على أبواب الجرعة الثالثة.. المغرب يعزز المناعة ضد كورونا
بعد نجاح تطعيم حوالي 20 مليون فرد بشكل كامل، يُنتظر أن ينطلق المغرب في تعميم الجرعات الثالثة من لقاح كورونا لتعزيز المناعة الجماعية.
وبهذه الخُطوة تكون المملكة المغربية البلد الإفريقي الأول، الذي يعتمد الجُرعة الثالثة من لقاح كورونا، ومن أوائل الدول العربية، بعد دولة الإمارات والبحرين.
وتأتي هذه الخُطوة لتعزيز حماية الفئات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا ومضاعفاته الصحية التي قد تهدد حياة الفرد، بحسب الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية.
حمضي، قال لـ"العين الإخبارية"، إنه على الرغم من استمرار تمتع الأشخاص المُلقحين بشكل كامل ضد فيروس كورونا عبر جُرعتين من اللقاح، وفقاً للبروتوكول المعمول به في المملكة، بمناعة وحماية عالية ضد الأشكال الخطيرة والوفيات. إلا أن ظهور الطفرات المتحورة، خصوصا متحور دلتا، يُخفض من فعالية اللقاح.
وسجل المُتحدث أن ما يفوق 99% من الوفيات المُسجلة في المملكة، كانت من بين الأشخاص غير الملقحين، لتبقى نسبة الملقحين المُتوفين بسبب مُضاعفات كورونا، لا تتجاوز الـ 0.5 بالمائة.
وأكد، في السياق نفسه، أن دراسة حديثة أظهرت أن الآثار الجانبية ليست خطيرة ومماثلة لتلك التي تظهر في الجرعة الثانية، أي هو ألم في موضع الحقن وصداع، وأحيانا حمى.
وبحسب "حمضي" فإن الجرعة الثالثة قد من نفس نوع الجرعتين الأوليتين، كما يمكن أن تكون مختلفة.
ولفت إلى أنه لا خطورة ولا خوف من عملية مزج اللقاحات، موضحاً أن هذه العملية مسألة مرغوب فيها، لانها توفر إنتاجاً غزيراً للأجسام المضادة.
وعن تنظيم هذه العملية، أبرز الباحث، أن الأولوية، في هذا الاطار، هي للاشخاص فوق 65 عاما والذين يعانون من أمراض مزمنة.
وعلل ذلك، بكون هذه الفئة معرضة لخطر الإصافة بمجموعة من الأشكال الخطيرة، ناهيك عن الفئات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بالفيروس.
من جهة أخرى، علل المتحدث، الرفض الذي يُواجه تعميم الجُرعات الثالثة من لقاح كورونا، إلى مسألة التوزيع العالمي العادل للقاح، مؤكداً أن ذلك لا علاقة له بالفعالية أو الخُطورة الصحية.
وشدد أن المُعارضين لهذه الخُطوة، سببهم في ذلك هو أخلاقي بامتياز، خاصة وأنه في الوقت الذي تقوم بعض الدول بإعطاء الجُرعات الثالثة، توجد بلدان أخرى لم تتلق حتى جرعتها الأولى.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة المغربية، قُرب شروعها في تعميم الجُرعات الثالثة من اللقاح المُضاد لفيروس كورونا، وذلك في أعقاب تلقيح أكثر من نصف الأفراد.
وتأتي هذه الخُطوة الحُكومية، بعد توصيات من اللجنة الصحية لمواجهة جائحة كورونا.
وبلغت عملية التلقيح في المغرب ذروتها خلال الشهر الأخير، بعد الشروع في تلقيح الأطفال ما بين 12 و17 عاماً، وذلك قبيل انطلاق الموسم الدراسي.
وأحصى المغرب ما يقارب 13800 وفاة بكوفيد-19، وشهدت البلاد ارتفاعا في عدد المرضى إثر تخفيف القيود في يونيو مع فتح المعابر الحدودية وتقليص ساعات حظر التجول وظهور المتحورة دلتا.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز