تلقيح أولياء الأمور بمصر.. كورونا "الحاضر الغائب" في العام الدراسي
صباح الأحد، طالع عبدالرحمن محمد، ما نشرته وزارة الصحة والسكان المصرية عبر فيسبوك، بشأن تلقي أولياء الأمور وأسر الطلاب، لقاح كورونا.
في التوقيت ذاته، كان الشاب يجهز ابنته للذهاب إلى المدرسة، في أول أيام العام الدراسي الجديد، ليكون الوباء حاضرا في جميع تفاصيل اليوم الأول.
تذكر الشاب حين بدأت الدراسة في العام الماضي، ثم تم رفع الحضور بعد أسابيع قليلة، خشية انتشار فيروس كورونا، وظلت طفلته مريم في المنزل تتابع دروسها عبر منصات تعليمية، ولذلك كان هاجس رفع الحضور هذا العام قائما، لا سيما مع الجملة التي أرفقتها وزارة الصحة والسكان مع المناشدة، والتي تفيد بأن ذلك "لضمان استقرار العملية التعليمية".
وعلى الرغم من تطعيم كثير من المدرسين والإداريين بالمدارس بلقاحات كورونا، إلا أن تلك المناشدة الخاصة لأولياء الأمور كانت الأولى، ونشرتها الوزارة عبر صفحتها على فيسبوك، مساء السبت.
يقول عبد الرحمن إنه يخشى أن تتطور تلك المناشدة فيما هو آت، ويمنع الأطفال من دخول المدارس إلا بعد تطعيم أولياء أمورهم وأسرهم.
ورغم أن وزارة الصحة والسكان تناشد المواطنين ضرورة الإسراع للتسجيل لتلقي لقاح كورونا، إلا أن الشاب الذي بدأت ابنته صباح الأحد عامها الدراسي، لم يتلق اللقاح بعد.
يقول عبد الرحمن لـ"العين الإخبارية" إنه يخشى الحصول على اللقاح، وأن تكون هناك مضاعفات لم تظهر بعد للذين حصلوا عليه، لكنه في الوقت نفسه يحاول الابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات والزحام، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، خوفا من الإصابة بالفيروس: "لكن إذا تطور الأمر فسوف أسارع للحصول على اللقاح، خشية أن يؤثر ذلك على العملية التعليمية".
اشترى الشاب لابنته التي تدرس بإحدى مدارس محافظة القليوبية شمال القاهرة، علبة كمامات وزجاجة كحول، وظل ينصحها على مدار أيام، كيف تتعامل مع أصدقائها، في حال الزحام: "على ما يبدو فإن كورونا سيظل مخيما على الأجواء على مدار العام الدراسي".
لاقت تلك المناشدة الخاصة بتطعيم أولياء الأمور وأسرهم، قبولا من البعض، وإعراضا من المتخوفين من اللقاح، وعلى النقيض من عبدالرحمن، كانت هدى أنور، ممن تلقوا هذه المناشدة على نحو إيجابي، فبحثت في محيطها عن أقرب مركز لتلقي اللقاح، من خلال التسجيل على الموقع الذي حددته الوزارة، تقول الأم إنها تخشى أن تعود الدراسة من خلال مواقع الإنترنت دون الاضطرار للذهاب إلى المدرسة كما حدث من قبل.
وعلى العكس من أولياء الأمور وأسر الطلاب، فإن المدرسين والإداريين بالمدارس، فرضت عليهم وزارة التربية والتعليم، الحصول على لقاح كورونا، قبل بداية العام الدراسي الجديد، كشرط أساسي وإجباري لدخولهم المدارس، وكان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، قد قال في تصريحات تلفزيونية إن "الوزارة تجتهد لبدء عام دراسي منتظم".
ويقول إبراهيم عبد الله، وهو مدرس للغة الإنجليزية، بإحدى مدارس محافظة المنوفية شمال مصر، إنه اضطر صباح الأحد لإبراز بطاقة حصوله على اللقاح قبل دخول المدرسة، وتوقيع حضوره في كشوف العاملين، وسبق لإبراهيم أن حصل على جرعتين من أحد اللقاحات، خوفا على نفسه من الإصابة بفيروس كورونا، في حين تقاعس بعض زملائه: "لو حصل مدرس على جرعة واحدة فبإمكانه الدخول، كذلك الأمر للذي حصل على جرعتين، لكن بدون جرعات فالأمر صعب جدا، ويستلزم إظهار مسحة لكورونا".
بالنسبة لغير الحاصلين على اللقاح من المعلمين، فإن التربية والتعليم طالبتهم بتقديم إفادة بعمل مسحة لمرتين خلال الأسبوع الواحد، ولذلك سارعت نها محمود، مدرسة اللغة العربية بإحدى مدارس القاهرة، للحصول على اللقاح، في ظل توصيات وزارة التربية والتعليم.
تقول نهى لـ"العين الإخبارية" إنها تخشى على نفسها التعرض للإصابة خلال العمل المدرسي في ظل أعداد الطلاب في الفصول، ما قد يؤثر عليها وعلى أسرتها تباعا: "وكنت أنتظر دوري في الحصول على اللقاح، لكن حين وفرت لنا الوزارة اللقاحات كنت من المسارعين لتلقيه".
يقول دكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن هذه المناشدة في غاية الأهمية: "تم تطعيم المعلمين والإداريين، وبالتالي فتعرضهم للإصابة أقل، والأطفال لا تؤثر فيهم الأعراض بشكل كبير، ولذلك فالخوف على أولياء الأمور".
ويشير الحداد إلى أن استكمال العملية الدراسية وضمان سيرها دون مشكلات، يتطلب من أولياء الأمور التسجيل للحصول على اللقاح ومن ثم الحصول عليه: "إذا كان هناك طفل مصاب فسينشر العدوى في محيطه ومنهم لأسرهم، وبالتالي تطعيم الأسر وجميع الأفراد أمر لا غنى عنه".