كورونا يوقف الدراسة في ليبيا.. تحذيرات من تدهور الأوضاع
يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في جميع أنحاء ليبيا، وسط تسجيل أرقام جديدة على صعيد الإصابات والوفيات خاصة في غرب البلاد.
وأفاد وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، علي الزناتي، بأن الوضع الوبائي في البلاد اصبح مقلق قليلا حسب تقارير لجنة الوبائيات والمركز الوطني لمكافحة الأمراض.
وأكد الزناتي مؤتمر صحفي، الأربعاء، على وجود احتماك كبير بفرض قيود تجول بين المدن جديدة وزيادة المدة بعدما صدرت توصيات من لجنة الوبائيات بذلك.
وبين المسؤول الليبي أن حملة التطعيمات الاستثنائية تم ايقافها لنفاذ التطعيم وفي انتظار الأفراج عن نصف مليون جرعة من قبل مركز الرقابة على الأغذية والأدوية وسيتم توزيعها علي المجمعات الصحية في مختلف المدن.
وأوضح أنه منذ استلامه الوزارة تم صرف 100 مليون دينار فقط وذهبت معظمها كمستحقات للعاملين في مراكز العزل حتي شهر ديسمبر الماضي، وما زال لهم مستحقات عن 6 شهور فقط، مشيرا إلى أنه في انتظار تسييل النصف مليار دينار ليبي التي خصصها رئيس الحكومة لدفع بقية المستحقات للعاملين، وكذلك للتعاقد من اجل توفير النواقص في مراكز العزل والفلترة، ومن أهمها الاكسجين ومشغلات PCR.
وأكد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الليبي بدر الدين النجار سرعة انتشار المتحور الهندي من فيروس كورونا، مشدداً على أهمية كسر سلسلة حلقة الفيروس باستخدام التطعيمات على نطاق واسع، ووقف جميع التجمعات وحركة انتقال المواطنين؛ لما تسببه من مخاطر في انتشار الجائحة.
وارتفع العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا في ليبيا إلى 243 ألفا و470 شخصا، بينهم 50 ألفاً و44 حالة نشطة، ووفاة 3453 شخصاً.
يأتي ذلك فيما ناشدت عدة مستشفيات بغرب وجنوب ليبيا الحكومة ووزارة الصحة بسرعة توفير أسطوانات الأكسجين في ظل النقص الكبير وتزايد الحالات المصابة بكورونا.
وناشدت مستشفى برقن العام بمنطقة براك الشاطئ جنوبي العاصمة طرابلس إن وزارة الصحة والجهات ذات الاختصاص بتوفير أسطوانات الاكسجين للمستشفى نظرا للنقص الحاد في بها وتزايد الحالات المصابة بفايروس كورونا.
ودعت المستشفى في تدوينة لها على صفحتها بموقع "فيسبوك" كل من لديه أسطوانة أكسجين من المواطنين بسرعه إحضارها إلى المستشفى لكي تتم تعبئتها مرة أخرى بشكل عاجل.
وكانت مراكز العزل في مناطق الزهراء وصرمان وحي الأندلس وسبها، إضافة لأغلب بلديات الجبل الغربي، قد أعلنت وقف استقبال المصابين بفيروس كورونا، بسبب النقص الحاد في وقود تشغيل المولدات الكهربائية، والنقص الحاد في المواد التشغيلية ومنها الأكسجين، فضلا عن النقص الحاد في الكوادر الطبية.
بينما وجه عميد بلدية قصر بن غشير، محمد صكوح، نداء استغاثة عاجل بسبب تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا.
وقال صكوح: “نعاني من تزايد أعداد الإصابات وتفاقم الوضع الوبائي داخل البلدية، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية خاصةً مع نقص في الإمكانيات اللازمة لفريق الرصد والتقصي وكذلك مركز الفلترة”.
وأضاف “نعاني عدم وجود مركز للعزل في المنطقة، علماً بأن البلدية ذات كثافة سكانية وأن مركز الفلترة ذو إمكانيات محدودة ويقدم خدماته لأهالي البلدية وكذلك إلى البلديات المجاورة”.
من جانبه، قرر وزير التربية والتعليم الليبي موسى محمد المقريف تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم إلى 5 أغسطس المقبل؛ حفاظاً على صحة الطلاب والمعلمين وحرصاً على سلامتهم وأسرهم.
جاء ذلك خلال اجتماعه، الأربعاء، مع رئيس وأعضاء اللجنة الاستشارية العلمية بالوزارة، ومدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض “بدر الدين النجّار”.
وفي ختام الاجتماع، اتفق الحضور على عقد اجتماع الأربعاء المقبل لتقييم الوضع الوبائي في عموم البلاد، واتخاذ قرار بعودة الدراسة واجراء الامتحانات، أو الاستمرار في الاغلاق، كما اتفقوا على ضرورة الالتزام بتطبيق الإطار الوبائي، إضافةً إلى توزيع الأدلة الاسترشادية والبروتوكول الصحي على كافة المؤسسات التعليمية في ربوع البلاد.
يذكر أن مناطق غرب وجنوب غرب ليبيا تسجل أعدادا مرتفعة يوميا من الإصابات بفيروس كورونا تصل إلى المئات، بالإضافة إلى بعض الوفيات، التي تتراوح من حالتين إلى ثلاثين حالة وفاة.
وتصاعدت تحذيرات الجهات الطبية في ليبيا من تزايد تفشي وباء كورونا، بسبب عودة المواطنين إلى التجمع والتزاحم في المناسبات الاجتماعية، مع إهمال اتباع سبل الوقاية المتعارف عليها.
وتحاول تركيا الاستحواذ على قطاع الصحة الليبي بعقد عدة اتفاقيات، حيث أنشأت وكالة التعاون والتنسيق التركية ”تيكا“، مستشفى ”مركز مصراتة للعلاج الطبيعي“ في مدينة مصراتة غربي ليبيا، وجهزته بالكامل، قبل أن تسلمه لسلطات المدينة في يناير 2020.
ووفقا لبروتوكول بين وزارة الصحة الليبية في حكومة الوفاق السابقة، ووكالة ”تيكا“، تقوم الأخيرة بتقديم الدعم الفني والتدريب والكوادر الطبية للوزارة بخصوص تشغيل ”مركز مصراتة للعلاج الطبيعي“.