هل تأثرت لقاحات كورونا بأزمة الكهرباء في العراق؟ مسؤولة تجيب لـ"العين الإخبارية"
شهد العراق، انقطاعا تاما للتيار الكهربائي استمر نحو 72 ساعة في عموم المحافظات، خلال الأسبوع الماضي، باستثناء مناطق إقليم كردستان.
جاء ذلك بعد خروج محطات التوليد عن الخدمة جراء جملة أسباب بينها انقطاع الإمدادات الحيوية من إيران والاستهدافات التي طالت أبراج نقل الطاقة والتي وصلت نحو 61 عملية تفجير خلال أسبوع واحد.
وفي واحدة من تداعيات انقطاع الكهرباء التي دفعت المواطنين إلى النزول إلى الشوارع بتظاهرات غاضبة، سربت بعض وسائل الإعلام المحلية أخباراً تحدثت عن تلف كميات كبيرة من لقاحات فيروس كورونا المستجد المستوردة من الخارج.
وتأتي تلك الأخبار في وقت لم يتجاوز أعداد الذين تلقوا لقاح كورونا في العراق حاجز الـ900 ألف شخص من مجموع سكان البلاد الذين يقترب عددهم من 40 مليون مواطن، حسب إحصائيات رسمية من قبل دوائر الصحة.
لكن في المقابل، أكدت وزارة الصحة العراقية أن جميع اللقاحات مؤمنة وتحفظ في ثلاجات خاصة، وما أثير عن تلفها جراء انقطاع الكهرباء، كلام عار عن الصحة.
وقالت عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة العراقية، الدكتورة ربى فلاح حسن، إن "انقطاع التيار الكهربائي الذي عاشه العراق الأسبوع الماضي، لم يؤثر على صلاحية اللقاحات لكونها تُحفظ في أماكن خاصة تتوفر فيها معايير ومتطلبات الصحة العالمية".
وأضافت خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "المستشفيات العراقية مزودة بأجهزة توليد كهربائية تستخدم في الحالات الطارئة وقد تم تشغيلها خلال الأيام التي سجل فيها الانقطاع التام للكهرباء، فضلاً عن توجد أنظمة لمراقبة درجات حرارة المبردات بصورة مستمرة تساعد في ضمان المحافظة على درجات حرارة مناسبة لتخزين اللقاحات".
وأوضحت أن "جميع اللقاحات يتم حفظها في ثلاجات خاصة، معتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف ومؤهلة للمحافظة على درجات حرارة تناسب الحدود الموصى بها لحفظ اللقاحات بين ٢ إلى ٨ درجة مئوية، ويمكنها المحافظة على هذه الدرجات حتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي ولمدة ٧٢ ساعة دون أن تتأثر".
كان مجلس الوزراء الوزراء، أعلن في الـ31 من يناير/كانون الثاني الماضي، على لسان متحدثه، حيدر مجيد، عن اتخاذ قرار بتخصيص 100 مليون دولار من تخصيصات البنك الدولي، لشراء اللقاحات المتعلقة بفيروس كورونا.
وتوفِّر السلطات الصحية في العراق 3 أنواع من اللقاحات وهي: سينوفارم صيني المنشأ، وأسترازينيكا البريطاني السويدي، وفايزر الأمريكي.
وظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في العراق في فبراير/كانون الثاني 2020، لطالب إيراني يدرس في مدينة النجف، ومن ثم تصاعدت أعداد المصابين والوفيات لكنها انخفضت بشكل تدريجي بعد نحو 9 أشهر.
وكانت وزارة الصحة العراقية حذرت قبل نحو أسبوعين من موجة ثالثة لجائحة فيروس كورونا المتحور تكون أشد فتكاً وأسرع انتشاراً، فيما دعت المواطنين إلى تلقي اللقاح واعتماد الإجراءات الوقائية.
وسجل العراق خلال الأيام الماضية ارتفاعا ملحوظاً بأعداد الإصابات وصلت الإثنين، إلى أكثر من 8 آلاف إصابة، بينها 29 حالة وفاة، ما يؤشر على دخول البلاد في الموجة الثالثة من سلالة كورونا المتحورة كما توضح الدكتورة ربى فلاح حسن.
وتلفت عضو الفريق الطبي الإعلامي، إلى أن "سرعة انتشار الوباء وارتفاع معدلات الإصابة مع تسجل العديد من الحالات الحرجة والخطيرة يدلل على أن النسخة المتحورة من الفيروس باتت حقيقة واقعة وملموسة".
ورغم أن الوضع الوبائي ما زال تحت السيطرة في العراق، حسب حسن، إلا إنها تحذر من التهاون مع الإجراءات الوقائية ومنها التباعد الاجتماعي مع ضرورة عدم التقاعس عن تعاطي اللقاحات".
وتشدد على أن "المتعاطين للقاح في العراق تجاوزوا حاجز الـ900 ألف وقد سجلنا تزايداً في أعداد المتلقين للتطعيم خلال الأسبوعين الماضيين ولكن ذلك لا يكفي للسيطرة على انتشار الوباء وظروف انتقاله بين الأشخاص".
وتستدرك بالقول: "حتى نحقق مناعة القطيع لابد من وصول أعداد المتلقين إلى ما نسبته 60% من السكان على أقل تقدير".
كان موقع "كوفيد فاكس" المتخصص في إحصاء وتسجيل عمليات التلقيح في العالم ضد فيروس كورونا المسبب لـ"كوفيد-١٩"، أشار خلال الشهر الماضي، إلى أن العراق يحتل مرتبة متأخرة جداً بسبب بطء توزيع اللقاحات.
وتتوقع أرقام الموقع وبياناته، استناداً إلى الوتيرة الحالية للتلقيح في البلاد، أن يصل العراق إلى نسبة 70%، من تلقيح سكانه في العام 2075، إذا استمرت نسب التلقيح اليومية على ماهي عليه الآن.