موجة حادة من كورونا تفتك بسكان شرق السودان
تعيش مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرقي السودان، حالة من الذعر، إثر ارتفاع مفاجئ في معدل الوفيات، يرجح أن يكون بسبب كورونا.
ودقت هيئات صحية غير حكومية ناقوس الخطر إثر ما وصفته بموجة حادة من كورونا تعيشها بورتسودان، وأن الفيروس يتفشى بصورة قاتلة تستوجب تدخلات عاجلة.
وقال رئيس اللجنة العليا لمقابر بورتسودان في بيان صحفي، إن مدفن السكة حديد وحده (الأكبر في المدينة) يستقبل 30 -35 جثة يومياً، في مؤشر واضح لزيادة معدل الوفيات.
في المقابل، أقرت وزارة الصحة السودانية في بيان، السبت، بارتفاع معدل الوفيات بمدينة بورتسودان من خلال الجثث الواردة للمدافن "مقابر" بشكل يومي، لافتة إلى أنها سوف تتقصى عن أسباب الظاهرة وما إن كانت بسبب كورونا أو غيرها.
وأشارت الوزارة إلى فشلها في معرفة أسباب الوفيات ببورتسودان ورصد إحصاءات دقيقة، بسبب ممارسات بعض المواطنين الذين يتسترون على حالات كورونا وحجز المرضى في المنازل دون إبلاغ السلطات الصحية، ودفن الجثث دون إخضاعها للفحص وأي احترازات.
وأضافت أنها تدرس مشروع قرار يقضي بمنع دفن الموتى في مدينة بورتسودان، إلا بعد إخضاعها للفحص الطبي ومعرفة سبب الوفاة للتعامل معها، وفق الاحترازات الصحية المطلوبة حال جاءت النتيجة "كورونا".
ونبهت إلى أن حالات الإصابة الموثوقة لديها منذ بداية الجائحة في ولاية البحر الأحمر بلغت 1725 إصابة، و146 حالة وفاة.
التلاعب بمسحات كورونا
لكن وزارة الصحة السودانية اعترفت في بيانها بأن التقرير الوبائي الخاص بإحصاءات إصابات ووفيات كورونا تنقصه كثير من الحقائق بسبب ممارسات بعض المواطنين المتمثلة في التستر على الوباء والتلاعب بالنتائج الموجبة بإعادة الفحص في مستشفيات خاصة.
والأسبوع الماضي، قرر حاكم ولاية البحر الأحمر عبدالله شنقراي، فرض حالة الطوارئ الصحية في بورتسودان إثر تزايد معدل الإصابة بكورونا، والتي قضت بمنع التجمعات وحث المواطنين على ارتداء الكمامات وغيرها من التدابير الاحترازية.
ونقل شهود من بورتسودان لـ"العين الإخبارية" أن مدينتهم تعيش كارثة صحية حقيقية جراء تفشي كبير لفيروس كورونا وتزايد معدل الوفيات.
وقالت عائشة محمد صالح، إن "الوضع الصحي ببورتسودان يفوق إمكانيات ولاية البحر الأحمر ويستوجب تدخلات عاجلة من الحكومة المركزية والمنظمات المعنية، فالوباء يهدد ملايين الأشخاص".
مراكز العزل
وأشارت "صالح" وهي سياسية شغلت منصب نائب رئيس البرلمان السوداني سابقا وتعيش في بورتسودان حالياً، إلى أن السبب الرئيسي لتفشي الجائحة هو إعادة مراكز العزل التي كانت خارج المدينة وجعلها داخل المستشفيات ببورتسودان".
وأضافت: "مستشفى بورتسودان المرجعي خاصة قسم الطوارئ الذي يعاوده ملايين الأشخاص في اليوم أصبح بؤرة تفشي كورونا وصار الناس محاصرون بالوبائيات".
وتابعت: "المياه شحيحة في بورتسودان لدرجة فشل معها ذوي القتلى عن غسلهم واضطروا الى الذهاب بهم وغسلهم في مغسلة المقابر التي بدورها تعاني من نقص في المياه".
وكانت إدارة مقابر السكة حديد وهي الرئيسية في بورتسودان قررت منع غسل الجثامين في مغسلتها خشية تفشي فيروس كورونا، لافتة إلى أن الأهالي يأتون إليها بحجة عدم وجود مياه في منازلهم وفي ذات الوقت يتسترون على السبب الحقيقي للوفاة.
نقص الكوادر الطبية
وأكدت مسؤولة صحية بولاية البحر الأحمر، وجود نقص حاد في الكوادر الطبية والمعينات لمواجهة الوباء، خاصة الأوكسجين الذي يواجه نقصا حادا رغم أنه يمثل الوسيلة الإسعافية الأولى لإنقاذ مرضى كورونا.
وقالت لـ"العين الإخبارية" مفضلة عدم ذكر اسمها: "لقد توقفت الشركة عن مد مستشفيات بورتسودان بالأوكسجين بسبب تراكم مديونياتها على الدولة، إذ مات العديد من المرضى إثر نقص الأوكسجين".
وأضافت: "هناك حالة من الخوف والذعر وسط المواطنين الذين التزموا الحجر المنزلي خشية كورونا وبدت شوارع مدينة بورتسودان خالية، بينما أغلقت السلطات الأسواق وأماكن التجمعات".
بدورها، أكدت وزارة الصحة السودانية في بيانها الصادر، السبت، أنها على إطلاع دائم بمجريات الأحداث الصحية خاصة كورونا في بورتسودان.
وأشارت إلى أنها ستمضي في التطعيم محاصرة وباء كورونا حيث حصلت بورتسودان على 30 ألف جرعة، وتم تطعيم 1110 خلال عطلة العيد.
وحثت الوزارة المواطنين على الالتزام بالاشتراطات الصحية والتبليغ الفوري عن إصابات كورونا والتوجه إلى المستشفيات ليتسنى محاصرة الجائحة.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA=
جزيرة ام اند امز