القطاع الصحي بدولة أوروبية على حافة الانهيار.. ما السبب؟
تواجه بلغاريا جائحة فيروس كورونا المستجد بنقص شديد في العناصر الطبية والمعدات، في ظل تزايد عدد المصابين بالفيروس.
ومع طبيب واحد و3 ممرضين فقط لكل 55 مريضا مصابا بفيروس كورونا، يقول العاملون في أحد مستشفيات مدينة شومن في شرق بلغاريا إنهم على حافة الانهيار.
وقال ديميتار كوستوف رئيس مستشفى شومن الأكثر اكتظاظا في البلاد: "الوضع حرج".
وفيما تجتاح موجة ثانية من الوباء البلاد التي يقرب عدد سكانها من 7 ملايين نسمة، يبرز نقص في الموظفين في المستشفيات حيث كُشف عن أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية.
وفي المنطقة المحيطة بشومن على سبيل المثال، يقترب نصف عدد العاملين الطبيين من سن التقاعد، وعدد الأشخاص الذين يغادرون القطاع أكبر من الذين يدخلونه.
وتقول ألبينا كوستوف رئيسة قسم الأمراض المعدية في المستشفى "نحن ننهار جراء الإرهاق الجسدي والعقلي".
وليس هناك أي سرير شاغر في هذا المستشفى، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفيما تمكنت الدولة الأفقر في الاتحاد الأوروبي من تجنب أسوأ موجة من الوباء في الربيع من خلال فرض إجراءات الإغلاق، رفضت الحكومة اتخاذ إجراء مماثل خلال اجتياح الموجة الثانية البلاد.
ويوجد حاليا 4500 مريض بفيروس كورونا في المستشفى و270 آخر في العناية المركزة.
ووفقا لبيانات اتحاد الأطباء البلغاريين، يغادر 8 من كل 10 من خريجي الطب في بلغاريا للبحث عن وظائف ذات أجور أفضل في أوروبا الغربية، وهو اتجاه تفاقم منذ انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2007.
ونتيجة لذلك، فإن 52% من الطواقم الطبية في البلاد تزيد أعمارهم عن 55 عاما مقارنة بـ14% فقط دون سن 35 عاما.
ويوضح كراسيمير سيميونوف رئيس نقابة العاملين في المجال الطبي في المنطقة والتي تقلص عدد أعضائها بمقدار الثلث منذ العام 2000، أن الوضع في شومن رهيبة إذ "40% من الأطباء تزيد أعمارهم عن 60 عاما".
وتعني الرواتب المنخفضة والمعاشات التقاعدية الضئيلة أن الطواقم الطبية التي تبقى في البلاد، غالبا ما تعمل بعد سن التقاعد لفترة طويلة.
وتشير روميانا نانوفسكا رئيسة مستشفى البلدية في مدينة لوفيتش (شمال) التي كادت أن تفلس حتى قبل أزمة كورونا "الراتب الأساسي للطبيب هو 840 ليفا (510 دولارات) في الشهر ويتقاضى الممرض 600 إلى 700 ليفا".