كورونا يهدد "القارة العجوز" بموجة ثانية.. عودة العزل وتخزين الأدوية
إحصائيات جديدة تظهر تواصل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ، مسجلا إصابات جديدة وضحايا في أوروبا مع تزايد الحديث عن الموجة الثانية
يتابع العالم بمزيد من القلق الأنباء الواردة من القارة العجوز، أوروبا، عن بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، خوفا من أن تكون إيذانا بانطلاق هذا الكابوس إلى قارات أخرى.
ويحاول العديد من الخبراء تجنب استخدام هذا المصطلح أصلا، رغم عودة تزايد الإصابات بشكل تصاعدي ملحوظ، إلا أن مارجريت هاريس المسؤولة في منظمة الصحة العالمية اكتفت بقولها "إن ما نشهده الآن هو موجة كبيرة تجتاح العالم".
بدوره، أعلن رانييري جويرا، مساعد رئيس منظمة الصحة العالمية، أن الموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا ليست أمرا مؤكدا، وأن السلطات الطبية حول العالم بات لديها جميع الأدوات اللازمة لتجنب حدوث موجة ثانية.
وقال جويرا، في تصريحات إعلامية سابقة، إنه "مع بداية السنة الدراسية لا مفر من زيادة الإصابات بالفيروس، لأن من المستحيل منع المخالطة بين الطلاب".
ارتفاع إصابات ألمانيا
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، الثلاثاء، ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا بواقع 1278 حالة ليصل إجمالي الإصابات إلى 234853.
وسجل المعهد 5 وفيات جديدة مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 9277..
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين أصدرت تحذيرا من السفر إلى منطقتي باريس والريفيرا الفرنسية بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا هناك.
وأضافت الوزارة أنها حذرت من القيام برحلات سياحية غير ضرورية إلى منطقة إيل دو فرانس التي تضم العاصمة الفرنسية ومنطقة بروفانس ألب-كوت-دازور الجنوبية التي تشمل مرسيليا ونيس، بسبب ارتفاع عدد الإصابات.
وفيات فرنسا
وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية، الإثنين، أن عدد حالات الإصابة الجديدة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع 1955 حالة مقارنة باليوم السابق، غير أن الزيادة في الحالات الجديدة كانت أقل من الأيام السابقة.
وقالت الوزارة إن عدد الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا ارتفع بواقع 15 حالة عن اليوم السابق ليبلغ إجمالا 30528، في حين أن مجمل حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس وصلت إلى 244854.
ولدى فرنسا سابع أعلى عدد وفيات جراء فيروس كورونا في العالم، وتراقب الحكومة الأرقام عن كثب لمعرفة ما إذا كانت هناك حاجة لفرض أي قيود أو عمليات عزل عام جديدة للحد من انتشار الفيروس.
وقالت الوزارة في بيان "انتشار الفيروس يتقدم بشكل ملحوظ وبأقوى كثافة له بين الشبان".
بريطانيا متماسكة
ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في بريطانيا إلى 327 ألفا و643 حالة بحسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء.
وأشارت البيانات إلى أن عدد الوفيات في بريطانيا جراء الفيروس بلغ 41 ألفا و515 حالة. وتعافى 1547 من المصابين حتى الآن .
ومر نحو 29 أسبوعا حتى الآن منذ الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في بريطانيا.
بلجيكا تخزن الأدوية
من جهتها، تقوم المستشفيات البلجيكية بتخزين الأدوية ومستلزمات الحماية وتضع خططا للطوارئ وسط زيادة مستمرة في حالات الإصابة الجديدة بمرض كوفيد-19 التي أرغمت العاصمة بروكسل على جعل استخدام الكمامات أمرا إلزاميا في الأماكن العامة.
ومع حدوث ما يقرب من 10000 وفاة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد حتى الآن، تصبح بلجيكا، التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، إحدى الدول صاحبة أعلى معدلات الوفيات بالمرض في العالم نسبة لعدد السكان.
وزادت الإصابات الجديدة بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة، وتسجل بلجيكا الآن أحد أكبر الأرقام في أوروبا بالنسبة لعدد السكان مما يثير مخاوف من حدوث موجة ثانية.
وفي مارس آذار وأبريل نيسان، عندما تسارعت وتيرة تفشي الوباء، عانت مستشفيات بلجيكا من نقص المعدات والعقبات الإدارية.
إيطاليا تستبعد لعزل جديد
وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانتسا في مقابلة صحفية إن حكومة بلاده لا تفكر في فرض عزل عام جديد لكبح انتشار فيروس كورونا على الرغم من الزيادة المستمرة في عدد الإصابات الجديدة على مدار الشهر الماضي.
وأعلنت السلطات، السبت، تسجيل 1071 إصابة جديدة بالفيروس لتتخطى بذلك عتبة الألف إصابة يوميا لأول مرة منذ خففت الحكومة إجراءات العزل العام الصارمة في مايو، وإيطاليا واحدة من أكثر الدول الأوروبية تأثرا بالجائحة، إذ سجلت أكثر من 35 ألف حالة وفاة.
وقال سبيرانتا لصحيفة لا ستامبا اليومية "لن نفرض عزلا عاما جديدا"، مضيفا أن الوضع الراهن لا يُقارن بفبراير شباط ومارس آذار عندما كان المرض ينتشر بشكل خارج عن السيطرة وكان من الصعب حينها تتبع المصابين به وعزلهم، مضيفا "أنا متفائل لكني حذر. جهاز الصحة الوطني أصبح أقوى بكثير".
وأضاف أن إيطاليا ضاعفت عدد الأسرَّة في وحدات العناية المركزة.
ولا يزال عدد الإصابات الجديدة بالفيروس في إيطاليا أقل بكثير مما تسجله إسبانيا وفرنسا كما أن عدد الوفيات اليومي منخفض.
وقالت ساندرا تسامبا المسؤولة الكبيرة بوزارة الصحة في مقابلة منفصلة مع صحيفة كوريري ديلا سيرا إنها موقنة بأن إيطاليا لن تفرض عزلا عاما على مستوى البلاد لكنها لم تستبعد فرض قيود على المناطق التي تشهد زيادات كبيرة في أعداد الإصابة بالفيروس.
وبدأت التجارب السريرية البشرية الفعلية على اللقاح المضاد لفيروس كورونا, "صنع في إيطاليا"، في مستشفى سبالانزاني للأمراض المعدية بالعاصمة الإيطالية روما.
الجرعة الأولى للقاح "GRAd-Cov2" حصل عليها المتطوع الأول المجرب للعقار الإيطالي، صباح الإثنين، وحضر بداية الاختبارات رئيس منطقة لاتسيو، نيكولا زينجاريتي، والمستشار الإقليمي للصحة أليسيو داماتو ورؤساء معهد الأمراض المعدية بالعاصمة (سبالانزاني)، وفقا لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وبعد أشهر من الاختبارات على الحيوانات، أعلنت إيطاليا بدء تجربة العقار الذي أنتجته شركة "ReiThera" الإيطالية للتكنولوجيا البيولوجية، بشكل فعلي على البشر، بحقن المتطوع الأول وهي امرأة من روما تبلغ من العمر 50 عاما.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA=
جزيرة ام اند امز