيل ربع مليون وفاة.
ويؤكد وليد أنه حرص على اصطحاب والده للمشي على نهر النيل، غير عابئ بأشعة الشمس التي تحتد أحيانا، لافتا إلى أنه يواجهها بالتأكد من ارتداء والده لقبعة جيدة.
ولفت إلى أن كافة تعليمات الأطباء ومنظمات الصحة العالمية تؤكد أن ممارسة الرياضة تساهم في تعزيز مناعة جسم الإنسان لمقاومة فيروس كورونا الجديد.
ويقول: "إن شاء الله سيستجيب الله لدعوات الملايين خلال شهر رمضان ويزيح غمة كورونا عن مصر والعالم كله، لتعود لنا الحياة التي لم نكن نقدرها حق تقديرها".
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز